هل تمرر الأطراف الدولية مخططها الجديد في اليمن.. “تقرير“..!

4٬258

أبين اليوم – تقارير

بموازاة الحراك الدبلوماسي للدفع بحل سياسي في اليمن،  تتسارع وتيرة التحركات العسكرية  للقوى الكبرى عند سواحله الشرقية والغربية  كاشفة القناع عن مخطط تم صياغته قبل تسليم السعودية دفة الحرب على اليمن في مارس من العام 2015، فهل تنجح هذه القوى بتحقيق اهدافها من الحرب أم أن لليمنيين رد آخر؟

التحركات في ملف اليمن على الصعيد الدبلوماسي بلغت ذروتها مؤخراً مع بدء المبعوث الأممي الجديد هانس جرودنبرغ مهامه ولو باتصالات مشوهة.. بالتزامن، كثفت الولايات المتحدة الامريكية حراكها في ملف اليمن بلقاءات جديدة على مستوى وزير الخارجية  الذي التقى نظيره السعودية وطالبه بمزيد من التنازلات في الجانب الانساني على الأقل بتخفيف القيود على حركة الملاحة الجوية في وقت عرض فيه المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ اغراءات جديدة لمن وصفهم بـ”الحوثيين”.

هذا الحراك جاء بموازاة تحركات عسكرية برزت بدفع بريطانيا بمزيد من القوات إلى محافظة المهرة ، على الساحل الشرقي لليمن، لتعزيز وجودها العسكري هناك إلى جانب أمريكا واسرائيل التي هي الآخر واصلت الدفع بقوات إلى قبالة السواحل اليمنية سواء في الشرق والغرب بذريعة “مواجهة الحوثيين” وهي اليافطة التي رفعتها هذه الدول في حرب اليمن بغية إحداث إنقسام في الصف اليمني يمكنها من تمرير مخططها الهادف لاحتلال تلك الممرات المائية في إطار صراع دولي للسيطرة على خطوط الملاحة البحرية حول اليمن والتي تشكل اليمن أهمها.

عموماً.. رغم محاولات تصوير هذه التحركات المتناقضة على أنها في إطار الدفع بعملية خفض التوتر في المنطقة أو السلام في اليمن،  تؤكد جميعها حجم الانقسام الدولي بفعل الاجندة المتصارعة، بالتحرك الامريكي دبلوماسياً لم يكن مسانداً للمبعوث الجديد كما تروج واشنطن..

فهو  محاولة لمنع سقوط ملف اليمن من قبضة واشنطن وتسليمه للجانب الأوروبي الداعم لمواطنه السويدي على غرر تسليم بريطانيا الملف لأمريكا قبل ذلك، وحتى التحرك البريطاني لم يكن الهدف منه تأمين الملاحة البحرية كما تزعم ولا دعم جهود السلام فهو يتزامن مع حراك في الاروقة الدولية يهدف لانضاج طبخة جديدة بشأن اليمن تلعب بريطانيا والإمارات دور كبير فيه وتهدف من خلاله لطيء صفحة هادي عبر نقل صلاحياته بما يمهد لتقسيم اليمن وفقا للنظرة البريطانية التواقة لاستعادة امجادها في احتلال الجزء الجنوبي والشرقي لليمن..

وهي بكل الأحوال تحاول الآن من خلال التحركات دعم تصعيد للفصائل المنادية للانفصال بغية خلط اي مسار دولي لإبقاء اليمن موحداً وخلط الأوراق في المنطقة وبما يطيل امد الحرب خصوصاً في ظل التحركات الاقليمية للتقريب بين السعودية وايران بقمة مرتقبة في العراق تحاول السعودية الخروج من خلالها من ظلمة الصراع الوهمي مع ايران ومستنقعه في المنطقة.

على كلٍ.. رغم محاولات فرض القوى الكبرى للواقع الجديد في اليمن قبل اي اتفاق سلام  ينهي معاناة 7 سنوات، تصاعدت اصوات يمنية  منددة بالمخطط الهادف لاحتلال السواحل اليمنية، بما فيها تلك المتورطة بتدبير المخطط على مدى السنوات الماضية، وهذه الأصوات رغم ضآلتها لكنها ستحقق مزيداً من الالتفاف حول القوى الوطنية في صنعاء والتي تنادي بالمقاومة ضد “الاستعمار الجديد” وتخوض حربها في الدفاع عن وحدة البلاد وسيادته واستقلاله منذ  سنوات ..

 

YNP