الغناء اليمني عراقة اصالة وفن …

475

كتب/ بشرى الشهابي

عدت منظمة اليونيسكو الغناء الصنعاني من التراث الثقافي اللامادي للإنسانية الذي ينبغي المحافظة عليه وصيانته وتدور الأغاني الصنعانية حول الحب والغزل. أغلب كلماته من مدرسة الشعر الحميني التي لا تلتزم بقواعد اللغة العربية الفصحى وهو مزيج بين اللهجة المحلية والفصحى ومن أشهر أغاني هذا اللون:

“صادت فؤادي بالعيون الملاح”.

“يا مكحل عيوني بالسهر”.

“يا حي يا قيوم يا عالم بما تخفي الصدور” (تستخدم فيها آلات موسيقية ولكن حولها البعض إلى أنشودة دينية).

“أراك طروبا والهاً كالمتيم”.

وغيرها كثير للأسف المؤلفين الأصليين لهذه الأشعار مجهولون ونسبت قصائدهم دون أي أدلة للأئمة الزيدية الذين كانوا يفرضون عقوبات على المغنيين أصلاً وينظرون إليهم ـ كغالب المجتمع اليمني ـ نظرة دونية ويعرف الغناء الصنعاني بالبلبلة وهي مرادف الدندنة في حضرموت وعدن. وضياع أسماء الشعراء لأسباب اجتماعية ودينية قديمة هو أحد أهم أسباب سرقة التراث اليمني ونسبه إلى شعراء ومغنيين خليجيين  بل إن بعض الانتحال يحدث لقصائد وأغاني يعرف اليمنيون مؤلفوها جيداً  وقامت منظمة اليونيسكو بالتعاون مع وزارة الثقافة اليمنية بجهود لتوثيق الفن اليمني مؤخراً
ومن الفنون الغنائية المهمة في اليمن الفن الحضرمي وأبرز شعراءه حسين المحضار وأبو بكر سالم بلفقيه وهو فن وصلت انتشر في الجزيرة العربية أكثر من الصنعاني ووصل إلى جنوب شرق آسيا  و محمد جمعة خان الهندي الأصل الذي أدخل ألحاناً وإيقاعات هندية على الموسيقى في حضرموت  والفن العدني كذلك وأشهر مغني محمد مرشد ناجي ومحمد سعد عبد الله وفيصل علوي ومن الأغاني العدنية والحضرمية المشهورة:

“كما الريشة”.

“على مسيري”.

“يحيى عمر قف يازين”.

“يوم الأحد في طريقي”.

وغيرها كثير في مكتبة التراث اليمني الذي بقي بلونه القديم ولم يتغير رغم بعض المحاولات من فنانين مثل أحمد فتحي وفؤاد الكبسي ومن المغنيين اليمنيين المعروفين في اليمن أيوب طارش الذي غنى العديد من الأغاني الوطنية والثلاثي الكوكباني.
للشعر أهمية كبيرة عند اليمنيين لطبيعة الشعب القبلية وافتخار القبائل بشعرائها قديماً وحديثاً ومن أبرز الشعراء الحداثيين في اليمن الشاعر عبد الله البردوني وعبد الله عبد الوهاب نعمان وعبد العزيز المقالح وحسن عبد الله الشرفي وعلي بن علي صبرة. يوجد لون منتشر في اليمن يسمى الزامل وهو نوع من “الإنشاد” يختص به أبناء القبائل ويكثر منه أثناء الحروب والمعارك وهو فن يمني قديم متعلق بالحرب وغرضه إخافة الأعداء ويعود إلى عصور قديمة وكان ذا شكل واحد وهو الحرب لا غيرها تطور الزامل عبر العصور وظهرت زوامل مثل زامل الترحيب والرثاء والأعراس والهجاء والتربيع (الانضمام في حلف لقبيلة أخرى) وغيرها. وهو موجود بصورته هذه في المناطق الشمالية للبلاد فحسب أما في حضرموت فالزامل رقصة حربية ولديهم لون مشابه يسمى بالشيلة.
نصيب اليهود من الأغاني اليمنية كبير وغني كذلك وأشهر الشعراء اليهود اليمنيين الحاخام الأشهر بين يهود اليمن شالوم الشبيزي الذي عاش وتوفي في تعز في القرن السابع عشر أغلبها ذات طابع ديني حافظ عليه اليهود اليمنيين حتى أن اليهود من أصول أخرى دهشوا من كم الفخر والاعتزاز الذي يحمله اليهود اليمنيون لتراثهم مقارنة بمجتمعات يهودية أخرى. وتستعملهم الحكومة الإسرائيلية لإضفاء نوع من الأصالة على دولة إسرائيل في السنوات الأخيرة التي أعقبت عقودا من التمييز ضدهم وضد باقي اليهود المزراحيين وغنى عدد من اليهود اليمنيين أغنية الدودحية وهي تحكي قصة حدثت في ثلاثينيات القرن العشرين إضافة إلى قصائد شالوم الشبيزي وأشهر هولاء عفراء هزاع وهارون عمرام وشوشانة ذماري.