ألف قطعة أثرية في منزل أبسط مواطن.. “الآثار“ تجارة رائجة دعمها القانون في اليمن وروج لها الإعلام الرسمي أيضاً.. “2-1“..!

3٬321

بقلم/ رياض الزواحي

 

كثير من المواطنين اليمنين وحتى سماسرة تجارة الآثار في بعض المناطق الأثرية وغيرها كانوا يقتنون الآثار بدون تحفظ أو خوف لأن التشريع القانوني في عهد صالح سمح للمواطنين وطبعاً قادة الألوية مواطنين وكبار المشائخ وحتى اللصوص مواطنين باقتناء الآثار بحجة الحفاظ عليها..

وما زاد الطين بله كما يقولون أن الإعلام الرسمى تم توجيهه ليساند ويشجع ويتغنى باقتناء المواطنين لمئات القطع الأثرية في منازلهم ويحاول تسويقه بشكل متكرر وهذه من ضمن أسباب رئيسية ساهمت في ازدهار تجارة تهريب الآثار بشكل كبير..

وحتى بعد إصدار قانون يمنع اقتناء الآثار من قبل المواطنين استمرت تجارة الآثار في كل محافظات اليمن الواحد حتى عام 2015م باستثناء مايسموها مناطق محررة وهي مازالت تحت الإحتلال للأسف وللافت أن تهريب الآثار وعمليات التنقيب العشوائي للآثار مع الاحتفاظ بها من قبل سماسرة المسؤلين الكبار تركزت في عدة محافظات يمنية أثرية مشهورة كمأرب والجوف وشبوة القديمة وحضرموت وتعز وعدن وكذا عدة مناطق سنذكر بعضها على سبيل المثال..

وتأتي للببقية في قادم الأيام والبداية في قرية مقولة الأثرية في منطقة سنحان والتي كان ينتمي إليها 80%من قادة الجيش بمن فيهم القائد الأعلى للقوات المسلحة آنذاك.. لهذا لم يكن بغريب أن يتغنى الإعلام الرسمي في تلك الفترة بمبادرات المواطنيين الشرفاء في الاحتفاظ بالآثار والتنقيب العشوائي عن الآثار ويعتبرها مبادرة حسنة وإيجابية دون الاكتراث بآلالف القطع الأثرية التي جمعت بفضل هذه المبادرات الإيجابية ولم تورد قطعة واحدة منها الى اي متحف في اليمن…

بل ظلت في منازل المواطنين كمسرحية هزلية لتزييف وعي المجتمع وتغطية جرائم تهريب الآثار إلى خارج اليمن.

وكمثال على سذاجة وتوجيه الإعلام الرسمي لدعم نهب الآثار وبصورة مشروعة ما ذكرته وكالة سبأ للأنباء الرسمية في أحد تقاريرها في 12 مارس 2009م.. عن المبادرات الجميلة للحفاظ على الآثار في قرية مقولة بسنحان حيث ذكرت في تقرير صحفي انه في قرية مقولة بسنحان 15 كيلومتراً جنوب شرق العاصمة صنعاء أن المواطنين وبجهود ذاتية وفردية في الحفاظ على الآثار عبر متحف بداخل منازلهم..

وان احد المواطنين عثر على بئر قديم بالقرب من منزله، ووجد فيه العديد من الأواني الفخارية والبرونزية وتماثيل أيضاً.. كما وجد أعواد خشبية من خشب الصندل، توجد عليها كتابات بخط الزبور، تلفت بعد تعرضها للشمس، وتحكي هذه الأعواد حكايات دول قديمة..

ويوضح ذلك جمال ودقّة النحت على هذه الأعواد وأن عدد من أهالي القرية يمتلكون عشرات أضعاف ما يمتلك هذا المواطن في منزله الذي حوله إلى متحف وبداخله حوالي ألف قطعة أثرية.. موضوعة على مساحة لا تتجاوز الثلاثين متراً مربعاً.. نعم أكثر من ألف قطعة أثرية وهو أقل المواطنين حظاً في جمع الآثار والاحتفاظ بها؟

فهل يصدق القارئ في الوطن العربي والعالم وفي المريخ وزحل ماذا يحدث في اليمن وفي قرية واحدة فقط وليست بشهرة المدن الأثرية اليمنية في مأرب وشبوة وحضرموت وتعز وعدن والجوف وإب..

وهذه ليست حكاية اسطورية نقرأها من كتاب الف ليلة وليلة ولا تراجيديا توفيق الحكيم للأسف.. واقع مر تعرضت له معالم حضارات ظهرت في بلاد اليمن قبل أن يكتب التاريخ وقبل سبعة ألف عام قبل الميلاد ولكم أن تتخيلوا الوضع في المدن اليمنية القديمة وبالنسبة لي لا اتجرأ أن أتخيل.. فالصورة أبشع من الخيال في كل الأحوال والواقع أكثر قتامة.

ومع وقائع نهب الآثار الموثقة لقرية مقولة الصغيرة والقديمة سنعيش حكايات مؤلمة وغريبة..

في المقال القادم بعد ساعات أو أيام قليلة قادمة اذا اسعفنا العمر..!