خلال وصولها إلى ضواحي مأرب.. صنعاء تتوغل في أربع محافظات يمنية ومدينتين سعوديتين..“تقرير“..!

5٬895

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ حلمي الكمالي:

لايزال التخبط سيد الموقف في دهاليز غرف عمليات التحالف وقوى المجتمع الدولي الداعمة والمشاركة في حربه على اليمن، التي تدنو من “خريفها” الثامن، دون تحقيق أي نصر يذكر.

في المقابل تقترب صنعاء من حسم أم المعارك وأهمها وسط اليمن، بعد إحكام قبضتها على كامل تفاصيل المعركة في مختلف الميادين، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، ما يبدو أن لديها في جعبتها الكثير والكثير لحسم معركة كل اليمن، بحكم الوقائع.

هذا ما بدا واضحاً من خلال شن قوات صنعاء خلال الأسبوع الماضي، عمليات مزدوجة وخاطفة في ثلاث جبهات مختلفة وهامة وهي الجوف ونجران وجيزان، ناهيك عن إستمرار تقدمها الإستراتيجي على أسوار مدينة مأرب، التي يلفظ فيها التحالف والشرعية معاً، أنفاسهما الأخيرة.

عقب كل الإنتصارات الإستراتيجية التي حققتها قوات صنعاء في الآونة الأخيرة، فإننا نستلخص منها استخدامها لإستراتيجية دقيقة تعتمد على الضربات والهجمات الخاطفة والسريعة، والتي لا يمكن للتحالف التنبأ بها على الإطلاق، وهذا ما يدل على حالة الترهل الحاصل في غرف عمليات التحالف، والتي تفتقر لأي خبرات حقيقية أو رؤى واضحة تستشرف وتدرس العملية السياسية والعسكرية.

في قراءة سريعة للتطورات العسكرية الأخيرة، وتحديداً منذ النصف الأخير لهذا العام الجاري، سنجد أن قوات صنعاء قطعت مشواراً كبيراً في مخاض المواجهة الكبرى والمفتوحة مع قوى التحالف، حيث تمكنت صنعاء من تقليم “أظافر” التحالف وكسر شوكته شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.

ففي طريقها نحو السيطرة على محافظة مأرب، استطاعت صنعاء خلال الأشهر القليلة الماضية، من السيطرة على كامل محافظة البيضاء ومنها إلى التوغل في أربع مديريات إستراتيجية في محافظة شبوة النفطية جنوباً، ثم إلى دحر فصائل التحالف من كامل الشريط الساحلي في الحديدة، وأخيراً في عمليات مزدوجة تكللت بالسيطرة على مناطق واسعة في الجوف، ومنها التوغل في مدن سعودية حدودية في نجران وجيزان.

كل هذه المناطق الإستراتيجية التي استعادتها صنعاء، وهي في طريقها إلى السيطرة على مأرب، يجعل من إستكمال سيطرتها على المحافظة النفطية، وآخر تمثيل للشرعية والتحالف، تحصيل حاصل بالمفهوم العسكري بعد إحاطتها من ثلاثة محافظات.

علاوة على ذلك، فإن توغل قوات صنعاء براً في العمق السعودي، إلى جانب استهدافها جواً بضرب ركائزها الحيوية والاقتصادية على طول أراضي المملكة، يشكل وسيلة ضغط قاصمة لقوى التحالف، ومشاريعها القائمة والمستقبلية أيضا، من خلال فرض معادلات جديدة.

على سبيل المثال، فإن قوات “أنصار الله “، كانت قد فرضت معادلة ردع سابقة، تمثلت بإستهداف المدن السعودية جواً، ووضعت قصف الرياض مقابل صنعاء، واليوم تتجاوز المعادلات، لتصبح أكثر إستراتيجية، والتي تتمثل بين قوسين ( إستمرار دعم التحالف لفصائله على الأرض قد يقابله توغل بري في الأراضي السعودية) وهذا ما رأيناه في العمليات الأخيرة لقوات صنعاء في نجران وجيزان الإستراتيجية، والتي تمتلك أحد أهم الموانئ النفطية في العالم.

على أية حال، فإنه يمكن القول بأن قوى التحالف وفصائله أصبحت اليوم، في موقع متأخر للغاية بالنسبة للتوازنات العسكرية في المشهد اليمني، ما يعني أن إمكانية عودتها إلى مربع النزال أمراً، مستحيلاً، وهذا ما أشار إليه قائد أنصار الله، عبدالملك الحوثي، في خطابه الأخير، والذي أكد فيه أن تحقيق التحالف لأهدافه في اليمن أصبح في حكم المستحيل.

 

YNP