أبرز خصائص الإنتخابات الرئاسة الإيرانية..!

652

أبين اليوم – أخبار دولية 

 

اكد الكاتب والباحث السياسي محمد مرتضى، انه منذ إنتصار الثورة الإسلامية حرصت القيادة الإيرانية بالتأكيد على ضرورة الحضور الشعبي في الساحة السياسية، وأبرز مظاهرها هي الإنتخابات.

 

وقال مرتضى في حديث لقناة العالم خلال برنامج “مع الحدث”: عند النظر الى الإنتخابات الرئاسية في إيران نشهد أن هناك فارقاً كبيراً مقارنة بمحيطها من الدول العربية والخليجية وغيرها والتي تكون معظمها ملكية ولا يوجد فيها تجربة ديمقراطية وتورث الحكم وراثياً حتى في الكثير من المجالس المحلية، لكن في الجمهورية الإسلامية في ايران هناك مشهداً مفارقاً، أولاً انها هناك انتخابات نزيهة وتشهد مشاركة شعبية فاعلة في كل الانتخابات حتى الان.

 

وأوضح مرتضى، ان الشعب الايراني معروف عنه انه شعب حاضر في السياسة ويتابع المسؤولين ويحاسبهم، ويسقطون الرئيس في الانتخابات التي بعدها عندما يفشل، واعتبرها بأنها كاريزما الشعب الايراني وتاريخ الفارسية العريقة في الحكم والعلم والمعرفة والثقافة والفنون.

 

واضاف مرتضى، ان الإنتخابات بالنسبة للشعب الإيراني تعتبر ثقافة سياسية وهي ركن من اركان النظام الإسلامي، ولأنه مثقف يجد انه يجب عليه ان يكون حاضراً، ويتابع بجدية مسار الانتخابات ومعرفة وقراءة برامج المرشحين.

 

من جانبه، اكد النائب في البرلمان الايراني ابو الفضل عمويي، ان المشهد الإنتخابي شهد منافسة حامية في الدورة الانتخابية الحالية، مشيراً الى ان تركيبة الجمهورية الاسلامية في ايران تأسست على رؤية اسلامية ودينية وللشعب مكانته الخاصة.

 

وقال النائب عمويي: ان مكانة الشعب الايراني تتعزز وتثبت للعالم عبر الإنتخابات الرئاسية والمحلية، في ظل تحديات جائحة كورونا واجراءات الحكومة بان تجري الانتخابات وفقا للشروط الصحية السليمة.

 

واوضح النائب عمويي، انه وفقاً للظروف الحالية يمكن ان تكون نسبة المشاركة قليلة ولكن المنافسة قائمة وحامية في مواقع التواصل الاجتماعي التي تتابع الانتخابات، مشيراً الى ان هذا يدل على ان فاعلية الشعب الايراني واهتمامهم بالانتخابات.

 

واضاف، ان هناك حاجة بتغيير الإدارة والحكومة بعد ثماني سنوات، واعتبرها فرصة ثمينة، ولفت الى انه جرت مناظرات قوية بين المرشحين حيث انتقد بعضهم البعض وسط رؤى مختلفة، تعرف الشعب من خلالها على برامجهم.

 

ولفت الى إنسحاب ثلاثة من المرشحين السبعة، بعد إستطلاع الرأي الذي جرى على مستوى البلاد لم يحصلوا على نسبة جيدة، مشدداً على ان المنافسة حامية وان المشهد الانتخابي مهم لايران، وسط حضور اعلامي خارجي كبير عبر محطاته الفضائية لتغطية الانتخابات، ما يدل على اهتمام البلدان الاخرى. اضافة الى الرصد الامريكي لها. وتوقع ان تؤثر نتائج الانتخابات الرئاسية في سياسات ايران على المستوى الاقليمي والدولي.

 

وخلص النائب عمويي، بأن لا أحد يمكنه التكهن من سينتصر في هذه الانتخابات، وانها كانت دوماً مفاجئة رغم التقييمات، لذلك يكون التنافس شديداً.

 

بدوره، اكد سفير العراق السابق لدى الاتحاد الدكتور جواد الهنداوي، ان أمريكا وأوروبا ينظرون الى تجربة الإنتخابات الرئاسية الايرانية بأنها ديمقراطية مباشرة، بمعنى ان الشعب هو الذي ينتخب باصواته رئيس الجمهورية، واعتبر بانه يمثل قمة الديمقراطية.

 

وقال الهنداوي، ان المباشرة الديمقراطية هو ما يميز العملية الديمقراطية الايرانية عن الأنظمة السياسية الرئاسية في المنطقة، مشيراً الى ان هناك مراكز بحوث تنصف ثلاثة معايير لمعرفة نجاح وفشل الانتخابات وجدية اجراؤها وعدم جديتها..

 

وأضاف: ان المعيار الأول هو الاقبال الشعبي على الانتخابات، والثاني هو قيام الحكومة بتهيئة الشروط الملائمة لإجراء الانتخابات بنزاهة وبفاعلية وسط تنافس نزيه وصادق بين المرشحين والمتابعة الجماهيرية وكذلك الظروف الأمنية التي ستساهم بنجاح الانتخابات.

 

وشدد الهنداوي على ان المعيار الثالث ووصفه بالهام، هو ان تأتي هذه الانتخابات بنتائج تستطيع ان تحافظ على فلسفة النظام العام لايران، وهو نظام قائم على ولاية الفقيه والعقيدة وبناء المجتمع والحفاظ على الاستقرار الأمني والموروث الاجتماعي والحضاري وتعزيز سياسة امن ونفوذ ايران المشروع في المنطقة والعالم، واعتبرها معايير صالحة لتقييم جدية الانتخابات.

 

واشار الهنداوي الى ان هذا ما يميز الانتخابات الايرانية عن التجربة الانتخابية الامريكية التي تجري وفق فلسفة نظام المجتمع الامريكي القائم على الرأسمالية والامبريالية ولا تشهد بفوز مرشح يؤمن بالشيوعية او الاشتراكية وغيرها، وكذلك الانتخابات الروسية التي تحافظ على فلسفة النظام الاشتراكي القائم في روسيا.

 

 

المصدر: العالم