في نهاية المطاف.. کم تبعد إيران عن إمتلاك السلاح النووي..!

216

أبين اليوم – الأخبار الدولية

الخبر:

زعم وزير الطاقة الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، أن إيران تحتاج حوالي 6 أشهر لإعداد ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي.

التحليل:

تأتي مزاعم وزير الطاقة الإسرائيلي في الوقت الذي زعم فيه وزير الخارجية الأمريكي الجديد مؤخراً أن إيران على بعد أسابيع قليلة فقط من بناء سلاح نووي.

بالتأمل قليلاً في هذين الادعاءين نرى أنه وقبل كل شيء، أن كلاً من الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي والمعارضين للصناعة النووية الإيرانية ليسوا على علم أبداً بأي من دقائق وضع إيران النووي.

وإصرارهم على إطلاق سهام عشوائية في الظلام الدامس يحاولون عبرها إيهام الرأي العام العالمي بمزاعم حول تهديد إيراني للأمن العالمي وتقديم أنفسهم كأشخاص وممثلين لحكومات تمتلك معلومات مهمة عن هذا التهديد وتراقب شؤون إيران عن كثب.

مثل هذه المزاعم تؤكد ضرورة التأمل جدياً حول أن “إسرائيل” حاولت على مدى السنوات الماضية، وبالطبع منذ بداية مبادرة إيران لإنشاء الصناعة النووية واستخدامها، حاولت فهم تفاصيل أنشطة إيران وفعلت ما بوسعها لمنع تحقق هذه الصناعة.

إضافة الى القضايا المختلفة التي تم فتحها ضد إيران النووية في السنوات الأخيرة في مختلف الأوساط الدولية حيث في كل منها يمكن العثور على آثار للتجسس الإسرائيلي. على مر السنين ، على الرغم من التجسس بأشكال مختلفة ، بما في ذلك التسلل، وسرقة الوثائق ، واستخدام العملاء من قبيل مجاهدي خلق (المنافقين) واستخدام أدوات مثل التخريب، واغتيال علماء نوويين إيرانيين ، وما إلى ذلك، كان دائمًا ضرب الموضوع النووي الايراني على جدول أعمال “إسرائيل” وبالنيابة عن الولايات المتحدة أيضا.

وعلى نفس المسيرة، يبدو أنه في هذه الأيام ، مع وصول الإدارة الأمريكية الجديدة ، تلاشت الأساليب القديمة في تقديم الاستعراضات النووية من قبل نتنياهو وبدلا منها تم إرسال يوسي كوهين ، رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي ، إلى الولايات المتحدة لتقديم استعراضات قديمة ، ولكن بطريقة جديدة ، وذلك لاقناع المسؤولين الأمريكيين الجدد.

تصر الولايات المتحدة ومعها “إسرائيل”، بشكل خاص، على أن لا تفهما أن المسافة التي تفصل إيران عن السلاح النووي هي قبل كل شيء مسافة “أيديولوجية” و”دينية”. وما يجب تأمله هنا أن هذا الإصرار على عدم الفهم يخدم مشاريعهما الخاصة.

حيث يغطي عدم الفهم هذا على مشروع التواجد الأمريکي في المنطقة وبيع الأسلحة، إلى جانب إستغلال الموارد الطبيعية للمنطقة ، وما إلى ذلك، عبر إستخدام مشروع إيرانوفوبيا. وبالطبع تتماشی أمريکا مع الكيان الإسرائيلي بطريقة خاصة لحماية هذا الكيان واستمرار وجوده.

في هذه الأيام ، يمكن النظر إلى تركيز كل من الولايات المتحدة و”إسرائيل” على “ظاهرة وهمية” تتمثل في اقتراب إيران من امتلاك الأسلحة النووية، على انه حلقة جديدة من حلقات الضغط على إيران وجعلها معزلوة بهدف اجبارها على إعادة النظر قراراتها النووية خاصة تلك التي اتخذتها خلال الأسابيع الأخيرة.

وما أطلقه بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين اليوم من تهديد بأنهم لن يسمحوا لبايدن بالعودة إلى الإتفاق النووي يصب في نفس الاتجاه. فهل ستدفع هذه الضغوط إيران إلى التراجع عن الطريق الذي تسلكه او تمنعها من المتابعة فيه؟ بالتأكيد الإجابة عن هذا السؤال هي “قطعا لا”.

المصدر: العالم