من النكسة إلى الإنتصارات.. معادلات رعب جديدة تفرضها المقاومة..!

875

أبين اليوم – الأخبار الدولية

تأتي الذكرى الـ 54 لنكسة حزيران هذا العام في ظل ظروف ومعادلات مختلفة وتوازنات ردع فرضتها المقاومة الفلسطينية لم تكن في حسبان كيان الإحتلال الإسرائيلي لتؤكد على تآكل نظريات التفوق الإسرائيلي ولتثبت ان هذا زمن الإنتصارات والانجازات وقد ولى زمن الهزائم، وان الفلسطينيين باتوا اليوم أقرب إلى الإنتصار الحاسم من أي وقت مضى…

بعض التواريخ والمناسبات لا يمكن ان تمحى من ذاكرة الشعوب خاصة ما جرى يوم الخامس من حزيران عام 67 من القرن الماضي حينما شن الإحتلال الإسرائيلي عدواناً مفاجئاً على مصر وسوريا والأردن وانتهت الحرب الى ما عرفت به حينها بـ “نكسة حزيران”، والتي نتج عنها إستكمال الكيان لاحتلاله بقية الأراضي الفلسطينية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة بالإضافة إلى الجولان السوري وسيناء المصرية.

حرب الأيام الستة راح ضحيتها ما بين (15-25) الف عربي فيما قدرت خسائر الإحتلال بنحو الف قتيل، وهجر خلالها عشرات الآلآف من فلسطينيي الضفة بما فيها محو قرى بأكملها وليفتح باب الاستيطان في شرقي القدس والضفة الغربية على مصراعيه.

حرب عزز الإحتلال بعدها من مقولة انه الجيش الذي لا يقهر ضارباً بعرض الحائط قرارات الأمم المتحدة ولاسيما قرار مجلس الأمن رقم 242 في المقابل كانت قمة اللاءات الثلاث العربية في الخرطوم وهي “لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض”.

الفلسطينيون يؤكدون أن زمن الهزائم ولى وحان وقت الانتصارات..

ولكن اليوم وبعد خمسة عقود على النكسة تغير واقع الصراع بين الفلسطينيين وكيان الإحتلال وبدأ الردع والتفوق الإسرائيلي المزعوم بالتآكل بعدما فرضت المقاومة معادلات جديدة عمدتها بالدماء والتضحيات وبتكتيكات عسكرية رسمت معالمها مؤخرا في معركة “سيف القدس” ومكدسة زمن الانتصارات في الحاضر والمستقبل.

ذكرى النكسة تأتي هذا العام في ظل ظروف ومعادلات مختلفة وتوازنات ردع فرضتها  المقاومة الفلسطينية لم تكن في حسبان الاحتلال.. حيث أكدت حركة الجهاد الإسلامي في بيان لها بالمناسبة ان الظروف التي تزامنت مع النكبة من العجز العربي لن تتكرر فالفلسطينيون لديهم قوة وإرادة منقطعة النظير واعتمادهم على الله أولاً ثم على أنفسهم وعلى مساندة الشعوب لهم اعطتهم القوة والعزيمة.

وشددت الحركة على أن معركة سيف القدس وما رافقها من مواقف حاسمة للمقاومة قد ارسلت للعدو رسالة واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار بأن المقاومة لن تسمح بتهجير المقدسيين ولا بالسيطرة على الأقصى ولا بالاعتداء على المصلين، ومؤكدة ان المقاومة اعلنت وبشكل واضح انه اذا لم يتراجع الاحتلال وعاد لانتهاكاته فستعود المقاومة للمعركة ولكن هذه المرة بقوة اكبر ومفاجأت اكثر.

حركة حماس بدورها وعلى لسان رئيس الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار، أكدت انه لو استمرت المواجهة الأخيرة مع العدو فإنها كانت ستغير شكل الشرق الاوسط. وخلال لقائه الكتاب والأكاديميين وأساتذة الجامعات في غزة، قال السنوار ان العدو لن يستطيع فرض واقعه المزعوم في القدس والشيخ جراح مستغلا حالة الانقسام والتطبيع، مشددا على ان فصائل المقاومة بدأت ترميم قدراتها بدعم من حزب الله والجمهورية الاسلامية في ايران.

المعادلات الجديدة التي ثبتتها المقاومة الفلسطينية وتوازنات الردع التي فرضتها في المعركة الاخيرة، دفعت بالاحتلال الإسرائيلي الى إلغاء مسيرة الأعلام للمستوطنين، المقررة يوم الخميس المقبل في القدس المحتلة وفق ما كان محدداً، فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنه في المرة الماضية التي كان يفترض أن تجري فيها المسيرة بدأت الصواريخ تطير نحو القدس، زاعمة بان وزير الأمن “بني غانتس” طلب عدم إجراء مسيرة الأعلام في القدس بذريعة ان المسار يحتاج إلى جهد أمني خاص”.

كذلك قوبلت الدعوات لما يسمى بـ “مسيرة الاعلام” بدعوات من قبل مقدسيين ونشطاء ورجال دين، إلى شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك والحضور في شوارع المدينة والبلدة القديمة ومحيطها، لمواجهة المسيرة.

إنتصار المقاومة الفلسطينية دفع الاحتلال للاعتراف بفشله:

كما كانت المقاومة الفلسطينية حاضرة بكل قوة واقتدار في الميدان خلال معركة “سيف القدس” التي الحقت الهزيمة بكيان الاحتلال ها هي مجدداً حاضرة بقوة على جدول أعمال قادة الإحتلال من خلال التحليلات والقراءات للكشف عن أسباب فشل جيش الإحتلال في إدارة المعركة.

فشل ابعده قادة جيش الاحتلال عن مرماهم محملين المسؤولية لجهاز “الشاباك” ومؤكدين ان المقاومة في غزة أدارت المعركة بشكل اظهرت به ضعف جيش الإحتلال وعدم استعداده لها، نتيجة المعطيات الاستخبارية الجافة، ما ولد لديه الخشية من الدخول في حرب برية خوفاً من وقوع الجنود في الأسر على يد المقاومة.

خشية وفشل وفضائح كشفتها تقارير متتالية بثتها وسائل إعلام الاحتلال حول استهداف البنية التحتية لحركات المقاومة في القطاع بمئات الضربات ليتلقى بعدها قلب الكيان ضربات بمئات الرشقات الصاروخية التي لم تتوقف طيلة المعركة كاشفة عن الانتقادات التي وجهها قائد هيئة اركان جيش الاحتلال “افيف كوخافي” الى قادة الالوية لفشلهم في العمل اثناء المعركة واعلانه عن تشكيل فريق تحقيق حول الاخفاق الاستخباري.

غبار معركة “سيف القدس” كشف بعد انقشاعه عن انتصارات تكاد لا تعد سطرتها المقاومة الفلسطينية بحنكة ازهقت ثلاثة سنوات اضاعها قادة جيش الاحتلال في التخطيط لمناورة خداع استراتيجية لتدمير انفاق المقاومة الفلسطينية ليتبين وفق ما كشفته صحيفة “يديعوت أحرونوت” ان عملية المترو لم تحقق هدفها العملانية وبقيت رشقات الصواريخ تدك بشكل مكثف قلب الكيان.

كيان الإحتلال بدأ منذ اكثر من عقدين يفتقد لقياداته وهو ما نلاحظه منذ معارك تموز 2006 وهو ينتقل من هزيمة الى اخرى في مواجهة فصائل المقاومة الفلسطينية، في عام 2005 اندحرت قوات الاحتلال من قطاع غزة من طرف واحد وسبق ذلك اندحارها من جنوب لبنان عام 2000 ايضا من طرف واحد بعد هزيمة حقيقية في الميدان امتدت لاكثر من 18 عاماً، معارك تموز 2006 في جنوب لبنان اكدت ان هذا الجيش لم يعد قادرا على تحقيق اهدافه السياسية وبدأ في الميدان تأكلا لقدراته الردعية.

والحرب الأخيرة هي انقى واطهر الظواهر بالنسبة للشعب الفلسطيني والامتين العربية والإسلامية، هذه الحرب احدثت خرقاً إستراتيجياً عميقاً داخل المجتمع الإسرائيلي، ومن افرازاتها صراع بين اليمن وما يسمى اليسار الاسرائيلي، واثبتت الحرب ايضا ان الكيان الصهيوني قابل للهزيمة قابل للاضمحلال قابل للزوال وان حروبا على غرار الحرب التي حصلت وتراكم مثل هذه الحرب وغيرها من الحروب ومن الانتصارات سيؤدي الى انهيار هذا الكيان المسخ والمصطنع الذي ليس له تاريخ وافتعلوا له تاريخ.

 

المصدر: العالم