“أحجية إدمون عمران المالح”.. حياة كانها البرزخ ..

286

 تواصل الرواية المغربية الجديدة منذ الألفية الثانية تحقيق ذاتها بعيدًا عن سلالتها في محاولة للتخلص من أثقال كثيرة ومعقدة، منها ارتباط المشهد الأدبي المغربي منذ الستينات بالكتابة النقدية، أو الأوتوبيوغرافية، ثم محاولات التجريب القصصي والحديث باحتشام عن الرواية من خلال عدد من الروائيين الأكاديميين.
يقود هذه الموجة الجديدة كل من اسماعيل غزالي وياسين عدنان وعبد الكريم الجويطي ومحمد بنميلود، فتبدو روايات هؤلاء متخففة من أسئلة الكتابة المغربية المتكررة والاهتمام المبالغ فيه بالتجريب الفني على حساب الحكاية. وقد ساهم هذا التجديد مع الموجة الجديدة في شهرة هذه الأسماء واقتحامها سوق الكتاب العربي عبر دور نشر مشرقية معروفة كالساقي والآداب والعين والمتوسط وهاشيت أنطوان – نوفل.

 أحجية إدمون عَمران المالح”، التي يُظّفر من خلالها مسارين سرديين اثنين، يتمحور الرئيسي منهما حول الصراع بين عمران المالح -الصحفي المشرف على صفحة الكتب في جريدة لوموند وعضو لجنة تحكيم جائزة أدبية- في مواجهة فرانز غولدشتاين، المحرر الرئيس في دار نشر فرنسية يحاول إغراء عمران بعرض لا يمكن رفضه لانتقاء رواية محددة للفوز.
أما المسار الثاني للرواية، الموازي والمتداخل مع المسار الأول، فيأتي ليلقي الضوء على تاريخ هجرةيهود المغرب إلى إسرائيل والمنعطفات التي مرت بها حياة عمران مذ حط قدميه على أرض إسرائيل صبيًا حتى استيقاظه، من جديد في المغرب، عجوزًا نزيلًا في مستشفى مجانين لا يتذكر من يكون ولا شيء من ماضيه إلا شذرات متفرقة تلقيها عليه ذاكرته كيفما شاءت مصادفات التذكر.