بعد سجالات صاخبة.. معركة مجلس الأمن تنتهي بقرار رمزي يدين الهجمات على السفن الإسرائيلية دون إتخاذ إجراءات ضد قوات صنعاء..!

4٬681

أبين اليوم – نيويورك 

صوت مجلس الأمن الدولي، الخميس، لصالح مشروع قرار مقدم من الولايات المتحدة واليابان يدين ما وصفها بالهجمات اليمنية على السفن في البحر الأحمر ويدعو إلى وقفها بشكل فوري، بعدما امتنعت كل من الصين وروسيا عن التصويت كون القرار لم يتضمن مطالبهما بربط الهجمات بالحرب الإسرائيلية على غزة، لكنهما أيضاً لم تستخدما حق الفيتو كون القرار لم يتضمن أي خطوات إجرائية ضد قوات صنعاء، ما جعل القرار يأخذ صفة رمزية.

ونشرت الصفحة الرسمية للأمم المتحدة على منصة “إكس” تغريدة جاء فيها “اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار 2722 بتأييد 11 عضواً وامتناع 4 عن التصويت” مضيفةً أن القرار يدين “بأشد العبارات الهجمات التي شنها الحوثيون على السفن التجارية وسفن النقل منذ 19 نوفمبر، ويطالب بالوقف الفوري لجميع هذه الهجمات”.

وشهدت الجلسة الخاصة بالتصويت على القرار خلافات كبيرة حيث امتنعت كل من روسيا والصين عن التصويت لصالح القرار وعدم إستخدام حق الفيتو، كونه لا يتضمن أي إجراءات في أرض الواقع على اليمن، وصوتت بقية الدول الأعضاء التي تعتبر حليفة للولايات المتحدة.

المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا وصف القرار بالذي اصدره المجلس بالمسيس حيث قال إن “القرار الذي تم اعتماده بشأن أمن الملاحة في البحر الأحمر مسيس”. مضيفاً: “قلقون من الوضع في البحر الأحمر والولايات المتحدة وحلفاؤها يحاولون فرض حلول أحادية”.

وأكد المندوب الروسي أن مشروع القرار الأمريكي يهدف لعسكرة المنطقة قائلاً: “مشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة بشأن البحر الأحمر ليس من أجل تأمين الملاحة بل لعسكرة المنطقة”..

مشيراً الى أن المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة هي ” السبب الرئيسي وراء الوضع في البحر الأحمر”، داعياُ الى ضرورة وقف هذه المجازر بحق ابناء غزة.

من جهته قال مندوب دولة الصين الشعبية تشانغ جون إن “ما يشهده البحر الأحمر هو انعكاس خارجي للنزاع في غزة وطالبنا بضرورة وقف الأعمال العدائية بغزة”، مبدياً أسفه لان القرار الذي تم التصويت عليه لم يتضمن وقفًا لإطلاق النار في غزة.

من جانبها قالت المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن ليندا توماس إن “إعتماد قرار ضد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر سيظهر وحدتنا ضد انتهاك القانون” حد زعمها، مضيفةً أن “الحوثيون حاولوا مجدداً التأثير على مسارات الشحن التجاري بهجوم معقد”.

وفي إعتراف صريح بأن إيقاف برنامج الغذاء العالمي لأعماله في مناطق حكومة صنعاء جاءت بإيعاز أمريكي قالت المندوبة الأمريكية إن “هجمات الحوثيون تهديد سينعكس حتى على إيصال المساعدات إلى الشعب اليمني”.

وشهدت أروقة مجلس الأمن الدولي خلافات عميقة بين أعضاء المجلس الدائمين المنقسمين بين روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى بشأن الهجمات اليمنية على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، والتي أدت يوم الأربعاء الى تأجيل التصويت على مشروع القرار لجلسة لاحقة والتي شهدت تمرير القرار ولكن بعد حذف النقاط الداعية لاتخاذ اجراءات ضد قوات صنعاء وحذف النقاط التي اقترحتها روسيا والصين والجزائر وتربط الهجمات على السفن بالحرب على غزة.

ووفقاً لتقرير نشرة الموقع الرسمي لمجلس الأمن قبل التصويت على القرار واعتماده بعد خضوعه للتعديلات، فإن جوهر الخلاف كان يتعلق برفض كل من روسيا والصين والجزائر محاولة مسودات القرارات التي تصاغ من الدول الغربية في مجلس الأمن وحلفائها وتسعى إلى فصل الهجمات على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر بالحرب على غزة، حيث شهدت جلسة مجلس الأمن الأخيرة تأكيد مندوب روسيا على أن استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ليس إلا نتيجة لتلك الحرب.

وفي هذا السياق ذكر تقرير مجلس الأمن أن الصين شددت ” على أنه لا يمكن تجنب المزيد من التصعيد في البحر الأحمر وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط إلا من خلال تحقيق وقف إطلاق النار في غزة وتخفيف الأزمة الإنسانية على الأرض. خلال المشاورات”.

كما يكشف التقرير أن أحد أسباب الخلافات يعود إلى عدم استيعاب مسودة القرار المقدم من اليابان والولايات المتحدة لإضافات مقدمة من روسيا والجزائر حيث والمتعلقة بعدم ربط الهجمات على السفن الإسرائيلية بالحرب على غزة.

ويؤكد تقرير مجلس الأمن نقطة الخلاف الرئيسية على نحو صريح عندما قال إنه “كانت القضية الرئيسية (للخلافات) منذ أن نظر الأعضاء لأول مرة في مسودة البيان الرئاسي هي العلاقة بين هجمات الحوثيين والنزاع في غزة”

المصدر: يمن إيكو