قبل الترجمة الفورية لتحذيرات صنعاء.. السعودية تتحرك لتمديد الهدنة والقبول بشروط صنعاء.. “تقرير“..!

6٬018

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ إبراهيم القانص:

بعد أيام قليلة على دعوة صنعاء شركات النفط والمستثمرين في السعودية والإمارات إلى المغادرة، والخطابات التي وجهتها اللجنة الاقتصادية العليا التابعة لصنعاء إلى الشركات الأجنبية العاملة في حقول النفط اليمنية، لوقف أعمالها والكف عن نهب الثروات النفطية والغازية..

يبدو أن السعودية أُجبرت فعلياً على أخذ تحذيرات صنعاء على محمل الجد، كون الأخيرة تمكنت من فرض قواعدها ومعادلاتها عسكرياً وسياسياً، إضافة إلى أن النظام السعودي أصبح مدركاً أن ما تقوله سلطات صنعاء لا يبقى مجرد تصريحات للاستهلاك الإعلامي، بل تصل إلى الأراضي السعودية ترجمته الفورية أفعالاً مطابقة، وعادةً ما يعلو معها صراخ السعوديين والموالين لهم..

الأمر الذي يفسر تحركات الرياض الأخيرة بشأن تمديد الهدنة، التي كانت المملكة حجر العثرة أمام الاتفاق بشأنها، بمحاولتها التملص من تنفيذ شروط الحوثيين في ما يخص رواتب موظفي الدولة ورفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة.

مصادر مطلعة ذكرت أن السعودية تتحرك بشكل مكثف بإتجاه تمديد الهدنة في اليمن، خوفاً من دخول تهديدات قوات صنعاء بقصف الشركات النفطية في أراضي الدولتين الخليجيتين حيز التنفيذ، مشيرةً إلى أن وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، التقى أمس الثلاثاء في الرياض رئيس مجلس القيادة الذي شكلته السعودية، رشاد العليمي، لتوجيهه بما ينبغي فعله من أجل تمديد الهدنة، موضحةً أن السعودية لجأت إلى سلطنة عمان للتوسط، حيث لم تجد مخرجاً من القبول بشروط الحوثيين المتعلقة بصرف رواتب الموظفين ورفع الحصار عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء..

الأمر الذي يعدُّه مراقبون مراجعةً واقعية من الجانب السعودي للتداعيات الكارثية التي ستحل بهم في حال أصروا على إفشال تمديد الهدنة، بحكم أن صنعاء جاهزة للرد الذي توعدتهم به، والممكن حدوثه في أي لحظة.

وكان قيادي في سلطات صنعاء، توقع وضعاً كارثياً قد يحل بالإمارات والسعودية، بسبب استمرار حربهما العسكرية والاقتصادية على اليمن، حيث ألمح عضو المكتب السياسي لـ (أنصار الله) عبدالله النعمي، في تغريدة على تويتر، إلى أن النظام الإماراتي قد يُفاجأ بخلو مدنه التجارية إلا من نعيق الغربان، حسب تعبيره، مستدركاً وبصريح العبارة، بالقول: “قريباً سيغادرها رجال المال والأعمال”، جاء ذلك بعد رفض التحالف القبول بتنفيذ شروط دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ التي وضعتها صنعاء مقابل الموافقة على تمديد الهدنة، التي انتهت مساء الثاني من أكتوبر الجاري.

في السياق أكد وزير خارجية صنعاء هشام شرف، خلال لقائه أمس، نائبة منسق الإغاثة الطارئة “أوتشا” جويس مسويا، والوفد المرافق لها أن صنعاء مع تمديد الهدنة وتنفيذ شروطها، موضحاً أن الإمارات والسعودية تدركان تلك المطالب، التي تشمل دفع مرتبات موظفي الدولة والتهيئة للدخول في عمليات مفاوضات سلام مستدام، مؤكداً رفض حكومته- جملةً وتفصيلاً- أن تظل البلاد في وضع اللا حرب واللا سلم، لافتاً إلى أن صنعاء تعبِّر عن تطلعات أبناء الشعب اليمني نحو تحقيق سلامٍ مشَرِّف، بعيداً عمّا وصفها بالوصاية أو الإملاءات الخارجية.

 

YNP