تاج الجنوب العربي يشرعن للتواجد الأجنبي في المحافظات الجنوبية المحتلة..!

2٬592

بقلم/ سمير المسني

في الوقت الذي تتصدى فيه قبائل المهرة والأحرار والشرفاء من أبناء المحافظة ومجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي للمخططات الخارجية المتمثلة بالتواجد العسكري الغير مسبوق لقوى الاحتلال السعودي بالإضافة إلى تواجد قوات بريطانية وأمريكية لغرض أحكام السيطرة على تلك المحافظة الأبية..

إلا أن بعض المكونات السياسية الجنوبية مازالت تتماهى في شرعنة التواجد الأجنبي في المحافظات الجنوبية المحتلة ضاربة بعرض الحائط كل الثوابت الوطنية وتقديم التنازلات والتفريط بالسيادة الوطنية؛

وأبرز تلك المكونات (تاج الجنوب العربي) فمن خلال وثيقة عمل تقدم بها ذلك المكون إلى لجنة الحوار المشكلة من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي ؛ تلك الوثيقة التي تضمنت الكثير من التناقضات في مضامينها الفكرية من خلال عبارات إنشائية غير متوازنة لغرض الاستهلاك الإعلامي ليس إلا.

ففي الوقت الذي يطالب فيه بضرورة وجود قيادة وطنية نزيهة وغير مرتهنه لاجندات خارجية نلاحظ انه يشرعن للتواجد الأجنبي في المحافظات الجنوبية المحتلة تحت ذريعة مصالح واستقلال وسيادة الجنوب ( البند الثالث من الأهداف والمبادئ ) والتي تنص تحديدا بالتالي : (رفض أي تواجد اجنبي في أراضي وجزر وموانئ الجنوب إلا عبر اتفاق بما تقتضيه مصالح استقلال وسيادة الجنوب).

كما تشير الوثيقة بأنه لاتفريط بحدود الجنوب وجزر وموانئ و باب المنذب متناسيا (متعمدا ) بأن جزر سقطرى و ميون و باب المنذب مازالت تحت سيطرة قوى الاحتلال ومن قبل قوى خارجية معروفة ( والكل يدرك ذلك جيدا ) أما البنود الأخرى من تلك الأهداف ( حدث ولا حرج ) تتنافى تماما مع الواقع.

إن طرح مثل تلك الأهداف والمبادئ وبدون وجود خطط وبرامج وآليات عمل لتحقيق الحد الأدنى ( على الأقل ) من النجاح يعتبر مضيعة للوقت والجهد وانتكاسة فكرية وسياسية على كل المستويات والأصعدة.

لن أخوض بسرد تفاصيل تلك الوثيقة والرد عليها فهي تفتقر إلى أبسط المقومات المنهجية العلمية والذي يترتب على عدم توافرها انحراف وعي والذي يقودنا بدورة إلى الوقوع في دوامة فكرية وإلى استمرار الفوضى العبثية.

إننا ( كجنوبيين ) علينا التنبه والحذر من التعاطي مع هكذا أطروحات غرضها ذر الرماد في العيون وحرفنا عن قضايانا الوطنية ؛ كما أننا أمام منعطف تاريخي هام وخطير للغاية ولاتتوفر لدينا الكثير من الخيارات للخروج من هذا المأزق غير الخيارين أدناه :

1- توحيد الصف الجنوبي من خلال إشراك كافة القوى السياسية (الوطنية) المناهضة للعدوان والاحتلال في مؤتمر وطني شامل بعيدا عن الوصاية والإملاءات الخارجية ؛ ونشر الوعي المجتمعي واللجوء إلى الخيار الأمثل لمواجهة صلف وعنجهية المحتلين وذلك من خلال التمسك بالخيار المسلح المقاوم ( مجلس الإنقاذ وقبائل المهرة خير أنموذج).

2- الارتهان بالكامل إلى الأجندات الخارجية والتفريط بالثوابت والسيادة الوطنية والقبول بالاملاءات الخارجية.

وهنا أتوجه إلى كافة جماهير شعبنا اليمني العظيم بأن وقت التغيير قد حان وما علينا سوى التسلح بالوعي والفكر ونبذ خلافات الماضي والعودة إلى جادة الصواب ومقاومة المحتلين وادواتهم في الداخل فهو السبيل الوحيد المتاح لدينا.

اللهم إني بلغت اللهم فاشهد

سمير المسني :
– المعاون لشؤون المحافظات الجنوبية في مكتب مستشار رئيس الجمهورية والمجلس السياسي الأعلى
– عضو المكتب التنفيذي لملتقى التصالح والتسامح الجنوبي