ما أهمية قمة جنيف بين بوتين وبايدن وهل يمكن البناء عليها لحل الخلافات..!

846

أبين اليوم – الأخبار الدولية

عقدت في جنيف قمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي جو بايدن، خرجت منها جملة نتائج أبرزها اعتماد الرئيسين إعلاناً مشتركاً بخصوص الاستقرار النووي الاستراتيجي، يهدف إلى منع نشوب حرب نووية.

وجرت المحادثات بحضور وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي أنتوني بلينكن، وكان من جملة النتائج الهامة؛ الاتفاق على عودة السفراء بين البلدين والبدء بمناقشات حول تعديلات محتملة في معاهدة نيو ستارت للحد من الأسلحة النووية، فضلاً عن عدد من القضايا الشائكة في محاولة لإيجاد ارضيات تفاهم نادرة بين الطرفين.

لكن محللون سياسيون رأوا ان هذه القمة قبل ان تعقد لم يكن هناك تفاؤل كبير بها لا من قبل القيادة الروسية والمسؤولين الروس ولا من قبل الاميركيين، وبأنها قد تشكل انفراجاً للعلاقات المعقدة الاميركية الروسية التي لم تمر بمرحلة من السوء بقدر ما هي الآن.

ويشير المحللون إلى أن هناك تقارير وتحاليل كثيرة بوجود مصلحة لأمريكا ان تنفتح الآن على روسيا، ووجود مصلحة لروسيا والرئيس بوتين ان يقارع اميركا من موقع الندية في ملفات العالم، خاصة ان القمة اتت بعد اسبوع للرئيس بايدن في أوروبا أقام قمة الدول الصناعية السبع في انكلترا من ثم قمة الناتو من ثم اللقاء مع المسؤولين الأوروبيين واردوغان، وتكللت هذه الزيارة بلقائه مع بوتين.

ويشير هؤلاء إلى أن كل هذه القمم والاجتماعات التي عقدها بايدن كللها باللقاء مع بوتين وهذا يعني ان اللقاء مع بوتين من الاهمية بمكان بحيث جمع بايدن كل الحلفاء كي يقدم رسائل لروسيا انهم يستطيعون رد الصاع صاعين والمقارعة من موقع القوة.

ويعتبر المراقبون ان ما حدث في القمة هو شبه تطمين او ربط نزاع، أي أن النقاط الخلافية يتم التحاور عليها وعدم تصعيدها اكثر، لكنهم رأوا ان الاستقرار الإستراتيجي لن يحدث ما لم يتم حل المسألة في سوريا والشرق الاوسط، وان النقاط الأهم بين البلدين هي موضوع اوكرانيا وحقوق الإنسان والعقوبات الاميركية الاوروبية على روسيا والتشنج القائم بينهما.

فيما رأى محللون آخرون ان هذه القمة لم تأت بشيء جديد، وحتى قبل القمة كان الرد الروسي مباشرة على كل تساؤلات بايدن من قبل بوتين شخصياً، وأعاد ما تحدث به بوتين من جديد في مؤتمره الصحفي، كل واحد منهم كان متمسكا بمبادئه ووجهات نظره تجاه كل القضايا العالمية، وان الخلافات ما زالت جذرية.

لكنهم اعتبروا أن القمة بحد ذاتها تعتبر خطوة إيجابية لتخفيض التوتر بين الدولتين ولاعطاء رسالة للعالم انه لن تكون هناك حرب بين دولتين عظميين تمتلكان اكبر قدرة نووية ويمكن لواحدة منهما ان تدمر العالم كله.

وفيما يخص حديث بايدن مع بوتين بشأن حقوق الإنسان أشار المراقبون للقمة ان بوتين تحدث مع بايدن وذكره بما فعله الامريكيون في افغانستان وضربوا الاعراس وقتلوا مئات وربما آلاف الناس المدنيين، وذكره بالطائرات المسيرة التي ضربت الشعب العراقي وقتلت آلاف المدنيين وذكره بغوانتاناموا، فكيف يمكن ان يتحدث بايدن مع بوتين عن حقوق الانسان وعن نافالني الذي هو لديه قضية جنائية ضمن القوانين الروسية.

واعتبر الخبراء في الشؤون الدولية ان طرح موضوع اوكرانيا ونافالني في القمة هو امر اعلامي لتشويه صورة روسيا اكثر منه حقيقة، ففيما يخص اوكرانيا لم تنفذ الدول التي وقعت على اتفاقات مينسك، لم تنفذ ما طلبه الرئيس الروسي، واكثر من ذلك اجروا مناورات عسكرية على حدود روسيا، وهو امر تعتبره روسيا خطا احمرا لها، فحدودها خط احمر، واوكرانيا ودخولها في حلف الناتو ايضا خط احمر، وهذا تحدث به بوتين قبل ان يدخل القمة بيوم واحد، وتحدث عن ان روسيا تتعامل مع مواطنيها ضمن القوانين الروسية.

لكن من المعروف لدى الولايات المتحدة الاميركية انها دائما تريد الاملاءات والتحذيرات وتتحدث بهذه اللهجة، وهنا مع بوتين لا يمكن الحديث بهذه اللهجة وهذه اللغة، ورأى الجميع كيف رد في مؤتمره الصحفي على كل هذه التساؤلات.

من جهتهم اشار محللون سياسيون الى انه بمتابعة المؤتمرين الصحفيين للرئيسين الروسي والاميركي والتصريحات قبل انعقاد القمة يلاحظ وجود الكثير من الملفات الشائكة بين الطرفين، لكن ربما هناك نية لديهما لحلحلة هذه المشاكل والملفات والعودة الى العلاقات الطبيعية او شبه الطبيعية.

ورأى المحللون ان انعقاد هذه القمة في وقت تكون العلاقات الروسية الاميركية في اسوأ مراحلها هو أمر جيد وقد يتم البناء عليه لعلاقات أفضل، فهناك ملفات شائكة وهناك ملفات قد يتم الإتفاق عليها مثل الحد من التسليح النووي او معاهدة نيو ستارت، ايضا هناك ملفات شائكة كالملف الكوري وملفات حقوق الانسان وايضا الملف السوري وغيرها، لكن هذه بداية.

واعرب محللون عن اعتقادهم ان اللهجة التي استخدمت من قبل بايدن كانت لهجة قوية وصريحة كان يريد من خلالها ان يظهر ان العلاقة الاميركية الروسية تختلف الآن عن سابقاتها عندما كان الرئيس دونالد ترامب بصداقته وعلاقته الشخصية بين بوتين وترامب، مذكرين ان ترامب تعرض الى انتقادات واسعة من الداخل الاميركي ولذلك جاء بايدن ليظهر انه على النقيض من الرئيس السابق ويريد ان يكون حاسما.

واعتبروا ان تصريحات الرئيس بوتين بشأن إمكانية تعاون روسيا وامريكا بتبديد القلق الاميركي فيما يخص عسكرة القطب الشمالي، هي رسائل طمأنة وان روسيا منفتحة على جميع الملفات الشائكة التي تسبب صداعا للادارة الاميركية، خاصة ملف حقوق الانسان.

واكد المراقبون ان هناك ازدواجية في المعايير الأمريكية بالنسبة لحقوق الانسان، حيث ان هناك دول في منطقة الشرق الاوسط لا تتحدث عنهم الادارة الاميركية، شعوبها تحكم بالحديد والنار ولا تستطيع التعبير عن رأيها، لكن الادارة الاميركية تدعم انظمتها الاستبدادية الفاسدة ماديا وعسكريا ودبلوماسيا، ويأتي بايدن اليوم ليتحدث عن حقوق الانسان في روسيا، ولذلك اعتبر المراقبون ان بايدن يستخدم هذه الورقة للضغط على روسيا لتقديم التنازل في ملفات اخرى.

فما رأيكم؟

  • بماذا خرجت قمة جنيف بين الرئيسين بوتين وبايدن بعد الإتفاق على إطلاق حوار حول الإستقرار الاستراتيجي قريباً؟
  • ماذا يعني كلام بوتين أنه من الصعب القول ان كانت العلاقات مع واشنطن ستتحسن؟
  • هل بقي الخلاف بين موسكو وواشنطن قائماً حول العديد من المسائل وتمت الموافقة على عودة السفراء بين البلدين؟
  • ماذا يعني التركيز على ملف أوكرانيا تحديداً واستعداد موسكو للسير في اتفاق مينسك؟
  • ما أهمية التأكيد على إتفاقية ستارت-3 والتحذير من إستمرار الهجمات السيبرانية؟

 

 

المصدر: العالم