تمديد سعودي للأزمة بين الإصلاح والإمارات في شبوة.. “تقرير“..!

4٬684

أبين اليوم – تقارير

على إيقاع تصاعد التوتر بين الاصلاح والإمارات في شبوة والذي كاد يفتح ساحة مواجهة جديدة جنوب اليمن، تدخلت السعودية لتهدئة الوضع ، وهدفها جني المزيد من المكاسب على حساب خصومها الاقليمين والمحليين وابقاء مصيرهما جميعاً مرهون بيدها، فما دوافع السعودية لمنع سقوط بلحاف؟

التحشيدات العسكرية من قبل الإصلاح والإمارات إلى بلحاف وتسعير الخطاب الاعلامي من قبل محافظ الحزب في شبوة، جعل الطرفان في مأزق، فالإصلاح الذي سرعان ما تراجع عن سقف اهدافه بخروج الامارات إلى طرد عناصر “الانتقالي” لا يريد أصلاً حسم الملف لأهداف تتعلق بالتحركات في إتفاق الرياض والذي يسعى من خلاله الضغط لإبقاء الهلال النفطي تحت قبضته وشرعنة وجوده مستقبلاً..

إضافة إلى محاولته المساومة على ملفات اخرى تتعلق بحصته في الحكومة والمحافظين وغيرها من الملفات.. والإمارات غير قادرة أصلا على التحرك عسكرياً في مساحة ضيقة وقد حوصرت داخل المنشأة وحتى الطيران لن يفيد بحكم قرب خطوط المواجهة..

لأيام ظلت السعودية تراقب الوضع عن كثب، قبل أن يستقل قائد قواتها يوسف الشهراني طائراته من عدن إلى بلحاف لوقف التصعيد.. ظهر الشهراني خلال اللقاء مبتسماً وبكل اريحية جلس برفقة بن عديو وجنرالاته وخيرهم بين البقاء بالولاء لبلاده أو مواجهة غضبها قبل أن يملي عليهم ما يفعلوه من سحب للقوات واعادة الوضع إلى ما قبل 10 ايام وبدون نقاش حتى، كما تتحدث مصادر حضرت الاجتماع..

حاول بن عديو فتح ملف الوجود الإماراتي وبلحاف، لكن سرعان ما رد عليه العقيد بأن الامارات من ضمن التحالف، وانهم كسلطة محلية غير مخولين بالحديث عن ملف بلحاف مالم يتم ذلك بمذكرات رسمية من هادي وحكومته ، وحتى لا يمسح بكرامة هؤلاء التراب حاول منحهم ما يحفظ ماء وجههم بعقد اللقاء في منتجع قريب لبلحاف لتصوير انتصار بن عديو إعلامياً، ووعده بحسب عناصر من قوات طارق والانتقالي للحفاظ على شيء من كرامته..

هذا التحرك يشير إلى ان الصمت السعودي خلال ايام التصعيد كان لهدف توجيه رسالة للإمارات وتأنيبها ليس إلا.. خصوصاً مع عودة السعودية لتحريك ملف اتفاق الرياض مجدداً الذي تعطله الامارات بسبب تمسكها بمحافظة شبوة الثرية بالنفط والغاز كمكسب لها.. لكن وقد حققت السعودية هدفها بتوسيط عيدروس الزبيدي، رئيس فصائلها في جنوب اليمن، للسفير البريطاني فلم يعد حاجة للتصعيد ضد الامارات.

ثمة أهداف أخرى للسعودية لمنع سقوط بلحاف بيد الاصلاح، اولها تنفيذاً لاستراتيجيتها إضعاف القوى اليمنية بما فيها الموالية لها والحد من عمليات تمويلها بغية ابقائها تحت رحمتها..

وثانيها إستمرار نزيف الاقتصاد اليمني والحيلولة دون تعافيه ضمن حرب اقتصادية تحاول من خلالها اركاع القوى اليمنية المناهضة لهيمنتها، أضف إلى ذلك مخاوفها من أن يؤدي خروج الإمارات من بلحاف إلى تشجيع أطراف مناهضة للتحالف في مناطق اخرى للانتفاضة ضده وتحديداً في المهرة حيث يتصاعد الغضب ضد الوجود السعودي.

تحريك ملف بلحاف، ليس الأول ولن يكون الأخير، فكل المؤشرات على الأرض تشير إلى أنه أصبح ضمن أوراق الصراع الإقليمية والمحلية على ثروات اليمن والحرب على البلد.

 

YNP