السلام بالطريقة السعودية.. مبادرات معززة بالطائرات الحربية.. “تقرير“..!

264

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ إبراهيم القانص:

الحديث عن السلام بالطريقة السعودية أصبح إساءة كبيرة لهذه القيمة الإنسانية عالية الاحترام، حيث اتخذته المملكة وسيلة لتلميع صورتها أمام الرأي العام، ومساراً لتحقيق مكاسب سياسية، ولم تجد أي حرج في تحويل الحديث عن السلام إلى مقايضة بالجوانب الإنسانية، الأمر الذي جعلها بعيدة كل البعد عن أي مضامين أو نوايا حقيقية عن سلام حقيقي.

ورغم أن العالم يدرك ذلك جيداً إلا أن الأموال السعودية لا تزال قادرة على شراء الضمير العالمي، الذي يجاريها مؤيداً ومسانداً، إعلامياً وسياسياً، وهو على علم بأن المملكة في كل أحاديثها عن السلام تنحرف به في مسارات لا علاقة لها بالسلام وإنما تخدم ما تعتقده مكاسب سياسية، ربما تكتشف في وقت متأخر جداً أنها لم تكن مكاسب بل زيادة في التورط ستحاصرها يوماً لتدفع ثمنها باهظاً.

لا يكاد يظهر مسئول سعودي على شاشات الفضائيات متحدثاً عن مبادرة للسلام في اليمن إلا ويتزامن حديثه مع تحليق طائرات بلاده في أجواء المدن اليمنية منفذةً ما تيسر لها من غارات ترعب الأطفال والنساء، إذا لم تقتلهم، وفي الأوقات نفسها تجد قواتهم البرية تطلق قذائف مدفعيتها على القرى اليمنية الحدودية..

وعادةً لا فرق لديها بين قرية أو موقع عسكري، وحين يتحدث المسئولون السعوديون عن السلام أيضاً يقايضونه بالوضع الإنساني الذي كانت حربهم السبب الرئيس للوصول إلى وصفه بـ “الأسوأ على مستوى العالم”، حسب تصنيف الأمم المتحدة..

ومع ذلك تتفاعل القوى الإقليمية والدولية مع تلك الأحاديث رغم علمها بأنها لا تتخطى كونها غطاءً لحرب مشتعلة من الجو والبر والبحر، تقودها السعودية بإسم دعم الشرعية، وتعززها بحصار اقتصادي أوصل اليمن إلى حافة المجاعة.

المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف يعقد مؤتمرات صحافية يوجز فيها عمليات قواته الجوية والبرية في اليمن، ويعترف فيها بقصف وقتل مدنيين ويطلق عليها أخطاء يتم التحقيق فيها..

كل ذلك باسم بلاده السعودية التي تقود التحالف، لكن مبادرات السلام التي تدعيها المملكة، بين حين وآخر، تتقدم بها باعتبارها طرفاً ثالثاً يسعى لوقف حرب بين طرفين متنازعين، في أكبر مغالطة وصفاقة سياسية تتكفل الأموال السعودية بحشد التأييد الدولي والإقليمي لها.

لكن عادةً ما تصطدم تلك المراوغات المكشوفة بمستوى كبير من الوعي لدى سلطات صنعاء، التي كانت سباقةً لمثل تلك المبادرات إلا أنها كانت تُقابل بالرفض دائماً من الجانب السعودي، الأمر الذي جعل صنعاء تفقد الثقة بنوايا السعودية..

وتستمر في التقدم عسكرياً وسياسياً، حتى وصلت الأمور حد إحراج السعودية بما يتحقق من تقدمات ميدانية جعلت عمقها الجغرافي في مرمى هجمات متواصلة تنفذها قوات صنعاء، بما استطاعت تصنيعه محلياً من طائرات مسيَّرة وصواريخ باليستية، بينما تواصل المملكة وفيالق محلليها السياسيين، يمنيين وسعوديين وغيرهم، عزف موّالها المتهالك بتجيير تقدم صنعاء العسكري على “البعبع الإيراني”، الذي تواصل تضخيمه في أذهان أتباعها ومؤيديها كشماعة تعلق عليها الفشل العسكري والسياسي، وتأخذ الرأي العام بعيداً عن حقيقة ما يحدث.

 

البوابة الإخبارية اليمنية