عام على مجزرة المطار..!

3٬027

بقلم/ نبيل غالب

تمر علينا الذكرى الأولى على الحادث الإجرامي الإرهابي الأليم، الذي راح ضحيته كوادر مؤهله، كنا نعتز بقدراتها العلمية والعملية، ومواطنون عزل من مختلف أعمارهم من المسافرين، صمتت قهقهات ضحكاتهم، في الحادث الإرهابي على مطار “عدن” الدولي، بعيد استهدافه بصواريخ، أثناء وصول حكومه المناصفة التي لم يصب منها أحد، وخرج منه الجميع سالما.

عام كامل مر ولم نسمع عن أية نتائج للتحقيقات التي أعلنت عنها حينها جميع الأطراف تشكيلها، في معمعة الوضع السائد كنتاج طبيعي لإستمرار الحرب، سمحت للبعض الإجتهاد، ليزيد من ضبابية المشهد.. لتبقى بذلك مدينة “عدن” وسكانها الضحية الأولى، في منحدر الهجمات الإرهابية، التي تساق إليها بشكل مبرمج، لأستهداف تاريخها ومجتمعها المدني السلمي، وتطوى بعدها ملفات كثيرة مشابهة في ظلمة الأدراج ك سابقتها.

عام ومازال الجرح ينزف، لأم تنتظر مشاهدة أبنها عائد من عمله ليقبل جبينها، وزوجه تتأمل الفجر البارد على أجساد أبنائها، وأب حتى اللحظه يضمد جراح فلذة كبده كان على واجبه العسكري.. بزته كانت مخضبة بالدماء، وصديق متلهف سماع صوت عزيز له أعتاد منادته بعبارات الود، وحكايات أخرى يكتنفها الصمت والغموض، تنتظر الإعلان عن نتاج التحقيق لتطمئن القلوب.. وراح ماراح ولن يعود.

ولكنها “عدن” رمز الشموخ مهما تآمر عليها الأعداء والأصدقاء والأخوة، سيبقى أبنائها وسكانها الحصن المنيع، لمجابهة المؤامرات، وستنهض الأمهات لترتيب ملابس أبنائهن، للذهاب الى المدرسة، والصياد الى البحر، والمرأة الى موقعها، والعامل الى المصنع، والجندي الى تكنته العسكرية، وكل منا الى حاضنته، دون الأنتظار او الأكثرات لسماع بنود تقرأ من على ورق تسمى نتائج التحقيقات.

هنا تكتمل الصورة في مكافحة الإرهاب، لمواجهة متغيرات واقعنا المعقد، بالكفاح نحو التغيير، ضد خفافيش الظلام، نحو تحقيق السلام، والعمل على حماية مقدراتنا بحدقات أعيننا، لتبقى “عدن” رمز الحرية.