أحزمة الموت ورحى المآسي في جنوب اليمن.. ” تقرير”

تتواصل الإشتباكات العنيفة بمختلف أنواع الأسلحة بين القوات الموالية لحكومة هادي وقوات المجلس الإنتقالي في منطقة آل الشيخ  شرقي مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين القريبة من مدينة عدن جنوب اليمن.

878

أبين اليوم – تقارير  

  تقرير/ رفيق الحمودي

 

 تتواصل الإشتباكات العنيفة بمختلف أنواع الأسلحة بين القوات الموالية لحكومة هادي وقوات المجلس الإنتقالي في منطقة آل الشيخ  شرقي مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين القريبة من مدينة عدن جنوب اليمن.

وقال شهود عيان أن إشتباكات مسلحة دارات اليوم بشراسة في منطقة آل الشيخ بين القوات المدعومة سعودياً والتابعة للرئيس اليمني المقيم بالرياض عبدربه منصور هادي وبين قوات المجلس الإنتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات على خلفية إتهام الأخيرة بوجود عناصر قال أنها تنتمي لتنظيم القاعدة واتهم جماعة الإخوان لاستقدامها للقتال في صفوفه مع قوات هادي فيما جماعة الإخوان تتهم الإنتقالي بالتبعية للإمارات وتنفيذ أجندات ومخططات إستعمارية اسرائيلية تقف ورائها الإمارات وينفذها الإنتقالي بالوكالة – حد اتهام الإخوان -.

وقالت مصادر محلية بمحافظة أبين أن الإشتباكات لم تسفر عن تقدم لأي من طرفي الصراع وأن حصيلة معارك اليوم أسفرت عن مقتل اثناعشر شخصاً من الطرفين فيما تسبب تجدد الإشتباكات إلى نزوح مزيد من السكان وسط تخوف لنقل الإشتباكات من محيط مدينة زنجبار إلى داخل المدينة المكتظة بالسكان والى المدن المجاورة.

ومنذ مطلع شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، تتصاعد حدة المواجهات بين الطرفين، رغم تدخل لجنة عسكرية سعودية لوقفها بناء على الهدنة المعلنة التي نصت عليها آلية تسريع إتفاق الرياض الموقع بين هادي والإنتقالي في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.

ويرى مراقبون أن إتفاق الرياض بنسختيه الأولى والثانية لم يجد نفعاً لوقف الاقتتال الدائر جنوب اليمن وأن السبب في ذلك – حد قولهم – هو تعمد السعودية والإمارات لخلق مزيد من الصراعات والإنقسامات في المحافظات الجنوبية لتحقيق مطامعها وتنفيذ الأجندة السعو إماراتية والمخططات التي تقف ورائها.

الى ذلك أفاد تقريران لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني، وصحيفة ” الإندبندنت ” البريطانية أيضا نشرا مؤخراً عن الدور الإماراتي والسعودي المخرب في تقويض الإستقرار وتعميق الانقسامات في اليمن، إلى جانب ارتكاب العديد من الانتهاكات، سعياً لتحقيق أبظبي والرياض أهدافها التي وصفت بالخبيثة في المنطقة.

وقال التقريران إن السعودية والإمارات تتلقى الجزء الأكبر من الإنتقادات واللوم، حول الأزمة التي يغرق فيها اليمن، في ظل إستمرار عمليات القصف المدمرة التي ينفذها تحالف الحرب على اليمن السعو- إماراتي وأنه وان كانت السعودية تحمل الجزء الأكبر من المسؤولية عن هذه الحرب على اليمن إلا أن أصابع الاتهام بدأت تتجه نحو الإمارات، بسبب ماوصف بممارساتها التدميرية في اليمن.

وتعترف قيادات بما يسمى الشرعية بحكومة هادي أن الإمارات والسعودية تتجاهلان الأهداف التي أعلناها عند تشكيلهما للتحالف العسكري في الحرب على اليمن.

وذكر التقريران أنه منذ إنطلاق عمليات تحالف الحرب على اليمن الذي تتزعمه السعودية، في آذار/ مارس من سنة 2015، لعبت أبو ظبي أيضا دوراً محورياً في هذه الحرب المدمرة.

وكانت مزاعم السعودية الأهم تتمثل بهدف إعادة الرئيس المقيم بالرياض عبد ربه منصور هادي إلى منصبه، والقضاء على أنصار الله، ولكن تقارير محلية ودولية تساندها تصريحات لقيادت بالشرعية وقيادات جنوبية تقول أن للرياض وأبو ظبي أهدافاً مغايرة ،حيث وجهت كل منهما نحو الجنوب، وعمدت إلى تدريب أجهزة أمنية تخدم طموحاتها الجيوسياسية.

وأكد الموقعان أن الأهداف طويلة المدى التي رسمتها السعودية الإمارات باتت واضحة لكل المتابعين لهذا الملف، وهي تقسيم اليمن وخلق فوضى بالجنوب لتنفيذ مخططاتهما الخارجية.

وفي السياق ذاته.. أكد تقرير سري للجنة الخبراء في مجلس الأمن الدولي إلى فشل التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، كما اتهم الإمارات بتمزيق جهود هادي ودعم ماوصفه التقرير  بميليشيات سلفية خارج ” حكومة هادي ” ما يخلق فجوةً في المساءلة بارتكاب الجرائم.

وقال الكاتب اليمني ياسين التميمي إن الإمارات جاءت إلى اليمن منذ البداية بأجندة احتلالية واضحة، لتحتل المحافظات الجنوبية وتخلق واقعا جيوسياسيا جديدا وتعبر عن حالها كإمبراطورية إقليمية تريد أن تفرض نفسها وهيمنتها العسكرية على هذا الجزء المهم من اليمن.

وفي ظل إحتدام الصراع جنوب اليمن وصمت وتغاضي السعودية والإمارات بل ودعم طرفي الصراع من قبلهما فإن المحافظات الجنوبية – بحسب تقارير محلية واحصاءات – تشهد انفلاتا أمنيا كبيرا غير مسبوق ففي محافظة عدن – جنوب اليمن – حدثت أكثر من ستين حادثة إغتيال وعملية تفجير فقط خلال يناير – نوفمبر من العام الجاري 2020 م بزيادة 150 %  عن نسبة الاغتيالات والتفجيرات لنفس الفترة من العام المنصرم 2019م .

فيما تشهد المناطق والمحافظات الجنوبية انتشارا للتنظيمات الإرهابية التي تتحجج السعودية والإمارات بالقضاء عليها لتجعلها ، وفق عسكريبن ، شماعة أخرى للتدخل بالتواجد العسكري جنوب اليمن بعد أن سقطت حجتها بتواجد الحوثيين بالجنوب وحتى يكون لكل من الرياض وأبو ظبي مواطيئ أقدام يستطيعان من خلالها التواجد العسكري والسياسي لتنفيذ مخططاتهما وأطماعهما.

كما يأتي إستمرار الصراع السياسي والعسكري بين حكومة هادي والإنتقالي المدعومين من الرياض وأبو ظبي في ظل إستمرار تدني مستوى الخدمات العامة للمواطنين سواء في انعدام مياه الشرب أو بانقطاع التيار الكهربائي أو الخدمات العامة الأخرى وفي وقت يتم فيه نهب الثروات النفطية الوفيرة بجنوب اليمن وحرمان أبناء الجنوب من خيرات بلادهم وابدال ذلك بصراعات واقتتال حولت الجنوب اليمني إلى ساحة صراعات واقتتال وأحزمة للدمار والموت ورحى للمشكلات والمآسي التي لم تنته بعد.

البوابة الإخبارية اليمنية