بعد ظهور بوادر الفشل .. جبهة أبين تدق المسمار الأخير في نعش إتفاق الرياض « تحليل »

1٬602

أبين اليوم – متابعات

  تحليل / عدنان الجعفري

تلوح بوادر الفشل في تنفيذ الشق العسكري بإتفاق الرياض بعد وصول لجنة التهدئة المشرفة على انسحاب مقاتلي الشرعية والمجلس الإنتقالي من جبهة الشيخ سالم بمحافظة ابين ، بعد تمسك كل طرف بقراره بعدم الإنسحاب قبل الاخر مع عدم تمكن اللجنة المشرفة من فرض قرارها ضد أي طرف ، ويعد هذا عاملاً رئيسيا في ضياع الوقت المحدد في إنجاز المهمة للجنة بسبب تنقل اللجنة من رمال جبهة الشيخ سالم إلى محافظة عدن ولحج للسعي في إقناع الأطراف ، ومن خلال تحرك اللجنة على أرض الواقع يتبين نسبة نجاحها الضئيل لكون التحديات أمامها كبيرة على النطاق الميداني والجهود الخارجية الساعية الى تعطيل أهداف اللجنة لكونها مستفيدة من بقاء الحرب.

قبل البدء في تحرك اللجنة أعلن التحالف العربي الفترة الزمنية لمهام اللجنة المحددة أسبوعا واحداً لإنجاز الشق العسكري يبتدئ  بتاريخ 10 ديسمبر وينتهي في 20 من نفس الشهر ، والى اليوم مضت 50% من الفترة المحددة ولم ينفذ الشق العسكري وقد تمر الفترة الزمنية المحددة كاملة دون الإلتزام بما جاء في إتفاق الرياض ، حيث حلق طيران التحالف العربي ليلة الجمعة الماضية اثناء تواجد اللجنة على الميدان ، في سماء منطقة شقرة والعرقوب بعد إشتباكات بين الطرفين خلفت قتلى وجرحى، فضلاً عن اشتداد القصف المدفعي المتبادل بين الطرفين عشية الإعلان عن بدء تنفيذ الشق العسكري ، وهذا مايعني ان اللجنة التي وصلت إلى  شقرة للإشراف على وقف الإقتتال وإنسحاب قوات الطرفين فشلت حتى في وقف الإشتباكات، بعد ان حظي الإتفاق بتفاؤل يمني لكن حتى هذا الأمل بدأ يتبدد .

وهناك من يرى أن ما يحدث لم يبشر بإتفاق وسلام حيث تمارس اللجنة الضغط على طرف واحد فقط وهو انسحاب قوات الشرعية دون انسحاب قوات المجلس الإنتقالي من منطقة تمركزها ، فيما موالون للمجلس الإنتقالي يرون أن إدخال لواء الحماية الرئاسية مستحيل بعد ان تم إخراجه من مقر الحكومة في المعاشيق بمعركة طاحنة ،كما أن من المستحيل إخراج ألوية العاصفة من عدن وهي القوة الضاربة التي تمثل تواجد القوات الجنوبية في العاصمة المؤقتة،وبالتالي كل تلك التباينات بين الطرفين ستكون سبباً في تفجير الوضع العسكري من جديد.

من الواضح أن حالة التيهان تواجه اللجنة بعد تلقيها شروط من قيادات ميدانية لم تضع لها اللجنة اي إعتبارات مسبقة، وذلك بعد أن طلبت اللجنة السعودية من احد قيادات كتائب المجلس الإنتقالي تسليم الاسرى من الشرعية غير انه وافق على تسليم الاسرى الجنوبيين ورفض الإفراج عن الاسرى المنتمين للمحافظات الشمالية لكونه سيقدمهم لمحاكمة عسكرية ويكونوا عبرة لمن يعتبر – حسب تعبيره، الامر الذي جعل اللجنة في حيرة حيث تم وضع بنود تبادل الاسرى جميعا كونهم أسرى حرب ، بينما القوات الجنوبية ترفض تسليم أي اسير ينتمي للمحافظات الشمالية، وهذا يعتبر شرطا معقدا لم يتم معالجته حتى اللحظة.

حاولت اللجنة المكلفة الهروب من الفشل بعد تحفظها على إعلان فشلها وقامت بإستخدام خطة لإنقاذ نفسها والمتمثل في إنسحاب قوات الطرفين على ان يتم نقل قوات العمالقة الموالية للشرعية الى ابين ووضعها في مقدمة قوات الجيش في جبهة الشيخ سالم والطرية ، وكذا ان يتم نقل قوات العمالقة الموالية للمجلس الإنتقالي ووضعها في مقدمه قوات الانتقالي من الجهه الاخرى ، على ان تبقى قوات الطرفين على ماهي عليه  ، حيث ترى اللجنة ان هذه العملية ستقودها للنجاح، بينما هي ستكون بمثابة تعقيد المعقد لكونها جلبت قوات عسكرية أخرى الى موقع النزاع ، في الوقت الذي يفترض ان تعمل على سحب كل القوات وهذا الذي لم يحدث.

كل المؤشرات في محافظة ابين توحي بفشل تنفيذ الشق العسكري والمرتبط به الإعلان عن تشكيل الحكومة وعودتها الى عدن والمحافظة على سعر الصرف، ويحمل الفشل سيناريو مكون من شقين وهو المؤكد فشل اللجنة والذي قد تعلنه بعد مرور الوقت الزمني لمهامها وستضيف وقتا آخرا لكنها ستضطر للعودة الى الرياض لرفع تقرير بما قامت به مع فرض قرار ان تبقى قوات العمالقة في مقدمة مواقع الطرفين مع وجود إختراقات في القصف بين الحين والاخر، اما الشق الثاني سيكون الحسم العسكري  ضد اي طرف يتمرد على قرار التحالف بعد عقد إجتماع في الرياض بين الطرفين ومن يرفض الحلول المطروحة بينهم سيتعرض لقصف الطيران حتى يوافق على ما سيتمخض به اجتماع التحالف.