رأي في الأحداث..!

4٬164

بقلم السفير/ إسماعيل محمد يحيى المعبري

سألني زميل وأخ عزيز بقوله:
الم نكن من البداية نردد شعار الموت لعدونا الأساسي أمريكا فما هو الجديد في الحماس الأمريكي؟

فأجبته بقولي:

الجديد يتمثل في كون أمريكا تنظر إلى حركة أنصار الله، وحزب الله، وحماس، ركائز لمشروعات وطنية مناهضة للتواجد الأجنبي في الاقليم؛ وقوى معيقة لتمدد وتغللغل الكيان الإسرائيلي ودمجه ضمن النسيج الاجتماعي والثقافي والسياسي لدول المنطقة؛

بالإضافة إلى أن هذه القوى الحية تطمح إلى استقلال شعوبها استقلالاً فعلياً، لا استقلالاً صورياً؛ يمكنها من بسط السيادة على مورادها، وتوظيفها التوظيف الأمثل في إحداث نهوض حقيقي لشعوبها، والحيلولة دون استغلالها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين؛

كما أن هناك هاجس آخر لدى أمريكا يتمثل في إمكانية إصطفاف هذه القوى إلى جانب القوى المنافسة لها على مناطق النفوذ في العالم، كالصين، وروسيا الإتحادية، ودول اقليمية ناهضة كإيران..!!!

ومن الثابت لزوباً، أن أمريكا والغرب لا يهتم بالاقوال كشعار “الموت لأمريكا….”؛
ما يرعبها ويثير حساسيتها هي الأفعال، فأنصار الله حركة تتبنى مشروعاً نهضوياً، ينطلق من قيم أخلاقية تخاطب العقل والعاطفة معاً، أي انها ليست كبقية الحركات المنغلقة التي تتشرنق في مخبئ المعتقدات الظلامية التي تعرف التدمير، ولا تعرف سبيلاً للتعمير، ولا القبول او التصالح مع الآخر؛

كما أن لها تصورات ورؤىً لكيفيات وآليات بناء دولة عصرية حديثة تحتل الركن الجنوبي الغربي من شبه جزيرة العرب، لتلعب دوراً ريادياً في تعزيز دعائم الامن والسلم الدوليين؛

وهم الآن – أي الغرب – يتابعون باهتمام مشوب بالقلق، وينظرون إلى أساليب إدارتهم التي اتسمت بالتميز والرشاد، للمناطق التي باتت خاضعة لسيطرتهم في ظل اجواء عاصفة، وحروب بشعة لأكثر من سبع سنوات، على أكثر من صعيد وعلى ما يزيد عن خمسين جبهة، تحيط بمناطقهم إحاطة السوار بالمعصم؛

وفي ظل موارد تكاد تكون منعدمة تماماً، فاقم من ندرتها حصار بري وبحري وجوي؛ إن هذا النجاح الذي يتعزز يومياً بتحقيق الإنتصارات على اكثر من جبهة، تواجهها حركة انصار الله والقوى الوطنية المتحالفة معها؛ وهي تواجه أعتى الدول تكنولوجياً، وأكثر دول ثراءاً؛

لا شك في ان ذلك يجعل الدول المعادية وعلى نحوٍ هامٍ دول الجوار المشاركة فيه، في حالة إنكشاف أمام الرأي العام المحلي والدولي؛
ولربما يعجل في سقوطها، وهو الأمر الذي يقلق آمريكا وبريطانيا، ويجعلهما اكثر عدوانية وضراوة في مواجهة هذا المشروع النهضوي الحضاري الذي يتمحور حوله الشرفاء من ابناء اليمن…!!!

السفير/ إسماعيل محمد يحي المعبري
رئيس دائرة الوطن العربي في وزارة الخارجية
٢٧ ديسمبر ٢٠٢١م