عبدالله باذيب، في أكتوبر*1959: فَلْنَعِ مَسؤوليَّتنا! الاستعمار ومشاريعه الهدامة في تلك الرقعة المحتلة من الوطن اليمني

293

عقد مؤخراً اتفاقاً حول بترول ثمود، وضم لحج إلى اتحاده الفيدرالي.. وهو سبيله لعقد المزيد من الاتفاقات وضم الإمارات الأخرى واحدة واحدة حتى يشمل الطوق الاستعماري الجديد جنوبنا اليمني كله بعدنه وإماراته…

النشاط الاستعماري في الجنوب اليمني المحتل يتزايد ويمتد كل يوم.

وخلال أيام قليلة، اتخذ الاستعمار أكثر من خطوة واحدة لتدعيم وتوسيع مشاريعه الاستغلالية الهدامة في تلك الرقعة المحتلة من الوطن اليمني الحبيب. فقد عقد مؤخراً اتفاقاً حول بترول ثمود، وضم لحج إلى اتحاده الفيدرالي.. وهو سبيله لعقد المزيد من الاتفاقات وضم الإمارات الأخرى واحدة واحدة حتى يشمل الطوق الاستعماري الجديد جنوبنا اليمني كله بعدنه وإماراته.

وهكذا يندفع الاستعمار وراء رائحة البترول وتحت أشكال مختلفة وبكل أساليب الضغط الخداع ليصنع المؤامرة الكبرى الهادفة إلى نهب ثروات شعبنا وتمزيق وطننا الواحد وقطع الطريق على وحدتنا اليمنية.

وهكذا أيضاً يظل الاستعمار ممسكاً في يده بزمام المبادرة، وعلى القوى الوطنية في الجنوب والشمال.. علينا جميعاً في كل اليمن أن نعي مسئوليتنا وأن نفتح أعيننا جيداً على الأخطار الكامنة وراء نشاط الاستعمار في الجنوب ومؤامراته في الشمال.

علينا أن ننتزع زمام المبادرة من يد الاستعمار.

إن وعينا لمسئوليتنا ووحدة كفاحنا هي الطريق الوحيد لهزم مشاريع الاستعمار وانجاز أهدافنا في التحرر الوطني الكامل والوحدة اليمني.

فلنع مسئوليتنا ولنقف جميعاً جبهة كفاحية واحدة متراصة ولنثق في أنفسنا وفي قوانا المذخورة الكامنة، ولنثق أكثر من ذلك أننا لسنا وحدنا في المعركة وأن معنا كل قوى التحرر العربي وكل الشعوب المحبة للسلام.

ورغم الإرهاب والقهر اللذين يمارسهما الاستعمار في الجنوب ورغم حرب الدعايات والأكاذيب المضللة التي يشنها الاستعمار من عدن علينا هنا في الشمال. رغم كل شيء سينهزم الاستعمار وينتصر شعبنا ويبني يمناً حراً موحداً جديداً يقف في طليعة الإنسانية الظافرة. أنها نهاية الاستعمار، و انتصار شعبنا ليس أمراً ممكناً فقط، ولكنه أمر حتمي محقق.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*مقال نشر في العدد الثاني من صحيفة الطليعة 11 أكتوبر 1959 (الصحيفة التي أصدرها الفقيد عبدالله عبدالرزاق باذيب من تعز بعد نفيه عن عدن إثر محاكمته الشهيرة على مقاله “المسيح الجديد الذي يتكلم الإنجليزية”). أنظر أيضاً: عبدالله باذيب، كتابات مختارة، الجزء الثاني، ط1، دار الفارابي، بيروت، 1978،ص 32.