باستنزاف عسكري وتصدره وحيداً للأعباء الاقتصادية.. الإنتقالي يهرول نحو “اللاعودة“.. “تقرير خاص“..!

7٬162

أبين اليوم – خاص

منذ مدة ليست بالوجيزة، يقود التحالف السعودي الإماراتي مخططاً – سبق تشكيل مايعرف بالمجلس الرئاسي – يقضي بإضعاف المجلس الإنتقالي الجنوبي عبر إقحامه في معارك تتجاوز – في بعض الأحيان – نطاق سيطرته الفعلية إلى أبعد من حدود الأرض المدعي تمثيلها أو كما يعرف عبر ماكينته الإعلامية بـ “دولة الجنوب”..

غير مهمل لإحراق كرت المجلس أمام الشارع الجنوبي عبر الملف الإقتصادي في وقت يعاني فيه المواطنون في المحافظات الجنوبية من ظروف معيشية غاية في التدهور والإنحدار.

عسكرياً.. وبعد أيام فقد خلالها الإنتقالي العشرات من قياداته والمئات من مجنديه بين قتيل وجريح إزاء إعلان قيادة المجلس الجنوبي عملية عرفت بـ “سهام الشرق”،  بدأ تنظيم القاعدة بسحب عناصره من وادي عومران بمحافظة أبين جنوبي اليمن، فيما أكدت المصادر بأن هذا الإنسحاب المفاجئ يعزز فكرة وجود “صفقة” مشبوهة بين تنظيم القاعدة الذي يبدو بأنه قد أتم مهمته على أكمل وجه.. والتحالف السعودي الإماراتي ذو الإرتباط الوثيق به منذ الساعات الأولى من إعلان الحرب على اليمن العام 2015م.

انسحاب القاعدة بمعداتها وآلياتها العسكرية تزامن مع انتشار لقوات الإنتقالي في وادي عومران، بعد أيام عصيبة لقوات المجلس سفكت فيها دماء مقاتليه على قارعة طرقات مديريات أبين، بدأت بهجوم القاعدة بأحور ثم توالت على إثرها سلسلة الهجمات والتفجيرات المستهدفة لقوات الإنتقالي في مديريات الوضيع ومودية وعدة مناطق أخرى من المحافظة.

مسلسل استنزاف قوات الإنتقالي بدأ مبكراً، وبالعودة إلى العام الماضي، فقد أقحمت قوات المجلس في عدة معارك ابتداءً بمحافظة شبوة التي واجه فيها قوات صنعاء مروراً بزج قواته في محارق مديريات مأرب..

وصولاً إلى عودة تلك القوات أدراجها لجرها مجدداً إلى شبوة وهذه المرة مع حزب الإصلاح الذي ناله نصيب “أقل وطأة” من مخطط الإستنزاف السعودي الإماراتي، وانتهت أخيراً وليس آخراً بعملية “سهام الشرق” ، وخلال كل هذه المعارك حصدت قوات المجلس الإنتقالي الويلات واستحق عن جدارة صفة “الخاسر الأكبر”.

أما اقتصادياً.. وتكملة لإزاحة الإنتقالي عن المشهد، فقد رمى التحالف بملف الموارد المالية بتراكم استحقاقاتها وثقل أعبائها على عاتق رئيس المجلس الإنتقالي عيدروس الزبيدي المعين نائباً لرئيس مايعرف بـ “المجلس الرئاسي”، واسندت إليه مهمة الإشراف على تحصيل موارد الدولة بقرار من رشاد العليمي، منتصف أغسطس الماضي..

يتزامن ذلك مع استمرار السعودية في المماطلة بوديعتها التي أعلنت عنها مع تشكيل “المجلس الرئاسي”، في مارس  الماضي، وتصاعد السخط الشعبي الذي سيقود الشارع حتماً إلى صدام مع قيادة المجلس الجنوبي، ويراد من ذلك تحميله لوحده تداعيات الظروف المعيشية المتردية التي يكابدها المواطنون.

مخطط محكم بالتدريج والتكامل، ففي الوقت الذي يخسر فيه المجلس قدراته العسكرية عبر مراحل طويلة من الإستنزاف تحول دون استشعاره للخطر المحدق المحيط به، فإنه في الوقت ذاته يفقد قواعده الشعبية التي تتآكل يومياً بفعل ارتفاع سقف وعوده..

ومؤخراً بتوليه للملف الإقتصادي في هذا الظرف الحرج، ووسط كل ذلك، يمضي المجلس الجنوبي بخطى متسارعة نحو الهاوية ومرحلة “اللاعودة”.