العالقون في “الوديعة“ يدفعون فاتورة فشل التحالف عسكرياً.. “تقرير“..!

177

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ إبراهيم القانص:

تناقض لافت في خطاب الإعلام السعودي مع هجمات قوات صنعاء، حيث تصفها بعض وسائل الإعلام بأنها ألعاب أطفال أو ألعاب نارية، في حين تثير وسائل أخرى ضجة كبيرة من الهلع والخوف مناشدة المجتمع الدولي والقوى العالمية وقف تلك الهجمات، مستثيرة حفيظة تلك القوى بأن إمدادات النفط العالمية أصبحت مهددة،

الأمر الذي يعدّه مراقبون تخبطاً ناتجاً عن العجز والفشل في مواجهة تلك الهجمات أو وقفها، والتي أصبحت تستهدف، بشكل شبه يومي، مواقع استراتيجية ومنشآت حيوية سعودية، بأسراب من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، كان آخرها عملية هجومية مشتركة بأحد عشر صاروخاً وطائرة مسيرة، استهدفت شركة أرامكو وأهدافاً حساسة في جيزان، واللافت في هذه العملية أن من ضمن أهدافها منصة باترويت، وهي التي تعول عليها المملكة الدفاع عن منشآتها ومواقعها والتصدي للهجمات الجوية التي تنفذها صنعاء.

يأتي ذلك بالتزامن مع انتصارات كبيرة حققتها قوات صنعاء في جبهات مأرب المشتعلة، والتي أسفرت عن التقدم في مواقع كثيرة ومهمة، حيث تمكنت من السيطرة على جبل “دش الخشب” الاستراتيجي، المطل على معسكر صحن الجن شمال مدينة مأرب..

وحسب مصادر عسكرية فقد حاولت قوات التحالف والشرعية إستعادة الموقع بعدد من الزحوفات إلا أنها لم تتمكن من ذلك، بالإضافة إلى أن قوات صنعاء شنت هجوماً واسعاً على مواقع قوات التحالف والشرعية في محيط السد، غرب مدينة مأرب، مسيطرةً على مناطق السد كافة وسط فرار قوات التحالف وعناصر تنظيم القاعدة التي جلبها الإصلاح من محافظات جنوبية لإسناد قواته.

في المقابل تكثف طائرات التحالف غاراتها على مناطق مأرب كمحاولة أخيرة لوقف تقدم قوات صنعاء، لكن واقع المعارك المشتعلة يوحي بأن الطيران لم يستطع تغيير المعادلة على الأرض، الأمر الذي يدفع بالتحالف إلى صب جام غضبه على فشل القوات الموالية له والتي تستنزفه أموالاً طائلة وعتاداً عسكرياً مهولاً بدون أن تحقق أي تقدم يتناسب مع حجم كل ذلك الدعم..

ويبدو حسب مراقبين أن السعودية تفرغ شحنات الغضب الناتجة عن إخفاقاتها المتواصلة عسكرياً، على المغتربين اليمنيين الذين تحتجزهم في منفذ الوديعة الحدودي مع اليمن منذ حوالي شهر، بمبررات وحجج واهية فيها الكثير من الاستخفاف بالعقول وكرامة الإنسان.

المغتربون اليمنيون العالقون مع عوائلهم في منفذ الوديعة ممنوعون من الدخول إلى أرضهم بقرار سعودي، بررته السلطات السعودية بأنهم يمتلكون سيارات ذات دفع رباعي، وأن ذلك النوع من السيارات يستخدمه الحوثيون في معاركهم ضد المملكة، وهي الحجة التي قوبلت باستنكار واسع في أوساط اليمنيين والسعوديين على حدٍ سواء، كون السوق اليمنية تعج بملايين السيارات من النوعية نفسها..

ويرى متابعون أن ذلك ليس سوى امتهان لكرامة المغتربين ومحاولة لإفراغ الغضب والسخط السعودي الناتج عن الفشل العسكري، لكن فئة بريئة هي من تدفع الثمن وهي فئة المغتربين العالقين في منفذ الوديعة، وفي وقت ناشدت وزارة المغتربين التابعة لحكومة صنعاء المجتمع الدولي التدخل والتحقيق في الانتهاك الذي تمارسه سلطات السعودية في منفذ الوديعة بحق المغتربين العالقين هناك؛ لم تحرك وزارة المغتربين في حكومة الشرعية ساكناً وكأن الحديث يدور عن كائنات من كوكب آخر لا علاقة لها بها.

البوابة الإخبارية اليمنية