ثنائية “بايدن – ترامب”.. نصف مجنون في مواجهة نصف عاقل.. “تحليل“..!

5٬780

أبين اليوم – مقالات وتحليلات 

تحليل/ أكرم وائل:

بيّنت استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات المتحدة، أنّ أكثر من نصف البالغين يشعرون بشكوك تجاه القدرات العقلية للرئيس جو بايدن، الذي يعاني من مشاكل في النسيان. وتتعلّق هذه المخاوف بالمقارنة مع سلفه دونالد ترامب، الذي وُصف بأنّه ذو أفكار جنونية خلال فترة رئاسته، ما يفتح باب التخوّف من تكرار سيناريو انتخابات عام 2020.

وأفاد الاستطلاع الذي أجرته وكالة “أسوشيتد برس”، ومركز NORC لأبحاث الشؤون العامة، بأنّ أكثر من 6 أشخاص من كل 10 (63%) يقولون إنّهم غير واثقين تماماً في قدرة بايدن البالغ من العمر 81 عاما، العقلية، على الخدمة بفعالية كرئيس، ما يجعل خطابه المقبل عن حالة الاتحاد أشبه بـ”تجربة أداء فعلية لولاية ثانية”.

في المقابل، قال عدد مماثل ولكن أقل بنسبة طفيفة (57%) ممن شملهم الاستطلاع، إنّ ترامب البالغ من العمر 77 عاماً، المرشّح الأوفر حظاً للفوز ببطاقة ترشيح الحزب الجمهوري، يفتقد إلى مقومات الذاكرة والفطنة لشغل المنصب.

تصويت احتجاجي:

قرّرت حركة احتجاجية – تسعى إلى الضغط على الرئيس جو بايدن لتغيير سياسته تجاه الإحتلال الصهيوني – تحويل أنظارها نحو ولاية مينيسوتا، إذ تأمل أن يصوّت ائتلاف من الديمقراطيين التقدّميين والأمريكيين المسلمين تصويتا احتجاجيا قويا في الانتخابات التمهيدية الأمريكية.

وتطالب الحركة الاحتجاجية، بايدن بدعم وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة ووقف المساعدات للاحتلال، وقال جيلاني حسين، الرئيس المشارك لحركة “التخلي عن بايدن” في مينيسوتا “سيكون هذا تصويتاً احتجاجياً آخر ضدّ بايدن بهدف وقف العدوان”. وقدّر حسين عدد المسلمين في الولاية بنحو 250 ألفا، قائلاً: إنّ الحركة تسعى إلى ضمان ما لا يقل عن 10 آلاف صوت احتجاجي في مينيسوتا، وقد ترتفع الأعداد في النهاية.

وأثار دعم بايدن القوي للكيان في مرحلة مبكّرة من العدوان ورفضه ربط المساعدات العسكرية بعدم قتل الأبرياء أو تدمير البنية التحتية غضبا في أجزاء رئيسية من ائتلافه، مما قد يؤثّر على فرص إعادة انتخابه ضدّ منافسه الجمهوري المحتمل  دونالد ترامب.

وقال مسؤول من حملة بايدن إنّ نتائج ميشيغان تظهر أنّ “مجموعته الأساسية من المؤيدين لا تزال تدعمه”. وتتوقع الحملة أن يحصد بايدن النتيجة ذاتها في ولاية مينيسوتا. “لا يعني أي من هذا أننا سنتجاهل الأمريكيين العرب والمسلمين الأمريكيين.. لن نفعل ذلك”.

نتائج قاسية:

ووفقاً لـ”أسوشيتد برس”، تشير نتائج الاستطلاع، إلى أنّ الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون “قاسية”، ومن المتوقع أن تحظى فيها قضايا من قبيل العمر والأهلية العقلية بأهمية أكبر من أيّ منافسة سياسية أخرى في العصر الحديث. وفي تحدٍ كبير لبايدن، كان 80% من المستقلين أكثر ميلاً للقول، إنهم يفتقدون الثقة في قدراته العقلية، وذلك بالمقارنة مع 56% قالوا ذلك عن ترامب.

وعادة ما يبدي الديمقراطيون، قلقاً أكبر بشأن قدرات بايدن العقلية، مقارنة بموقف الجمهوريين من ترامب، ما يرفع من سقف التحديات التي يواجهها بايدن في خطابه المقبل عن حالة الاتحاد أمام جلسة مشتركة للكونغرس، غدا الخميس.

وأظهر الاستطلاع أنّ 38% فقط من البالغين في الولايات المتحدة، راضون عن الطريقة التي يؤدي بها بايدن مهامه كرئيس، بينما يعارض ذلك 61%. وكان الديمقراطيون بنسبة 74% أكثر ميلاً لدعم أدائه مقارنة بالمستقلين بنسبة 20%، بينما بلغت النسبة بين الجمهوريين 6%.

مع ذلك، هناك انتقادات واسعة إزاء الطريقة التي يدير بها بايدن مجموعة متنوعة من القضايا، تشمل الاقتصاد والهجرة والسياسة الخارجية. وقال نحو 4 من كل 10 أمريكيين، إنهم يوافقون على الطريقة التي يدير بها بايدن قضايا تشمل: الرعاية الصحية، وتغيّر المناخ، وسياسة الإجهاض، والغزو الروسي لأوكرانيا.

لكن المشاركين في الاستطلاع، يشعرون برضا أقل إزاء الطريقة التي يدير بها بايدن قضايا: الهجرة (29%)، والعدوان الصهيوني على غزة (31%)، والاقتصاد (34%)، وهي كلها قضايا من المحتمل طرحها في الخطاب أمام الجلسة المشتركة للكونجرس، بحسب “أسوشيتد برس”.

ويعتقد ما يقرب من 6 من كل 10، بنسبة 57% من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع، أن الاقتصاد الوطني أسوأ بكثير أو بعض الشيء مما كان عليه قبل تولي بايدن الرئاسة في عام 2021، مقابل فقط 3 من كل 10 بالغين فقط ممن قالوا إنه كان أفضل تحت قيادته، فيما أعربت نسبة كبيرة بلغت 54% عن تفاؤل أكبر بشأن حالة حساباتهم البنكية الشخصية، إذ قالوا إن حالتهم المادية جيدة. ومع ذلك، كان العديد من المشاركين في الاستطلاع، متشائمين للغاية بشأن خياراتهم المحتملة في نوفمبر المقبل، بسبب مسألتي العمر، وخطر التدهور الإدراكي.

ماذا عن عدم أهلية ترامب؟

وكانت المحكمة العليا الأمريكية، قد ألغت بالإجماع حكم محكمة كولورادو القاضي بعدم أهلية دونالد ترامب للترشح لانتخابات الرئاسة التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية كولورادو على خلفية تورطه المفترض في الهجوم على الكابيتول في 2021، مما سيمكّنه من خوض تلك الانتخابات.

واعتبرت المحكمة أن استبعاد ترامب من خوض انتخابات الرئاسة التمهيدية في كولورادو “غير قانوني”، وقالت في قرارها “لا يمكن لحكم المحكمة العليا في كولورادو أن يبقى قائما. يوافق جميع أعضاء المحكمة التسعة على هذه النتيجة”.

وكانت ولاية كولورادو قد أعلنت أن ترامب محظور بسبب التمرد، وذلك بسبب تورطه المفترض في الهجوم على الكابيتول، حيث يحظر القسم 3 من التعديل 14 للدستور الأمريكي على أولئك الذين “شاركوا في التمرد” تولي مناصب فدرالية.

وفي حكم مؤلّف من 20 صفحة، قال قضاة المحكمة العليا الأمريكية إنّ الكونغرس وحده هو الذي يمكنه أن يقرّر ما إذا كان ترامب مؤهلا أم لا للترشح، مؤكدين أنّه لا يجوز للولايات استبعاد ترامب من الاقتراع من جانب واحد. وقالوا “تم إلغاء حكم المحكمة العليا في كولورادو”. وقال القضاة إنهم يتراجعون عن حكم محكمة كولورادو، لأنه “لا يوجد في الدستور ما يتطلب منا أن نتحمل مثل هذه الفوضى”.

وبينما رحّب ترامب بقرار المحكمة العليا واعتبره “فوزا كبيرا” للولايات المتحدة، أعربت مسؤولة الشؤون الخارجية في حكومة ولاية كولورادو جينا غريزوولد عن “خيبة أملها” إزاء القرار، وجاء في منشور لها على منصة إكس أن الولاية يجب أن تكون قادرة على منع المتمرّدين “الذين ينكثون بالقسَم”.

وجاء قرار المحكمة العليا عشية “الثلاثاء الكبير”، (أمس) الذي يصوّت فيه الناخبون الأمريكيون في 15 ولاية ومنطقة في الانتخابات التمهيدية في اقتراع يتوقّع أن يرسّخ موقع ترامب بصفته المرشّح الأوفر حظا لانتزاع بطاقة الترشح عن الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقرّرة في نوفمبر. وإضافة إلى قضية ولاية كولورادو، وافقت المحكمة العليا على سماع قضية إدعاء ترامب بأنه يتمتع بحصانة تمنع ملاحقته جنائيا بتهمة التآمر لقلب نتائج انتخابات 2020.

ضغوط ترهق بايدن:

ونقلت “أسوشيتد برس” عن بول ميلر، البالغ من العمر 84 عاماً، قوله إنّ بايدن بالفعل كبير جداً في السن، وكذلك ترامب. وقال ميلر عن بايدن: “لا يبدو أنه لديه القدرة العقلية اللازمة ليكون رئيساً”، مضيفاً أن ترامب “كبير في السن أيضاً، ونصف مجنون”. وتابع: “لا أعتقد أنني سأصوّت لأي منهما. آمل أن يكون هناك شخص آخر متاح”.
ويواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، ضغوطاً إضافية بشأن عمره بعد تقييم لقدرته العقلية لا يصبُّ في مصلحته، إذ ورد في تقرير المحقّق الخاص، الذي اتهم الرئيس بسوء التعامل مع “وثائق سرية”، لكنه لا يوصي بأي ملاحقات قضائية، بخلاف ترامب الذي يواجه اتهامات بالاحتفاظ بوثائق سرية في منزله بولاية فلوريدا. وقال التقرير، إنّ ذاكرة بايدن كانت “مشوّشة، وغير دقيقة، وضعيفة ومحدودة إلى حدّ كبير”.

وحاول بايدن، تجنّب المخاوف عن طريق المزاح بشأن عمره، ومهاجمة ترامب بسبب أخطائه الخاصة. ومع ذلك، يظلّ عمر الرئيس، عنصراً أساسياً في النظر إلى قدرته على تولي مهام الرئاسة لفترة جديدة.

وقال نحو ثلث الديمقراطيين المشاركين في الاستطلاع الجديد، إنّهم لا يثقون كثيرا أو لا يثقون على الإطلاق في قدرة بايدن العقلية، ارتفاعاً من 14% في جانفي 2022. وقال 40% فقط من الديمقراطيين إنهم واثقون تماماً أو على ثقة كبيرة في قدرات بايدن العقلية، مقابل 3 من بين 10 يقولون إنهم واثقون “نوعاً ما”. وكان الجمهوريون عموماً، أكثر ارتياحاً، تجاه قدرات ترامب العقلية مقارنة بموقف الديمقراطيين مع قدرات بايدن.

ويعتقد 59% ممن شملهم الاستطلاع من الجمهوريين، أن ترامب لديه القدرات العقلية اللازمة ليكون رئيساً. فيما قال 20% إضافيون إنه يشعرون بالثقة نوعاً ما، و20% ليسوا أو واثقين للغاية أو غير واثقين على الإطلاق.

لكن إذا كان ثمة أمر يمكن أن يتفق عليه الديمقراطيون والجمهوريون، فهو أن المرشح المحتمل للحزب الآخر ليس لديه القدرة العقلية الكافية للقيام بالمهمة. فنحو 9 من كل 10 جمهوريين يقولون إن بايدن ليس مؤهلاً عقلياً لتولي رئاسة البلاد، بينما تقول نفس النسبة من الديمقراطيين ذلك عن ترامب. وشمل الاستطلاع عينة من 1102 من البالغين الأمريكيين، وجرى خلال الفترة من 22 إلى 26 فيفري الماضي، بهامش خطأ زائد أو ناقص 4.1 نقطة مئوية.

المصدر: الأيام News