السعودية تمنح “الشرعية“ جولتها الأخيرة في اليمن.. “تقرير“..!

1٬164

أبين اليوم – تقارير

بإعادة رئيس حكومة هادي، معين عبدالملك، إلى حضرموت، بالتزامن مع تسارع التطورات الميدانية والسياسية،  تكون ملامح مستقبل اليمن من الزاوية السعودية قد اكتملت ولم يتبقى سوى القليل لانضاج رؤية للحل تحفظ ماء وجه السعودية بعد 7 سنوات من الحرب والحصار على اليمن، فما أبعاد وصول معين وما تداعيات ذلك جنوباً وشمالاً وما الهدف؟

عودة معين عبدالملك وحيداً إلى حضرموت في هذا التوقيت يشير إلى أن السعودية تسعى لإبقاء هذا الإقليم الذي يمثل مصدر ثروة اليمن وموقع إستراتيجي هام على طريق الملاحة البحرية تحت قبضتها وقد ابقت أطراف “الشرعية” بما فيهم الإنتقالي الغارق في دوامة الفوضى والخدمات المنهارة في عدن  والاصلاح الذي تتقطع أنفاسه في مأرب بعيدة عن المستقبل الذي تسعى لرسمه ويتمثل كما يبدو لتقسيم اليمن إلى ثلاثة أقاليم شمال وجنوب وشرق.

تحريك معين، الإبن البار للسعودية، في هذا التوقيت يشير إلى أن الرياض اصبحت مقتنعة تماماً بقرب سقوط مدينة مأرب آخر معاقل الفصائل الموالية لها شمال اليمن، خصوصاً بعد التقدم المتسارع لقوات صنعاء خلال الأيام الأخيرة رغم الغارات السعودية المكثفة، وهو ما يعني إنتهاء اجندتها في هذه المنطقة التي تحوي كتلة سكانية اكبر واصبحت فعليا تحت قبضة صنعاء.

كما أنها تدرك بأن سقوط مأرب سيشجع أطراف موالية لها على التحرك لخلط الأوراق وأبرزهم الإنتقالي الذي يسيطر على عدن ومحيطها ويطمح لتمثيل الجنوب وسبق له وأن كاشف السعودية بنيته التفاوض مع “الحوثيين” بشأن اقليمين وترفض أطراف الشرعية الأخرى اشراكه حتى في وفد مفاوضات هادي وهو ما قد يدفعه للتصعيد بغية تحقيق المزيد من المكاسب على الأرض وبما يمنحه أوراق قوية تعزز حضوره على طاولة المفاوضات وقد تحدثت مصادر تواً عن ترتيبه للانسحاب من حكومة هادي ما يعني إنتهاء “الشرعية” فعلياً.

هذه التطورات المتسارعة في اليمن تتزامن مع تحركات إقليمية برزت بإستمرار المفاوضات في العاصمة العمانية والزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الإيراني إلى قطر والعراق في إطار رفع مستوى المفاوضات مع السعودية، وهي خطوات تحاول السعودية من خلالها إبقاء حضور رمزي  لـ”الشرعية” بإسناد مهامها لرئيس حكومة هادي بغية إبقاء الدعم الدولي لها في اليمن والغطاء لوجودها المستقبلي هذا من ناحية.

أما من ناحية أخرى فإن السعودية التي  ستخسر بسقوط مأرب ورقة الحرب وما سيترتب على ذلك من تصعيد في الجنوب الذي أصبح كل كائن فيه يئن من الحصار السعودي والحرب عليه  وقد يدفع نحو مواجهة شاملة معها ما يعني أن السعودية التي أوفدت متحدث قواتها إلى سقطرى وترتيباتها الجارية في حضرموت عبر نقل قوات هادي من الوادي إلى مأرب وقبلها المهرة تحضر لنفوذ أكبر على ما تسميه “إقليم حضرموت”..

ففي نهاية المطاف لم يهم السعودية من الحرب التي تقودها منذ 7 سنوات سوى الاستحواذ على هذه المنطقة الإستراتيجية وبما يؤمن ممر جديد لنقل النفط عبر بحر العرب ويعزز قبضتها على ثروات اليمن..

 

البوابة الإخبارية اليمنية