مظاهر العمارة والبناء في اليمن

1٬763

أبين اليوم – متابعات ثقافية

استمدّت العمارة اليمنية ملامحها من السمات الجغرافية لتضاريس الدولة، حيث تختلف المواد الخام التي كانت تُستخدم في البناء بين منطقة وأخرى تِبعاً لطبيعة التضاريس، حيث استُخدم القصب، والطين، والحجر المرجانيّ، في السهول الساحليّة، بينما استُخدَم الحجر بشكلٍ شاسع في البناء في المناطق الجبلية، أمّا في مناطق الهضاب المرتفعة فاستُخدم مزيج من الطين المحليّ والحجر المستورد من المناطق المحيطة بها.

و تُعدُّ مدينة صنعاء عاصمة دولة اليمن واحدةً من أقدم المدن في العالم، وذات طابعٍ حضاري للمدن العربية التقليديّة، حيث تضمُّ العديد من أنواع المباني الفريدة في جنوب الجزيرة العربية، ومن أهمّها منزل البرج الذي يظهر في الأفق عند التجوال في المدينة، ويُشار إلى أنَّ أهل اليمن اتّبعوا النظام الرأسي في البناء -أيّ الطوابق المتعددة- من أجل تمكين توطين الأفراد باستخدامٍ فعّال للأراضي نظراً لندرة الأراضي الزراعية، كما أنَّ الارتفاع يُوفّر النظرة العامة اللازمة لحماية الأراضي والمحاصيل؛ لذا فإنّ مُعظم الأبراج تتكوّن من 5 طوابق على الأقل ومنها ما هو مكوّن من 8 أو 9 طوابق، إذ كان يُخصّص كلُّ طابق من أجل غرض ما.

امتازت الزخارف الخارجية الخاصّة بمنازل البرج بالاتقان اللامتناهي، وغالباً ما كان أسلوب زخرفتها يُشبه زخرفة المجوهرات والمنسوجات، حيث تُستخدم فيها أشكال النجوم، والثعابين، والعناصر الطبيعية، كما كانت الأبواب تُزخرف، حيث كانت تُنقش الأبواب الخشبية منها، بينما كانت تُطلى الأبواب المعدنيّة بألوانٍ زاهية لإضفاء البهجة عليها.