إن كانت جائحة كورونا مناورة وهراء.. فهل نأخذ اللقاح؟!!بقلم / وجيه ريان
192
Share
ابين اليوم – بقلم / وجيه ريان
لقد أطلق العديد من المنظمات والأشخاص المناهضين للقاحات مزاعم تشير إلى حقن البشر بمواد إضافية مُضرة، وأخرى إلكترونية، للحدّ من حريتهم وأرشفة هويّتهم وبياناتهم الجينيّة الشّخصية.
يقول علماء المناعة واللقاحات، ومن بينهم أستاذ الميكروبات في جامعة “لوفن” الكاثوليكية، الدكتور إيمانويل أندري: “ما لم يسبّب لقاح كوفيد – 19 أعراضاً جانبية خطيرة على المديين القريب والمتوسط، كما هو حال جميع اللقاحات المستخدمة حالياً في هذا المجال، فلن تحصل أضرار أخرى على المدى البعيد”. وأضاف: “هذا هو حال اللقاحات التي استخدمت سابقاً لمكافحة الأمراض الميكروبية”.
لا يوجد لقاح يسبّب الوفاة على المدى الطويل. الشيء المهم هو أن نأخذ في الاعتبار نسبة “الفائدة/ المخاطر” لجميع السكّان، إذ تبيّن أنَّ أخذ اللقاح إيجابي للغاية. وفي هذا السياق، حصلت بعض المشاكل الصحية للمتطوّعين في المرحلة الثالثة التجريبية للقاحات المستعملة حالياً، إذ تلقى نصف عدد أفراد المجموعة التجريبية التي تتألف من بضعة آلاف شخص لقاحاً ما، بينما تلقى النصف الآخر من المجموعة لقاحاً وهمياً يُدعى “بلاسبو”. وقد بينت الدراسات أن المشاكل الصحية وبعض الوفيات كانت متساوية بين متلقّي اللقاح الحقيقي والوهمي، ما يدلّ على أنَّ العوارض الجانبية لم تكن ناتجة من اللقاح ومحتوياته.
يدّعي البعض أنَّ هذا اللقاح الذي طُوّر بسرعة فائقة لا يمكن أن يكون آمناً. في هذا الشأن، كتب عالم اللقاحات بيير فاندام من جامعة “أنتورب” البلجيكية مؤخراً أنَّ التجهيزات والأبحاث الأساسية والبدائية لصناعة اللقاحات كانت مدروسة ومهيأة مسبقاً حتى يكون استعمالها صالحاً عند الحاجة.
من ناحية أخرى، عرض الكثير من المقالات آراء معارضة لأخذ اللقاح، مثلما نُشر في مجلة “ساينس إي أفينير/ قسم الصحة” الفرنسية، إذ بيّن أنَّ وجود الحمض النووي الريبي داخل خلايا متلقي اللقاح يمكن أن تُؤدي إلى التهابات، وربما إلى تفاعلات المناعة الذاتية.
وأضافت أنَّ وجود هذا الحمض في الأوعية الدموية ربما يُسبّب نوبات قلبيّة أو انسداداً رئوياً. وهناك احتمال بأن يلتحق “الحمض النووي الفيروسي” بنواة الخلية البشرية، ويصبح الإنسان مُعدّلاً وراثياً. وبناءً على ما تقدم، وكما كتبت في مقال سابق، كان من الممكن أن يحدث كل ذلك في بداية القرن الواحد والعشرين، عندما استُعملت أجزاء من الحمض النووي الريبي لإعادة التوازن إلى الخلية المصابة بأحد أمراض السرطان.
وبعد سنوات من الأبحاث الأساسية، تمكّن العلماء من تخطّي جميع هذه العواقب، وأصبح ممكناً وسليماً إدخال جُزيئيات من الحمض النووي الريبي في خلايا الإنسان لأهداف طبية، وهو ما بينته العديد من المجلات العلمية، كالنشرة الأكاديمية الوطنية للطب البشري الفرنسي لشهر كانون الأول/ديسمبر 2020.
لقد أطلق العديد من المنظمات والأشخاص المناهضين للقاحات مزاعم تشير إلى حقن البشر بمواد إضافية مُضرة، وأخرى إلكترونية، للحدّ من حريتهم وأرشفة هويّتهم وبياناتهم الجينيّة الشّخصية. في الواقع، إنّ جميع اللقاحات المستعملة حالياً لمكافحة فيروس “كوفيد – 19″، وقبل أن تحصل على البراءات، تم تحليلها والتعرف إلى محتوياتها ودراستها بالكامل قبل السماح باستعمالها.
وفي هذا السياق، أكَّد مسؤولو وكالة الأدوية الأوروبية، ومقرّها مدينة أمستردام الهولندية، أن جميع اللقاحات المستعملة حالياً تخلو تماماً من أي مواد إضافية غير لازمة، فليس هناك شرائح إلكترونية أو جسيمات نانوية فيها، مما يسميه البعض “شرائح بيل غايتس”.
إنَّ اهتمام هذا الملياردير والمهندس الإلكتروني في اللقاحات وتنبؤاته بأن الفيروسات القادمة ستكون أكثر فتكاً من غيرها، أصبحت، في رأي الكثيرين، مثيرة للجدل، وخصوصاً تصريحاته المتكررة عن مساوئ الارتفاع المستمر لسكان الكرة الأرضية وضرورة تقليص هذا العدد لحماية الكوكب من التدهور.
إنَّ مثل هذه التصريحات جعلت بيل غايتس المنظّم الأول لما يُسمى “المؤامرة”، كما سنرى في السطور القادمة. من ناحية أخرى، كيف لنا أن نشكّ في حسن نية هذا المتبرع السخي وأعماله الخيرية المتعددة، وهو الَّذي ساهم أيضاً في تأسيس مصنع اللقاحات في الهند؛ البلد المهتم حالياً بتصنيع لقاح “أسترازينيكا”؟
تبدأ المؤامرة بإيجاد علاقة بين ظهور جائحة “كوفيد – 19” ونشر تكنولوجيا “5G”، إذ يعتقد البعض، من دون أي إثبات علمي أو عملي، بأن هذه التكنولوجيا الحديثة تقوم بتنشيط الفيروس ونشره، ويعتقد آخرون أن هذه الموجات الإلكترونية تعمل في ما بعد على جعل اللقاح ساماً وقاتلاً، ما سيؤدي إلى تقليص عدد سكان الكرة الأرضية الآخذ في التصاعد. لحسن الحظ، أصبح الآن مؤكداً، وخصوصاً بعد إعطاء اللقاحات المتنوعة التركيب والمصدر لملايين الناس، أن ما سبق من تكهنات ليس سوى هراء وادعاءات باطلة.
وفي هذا السياق، ثمة من يدّعي أنّ بعض حكومات العالم، ولأجل تهدئة الأوضاع الاجتماعية، ولأسباب سياسية وأمنية، يخفون الحقائق الصحية عن العامة. ربما تكون هذه الاتهامات مبررة جزئياً، لكنها لا تعني منع اللقاحات أو تحوير أهدافها.
وثمة من يدّعي أن الشركات المصنعة للأدوية قد تكون مسؤولة عن صناعة الفيروس ونشره، للاستفادة من بيع اللقاحات. في الواقع، إن علم هندسة الجينات لم يبيّن أن الفيروس التاجي صُنّع مخبرياً، لكن يوجد احتمال ضئيل بأن يكون قد صنع طبيعياً في المختبر. يحدث ذلك عند إدخال فيروسين متشابهين في خلية واحدة، ومنحهما إمكانية تبادل الجينات جزئياً وتلقائياً. وربما يصبح أحد هذه الفيروسات أسرع انتشاراً أو فتكاً مما سبق. هذا ما حصل في فيروسات مسبّبة لمرض نقص المناعة الجنسي “إيدز” أو في فيروسات الإنفلونزا، كما بينت أبحاث الدكتور هامبسون تحت عنوان “فيروسات الإنفلونزا” للعام 2006، في المجلة الطبية الأسترالية.
مهما كان مصدر هذا الفيروس التاجي، فإن أرباح شركات الأدوية المعنية بتصنيع اللقاحات ستساوي مليارات الدولارات، وخصوصاً الشركة الأم “بيغ فرما”، ولكنني أعود وأكرر أن هذا الأمر لا يعني عدم تلقي اللقاح لتقليل أرباحها.
في هذا الوقت الحرج، ولمكافحة الجائحة كما يجب، علينا جميعاً أن نسلّم أمورنا الصحية للعلماء والأطباء، لا لغيرهم ممن يجهلون هذه الأمور، فليس كل من لبس الطربوش أصبح كاهناً، وليس كل من لبس العمامة أصبح إماماً. يوجد حالياً 10.000 نشرة خاطئة ومعارضة للقاح، تسرح وتمرح في صفحات التواصل الاجتماعي، باحثةً عن “لايكات” الأغلبية الساذجة وإعجابهم.
على كل منا أن يتلقى اللقاح لكي نوقف انتشار هذا الوباء اللعين، وإلا سنساهم، سواء أردنا ذلك أو لم نرد، وبكل أنانية، في نشر الفيروس ومفاقمة الوباء، وسنشارك في ارتكاب جريمة جماعية لن يغفرها التاريخ لنا.
ما دام الوباء موجوداً، سيدوم الحجر والعزل، ما سيحد من حرية الناس، ويمنعهم من ممارسة أعمالهم، ويحرمهم من كسب أرزاقهم، وستغلق الشركات أبوابها، وهي مصدر رزق أساسي، إضافةً إلى دورها في تطوير المجتمع وغناه. وكلما طالت فترة الإصابات، ضاق الحال وكبرت المصيبة. من الناحية الاجتماعية، يوجد الكثير من الأضرار النفسية، إذ سنحرم من زيارة كبارنا ورؤيتهم وعيش الأيام الأخيرة إلى جوارهم، وسنحرم أنفسنا من الأفراح والحفلات وحضور الجنازات.