الإعتداء على السفينة الإيرانية في البحر الأحمر.. ورسائل الخائبين..!

229

أبين اليوم – الأخبار الدولية

بعد أن نقلت قناة “العربية” السعودية عن مصادر وصفتها بـ”الخاصة”، ان سفينة ايرانية تعرضت لهجوم قبالة سواحل أريتريا، ذكر تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، نقلاً عن مسؤول أمريكي قوله، إن “إسرائيل” أخطرت الولايات المتحدة بأنها هي من هاجمت السفينة الإيرانية “سافيز”، المتمركزة في البحر الأحمر.

مصادر إعلامية ذكرت ان السفينةَ الايرانية “سافيز”، التي كانت تقوم خلال السنوات الماضية بمهمة دعم ومرافقة السفن التجارية في البحر الأحمر، وحمايتها من أعمال القرصنة، تعرضت لانفجار عبر ألغام بحرية التصقت بهيكلها. ولم يصدر حتى الآن أي تأكيد رسمي من جانب إيران للحادث.

اللافت في الحادث هو نفى المسؤولين الأمريكيين السريع لأي مسؤولية لأمريكا في الحادث، حيث نقلت وكالة رويترز للانباء عن هؤلاء المسؤولين قولهم، ان أمريكا لم تهاجم السفينة التي أعلنت وسائل إعلام تعرضها لهجوم الثلاثاء، وهو نفي، يؤكد ان أمريكا لا تسعى وراء التصعيد مع ايران، على الأقل في الوقت الراهن، حيث تحاول ، عبر توسط الطرف الأوروبي، ايجاد صيغة يضمن لها العودة الى الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه عام 2018.

وبحسب المراقيبن الهجوم على سفينة تكافح القرصنة البحرية وتحمي خطوط الملاحة الدولية، عمل إرهابي “إسرائيلي سعودي” مشترك، حيث كانت السعودية اول من اعلن عن الحادث نقلاً عن “مصادرها الخاصة”!!..

والاعترف الإسرائيلي الصريح بمسؤوليتها عن الاعتداء وفقاً لما كشفته صحفة “نيويورك تايمز” عن إخطار “اسرائيل” امريكا بأنها من هاجمت السفينة. هدف اسرائيل والسعودية، من وراء الاعتداء ، هو إفشال الجهود الدبلوماسية التي تبذل لإنقاذ الإتفاق النووي ورفع الحظر الامريكي الاحادي الجانب عن ايران، وآخر هذه الجهود، اجتماع فيينا للجنة العمل المشتركة للاتفاق النووي، الذي تزامن انعقاده مع الاعتداء الارهابي على السفينة الايرانية.

الثنائي” الاسرائيلي السعودي”، هو الجهة الوحيدة في العالم تقريبا، ترفض الاتفاق النووي، وترفض أساسا التعامل بدبلوماسية لايجاد حل للبرنامج النووي الايراني السلمي، حيث استخدمت كل ما في جعبتها من نفوذ وضغوط ولوبيات واموال، لتحريض الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب للانسحاب من الاتفاق النووي.

ويؤكد المراقبون أن الاعتداء ، محاولة “اسرائيلية” سعودية، فاشلة لـ”إقناع” الاطرف الموقعة على الاتفاق النووي، بأن هناك اطرافا اقليمية “مؤثرة”، ترفض الاتفاق النووي، لاسيما عودة امريكا الى هذ الاتفاق، وهي اطرف “عاقدة العزم” على القيام بكل ما يلزم لمنع هذه العودة ، لذلك على ايران، اما ان تقبل بمشاركة هذه “الاطراف” في المفاوضات النووية، او على الاقل الوصول الى صيغة، يمكن من خلالها توسيع الاتفاق النووي ليشمل البرنامج الصاروخي الايراني ودور ايران الاقليمي، او لابقاء على الحظر الامريكي لمفروض على ايران.

يبدو ان رسائل الثنائي “الاسرائيلي” السعودي، من الاعتداء على السفينة الايرانية، لن تؤثر كثيراً في مواقف المفاوضين في فيينا، بعد ان تم خداعهم من قبل هذا الثنائي إبان عهد ترامب. اما ايران فلن تصل اليها هذه الرسائل، وان وصلت فليس هناك من يقرأها، فإيران لم ولن تتراجع عن مواقفها المبدئية والقانونية من الاتفاق النووي، فلا مفاوضات جديدة على ما تم التفاوض عليه، ولا توسيع للاتفاق، ولا لمشاركة اطراف اخرى في الاتفاق، ولا لمبدأ الخطوة مقابل الخطوة لعودة امريكا الى الاتفاق النووي، فلا خيار امام امريكا الا خيار رفع حظرها عن ايران، بشكل كامل، يمكن التحقق منه، قبل اي حديث عن عودتها الى الاتفاق النووي، أو الزام ايران بوقف تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي.

 

المصدر: العالم