“عرب جورنال“| حملة الـ30 يومًا تنتهي بالانسحاب.. كيف أربكت قدرات صنعاء المخطط الأمريكي..!

6٬882

أبين اليوم – تقارير 

تقرير/ عبدالرزاق علي:

في خطوة فاجأت الأوساط السياسية والعسكرية، أوقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب العمليات العسكرية ضد اليمن بشكل مفاجئ. وبينما روّجت بعض وسائل الإعلام الغربية لأن هذا القرار جاء نتيجة اتصالات سياسية أو تفاهمات دبلوماسية، كشفت تقارير متخصصة – أبرزها من مجلة “فوينيه أوبزرينيه” الروسية – أن الانسحاب الأمريكي لم يكن خيارًا سياسيًا، بل ضرورة عسكرية فرضتها الهزيمة الميدانية أمام القدرات الدفاعية المتقدمة التي أظهرتها صنعاء خلال أسابيع المواجهة.

وبحسب ما ورد في التقرير الروسي، فإن الإدارة الأمريكية كانت قد وضعت خطة عسكرية واسعة النطاق تهدف إلى “شلّ البنية التحتية الصاروخية لقوات صنعاء” خلال 30 يومًا فقط، مستخدمةً في ذلك أدواتها الاستراتيجية الأقوى.

الخطة تضمنت تحريك مجموعتين من حاملات الطائرات الأمريكية إلى البحر الأحمر، إلى جانب أسراب من القاذفات الاستراتيجية والطائرات الحديثة، بما فيها مقاتلات F-35 الشبحية وقاذفات B-2. كان الهدف الواضح هو توجيه ضربة “كاسحة وسريعة” تقلب الموازين، وتُنهي تهديد صنعاء بشكل حاسم.

إلا أن ما واجهته القوات الأمريكية على الأرض كان مختلفًا تماماً. إذ فوجئت القوات الأمريكية بمستوى المقاومة الشرسة والمنظمة التي واجهتها، والتي بدت على قدر عالٍ من الكفاءة والتخطيط. العمليات الجوية لم تحقّق الأهداف المرجوة، وبدلاً من اختراق الدفاعات أو تدمير البنى التحتية، تكبّدت واشنطن خسائر فادحة وغير مسبوقة في ساحة يُفترض أنها محسومة عسكريًا لصالحها.

وهذا في السياق يُعد ضربة معنوية وتقنية للولايات المتحدة، تمكنت الدفاعات الجوية اليمنية من إسقاط 22 طائرة مسيّرة من طراز MQ-9 Reaper، وهي طائرات استخباراتية وهجومية تُعد من الأعمدة الأساسية في العمليات الأمريكية، لما تتميز به من دقة واستمرارية في المهام الاستطلاعية.

سقوط الـF-35.. الصدمة الكبرى:

لكن المفاجأة الأكبر تمثلت في إسقاط عدد من الطائرات المقاتلة المأهولة، من بينها طائرات F-18 وF-35 الشبحية. هذه الطائرات، التي تمثل قمة التكنولوجيا العسكرية الأمريكية، تم تصميمها لتتفوق في أي ساحة قتال من خلال قدراتها التخفيّة وأنظمة الرصد والهجوم المتقدمة.

وبحسب التقرير، فإن إسقاط هذه المقاتلات لم يكن فقط إحراجًا عسكريًا، بل شكّل فضيحة تكنولوجية على مستوى عالمي، دفعت محللين إلى إعادة النظر في فعالية بعض أنظمة التسليح الأمريكية في مواجهة الخصوم غير التقليديين.
ولم تتوقف تداعيات الفشل العسكري عند حدود اليمن، بل امتدت إلى المشهد الجيوسياسي الأوسع، خصوصًا في منطقة البحر الأحمر، التي تشكل شريانًا اقتصاديًا وعسكريًا حساسًا للعالم بأسره.

ما أظهرته صنعاء خلال المواجهة لم يكن فقط قدرة دفاعية، بل رسالة استراتيجية واضحة: أنها لم تعد مجرد طرف محلي، بل قوة إقليمية تملك الإرادة والقدرة على مواجهة أقوى جيوش العالم، وتغيير موازين القوى في أحد أهم الممرات البحرية عالميًا.

ترامب يوقف الحملة.. تحت ضغط الإخفاق:

بعد أسابيع من التصعيد والتعبئة، وجدت إدارة ترامب نفسها مضطرة لإيقاف العملية العسكرية تجنبًا لما وصفه التقرير الروسي بـ”انهيار سياسي وعسكري أشد وطأة”.

فالخيارات المتاحة أمام واشنطن باتت محدودة.. إما الاستمرار في مغامرة عسكرية خاسرة، أو الانسحاب بتكلفة سياسية أقل. فاختارت الأخيرة، مع محاولة ترويج قرار وقف الحرب كخطوة مدروسة تهدف لفتح باب الحوار.

خلاصة الموقف:

ما حدث في اليمن لم يكن مجرد معركة خاسرة، بل كان نقطة تحوّل استراتيجية كشفت عن حدود القوة العسكرية الأمريكية، وأعادت تعريف دور القوى “غير التقليدية” في الحروب الحديثة.
كما أظهر أن التفوق العسكري لا يضمن الانتصار، خاصة إذا كانت الجبهة المقابلة تملك الإرادة والتنظيم والابتكار في إدارة الصراع.
نقلاً عن عرب جورنال

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com