“تقرير“| على ضوء نتائج المعارك في اليمن.. هل تعيد واشنطن تأهيل قواتها..!

6٬882

أبين اليوم – تقارير 

مع إعلانها الاستسلام في اليمن بدأت الولايات المتحدة تقييم شامل وسط تغييرات كبيرة في استراتيجيتها العسكرية فهل تحاول العودة إلى صدارة المشهد عالمياً أم انها تحاول منع النيران من الوصول إلى أراضيها ؟

الدولة التي ظلت تتغنى بأضخم الاوصاف خلال العقود الماضية وصارت تستعرض بتفوق جوي وبحري وبري منذ حقبة الحرب العالمية الثانية وجدت نفسها عجوز شمطاء أمام قوة فتية لا يتجاوز عمرها البضعة عقود.

كانت الولايات المتحدة تعتقد وهي تحرك اقوى اساطيلها وقاذفاتها الاستراتيجية صوب اليمن وتشحن اخطر قنابلها وصواريخها الفتاكة بأن المهمة لن تتجاوز الـ30 يوماً قبل ان تعود قواتها مظفرة بالنصر، وهي بذلك تستند لحروب سابقة خاضتها ضد جيوش نظامية اسستها أمريكا ذاتها في المنطقة وانهارت بلمح البصر وبدون طلقة واحدة في بعض الأحيان، لكن الصدمة كانت قوية عندما وجدت أمريكا نفسها محاصرة من الجو والبر والبحر وعاجزة حتى على انقاذ او حماية تلك الاساطيل رغم المنظومات الدفاعية الأكثر تطورا والتقنيات الاحدث.

كل القدرات الأمريكية تلاشت في اليمن، فلا الطائرات الشبحية قدرت تجاوز الدفاعات اليمنية رغم بساطتها ولا حاملات الطائرات استطاعت بجناحها الجوي الأكبر حماية نفسها وقد تساقطت طائراتها كما لو كانت حشرات والاهم ان جميع المنظومات الدفاعية الأمريكية من باتريوت إلى “ثاد” خسرت المعركة في حماية إسرائيل او الاساطيل الامريكية ذاته.

فعلياً.. أصبحت الولايات المتحدة في حملتها الأخيرة الطرف الأضعف في المعادلة واساطيلها وقاذفاتها نقطة ضعف ولا مخرج وقد ناهزت الحملة على الشهرين سوى الانسحاب مع حفظ ماء الوجه عبر اعلان استسلام ملون بالنصر.

حاولت الولايات المتحدة الضغط على دول ترى فيها وجها أخرى باليمن، فأجبرت ايران على سحب اسطولها من البحر الأحمر والخليج وحيدت الصين وروسيا، لكن لم تغير تلك التحولات أي شيء في مسار المعركة اليمنية حيث ظلت قواتها تقدم مزيد من القدرات المفاجئة في وجه الآلة الأمريكية.

كان اعلان ترامب لاتفاق وقف اطلاق النار مع “الحوثيين” افضل خيار اتخذه، فبلاده لم يعد لديها ما تقدمه لنفسها والحلفاء وقد استنفدت كل ما تملك بما في ذلك أقوى القنابل كما يؤكد الاعلام الأمريكي، والمخاوف تتزايد من إمكانية اسقاط “الشبحية” أو اغراق “ترومان” وقد أحرقت الصواريخ اليمنية اطرافهما..

لكن الأهم هو ما بدأت الولايات المتحدة اتخاذه على صعيد تغيير الاستراتيجية العسكرية بشكل كلي.. بدأت بإقالة قادة اساطيل وضباط كبار بالبحرية واخرين بالدفاع وحتى مجلس الأمن القومي الأمريكي واستبدلت كبار الاضباط بمزيد من الجنود وتدرس حالياً انتاج طائرات مسيرة بديلة لـ”ام كيو ناين” التي تكلف 40 مليون دولار وتساقطت بغمضة عين في اليمن..

وحتى تخلت عن منظوماتها الدفاعية مع استبدالها بمنظومة أخرى كلفت أمريكا خمس موازنتها العسكرية بعد أن كانت تلك المبالغ مخصصة لتطوير قدرات عسكرية أكبر.

قد تكون أمريكا تفوقت لفترة وجيزة من التاريخ ليس لقدراتها العسكرية بل لضعف خصومها، لكنها اليوم وهي تتخلى عن كل تلك القوى من عتاد وعديد تبدو اضعف الدول قوة وقد اعادتها اليمن إلى نقطة البدية للبحث عن مكامن القوة المفقودة.

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com