هل تسقط صواريخ غزة “بينيت“ كما أسقطت نتنياهو..!

788

أبين اليوم – أخبار دولية

دون أدنى شك كان لصواريخ المقاومة التي تساقطت على عسقلان واسدود ووصلت الى تل أبيب، الأثر الحاسم في وقوع إنقلاب سياسي في الداخل الصهيوني أدى إلى الإطاحة بنتنياهو عن سدة الحكم بعد 12عاماً، ويخطئ من يعتقد أن تأثير انتصار المقاومة اقتصر على مجرد تغيير نتنياهو او مناصب في حكومة الاحتلال فحسب، لأن صواريخ المقاومة خلقت معادلة اشتباك جديدة قد لا يصمد الكيان الاسرائيلي أمامها بعد الآن، سواء كان رئيس الوزراء بينيت او لابيد أو حتى نتنياهو.

صحيح ان تغير التكتلات والاشخاص في الكيان الإسرائيلي لن يغير سياساته المارقة بحق الفلسطينيين ومقدسات المسلمين، لكن هذا التغيير دليل على هزة كبيرة ضربت صميم الكيان الإسرائيلي، وافقدت المستوطنين الثقة بحكومة الإحتلال وحتى إمكانية قيام حكومة قادرة على الصمود في وجه المقاومة حتى وان كانت مدعومة من قبل امريكا والغرب.

ومن هنا سعى السياسيون الصهاينة جاهدين الى طمأنة المستوطنين على مستقبلهم وانهم قادرون على مواجهة التهديد الوجودي، لذا احتل إستمرار الاستيطان والتوسع أول وعودهم وكانت هذه الجملة أول شيء ابتدأ به نفتالين بينيت كلمته أمام الكنيست الأحد الماضي قبل التصويت على حكومته.

طبعاً مواجهة إيران والاتفاق النووي كان من ضمن أولى أولويات تعليقات القادة الصهاينة باعتبارها رأس محور المقاومة والطرف المباشر في عملية تسليح المقاومة وايصال تقنية الصواريخ إليها، ودعمها في جميع المجالات والمناسبات.

التركيز على تقوية القبة الحديدية كان ضمن أغلب كلمات ومحاضرات أهل السياسة والحروب في الكيان الإسرائيلي، خاصة وأنها هذه القبة التي صورها جنرالات الكيات الاسرائيلي على انها لا تقهر فشلت بشكل كبير أمام صواريخ المقاومة.

فإذن.. يواجه الإحتلال الاسرائيلي خطراً وجودياً عسكرياً بنيوياً يبدأ بالصواريخ التي تحيط به من كل جانب، وانتفاضة الفلسطينيين الذين لن يرضوا بعد الآن بالمهادنة وتنديس المقدسات لأنهم يثقون بقدرة المقاومة ومعادلة الردع الجديدة، وهذا الخطر يدعمه محور المقاومة وعلى رأسه الجمهورية الاسلامية الايرانية ومفاصله في سوريا ولبنان والعراق واليمن.

واليوم تغامر حكومة نفتالي بينيت الجديدة كثيراً باعتمادها على ما يسمى بمسيرة الأعلام للمستوطنين بالقدس، في محاولة للقول بأنها ليست ضعيفة وانها تتحدى تحذيرات فصائل المقاومة والخارجية الفلسطينية، والدعوة للنفير العام، لكنها بهذا ترسم أولى ملامح سقوطها دون ان تعلم.

لن يكون هناك “سلام مقابل السلام” ولا سلام مقابل الأرض ولا دولتان إحداها عبرية واخرى فلسطينية، وكما سقطت “صفقة القرن” ستسقط “اوسلو” وسيسقط معها الكيان الاسرائيلي وستكون هناك فلسطين الحرة عاصمتها القدس الشريف.

 

المصدر: العالم