لماذا عادت الصواريخ لضرب الرياض في الأيام الأولى من إستلام بايدن الحكم..!

244

أبين اليوم – متابعات

مع خروج إدارة ترامب من السلطة مهزومة ومدانة أمريكياً وعالمياً، ومجيء إدارة الديمقراطيين بقيادة جو بايدن، بدأت انعكاسات هذا التغيير الأولية تنعكس بشكل جلي على منطقة الشرق الأوسط تصعيداً للتوتر.

وفي هذا الإطار يمكن النظر إلى الهجوم الصاروخي الذي استهدف العاصمة السعودية الرياض ليل السبت الماضي وأثار قلقاً في معظم العواصم الغربية والعربية معاً، ولهذا سارعت وزارة الخارجية الأمريكية إلى إدانته و”تقديم كل مساعدة للسعودية في التصدي للهجمات على أراضيها ومحاسبة من يحاول تقويض استقرارها”.

عندما تأتي الإدانات سريعاً من واشنطن ولندن وباريس وبرلين جنباِ إلى جنب مع أخرى من مصر ودول مجلس التعاون بما في ذلك قطر، فإن هذا يعني للوهلة الأولى أن الأمر قد يكون أخطر من اعتراض صاروخ..

قالت وسائل إعلام سعودية إنه كان يستهدف مطار الرياض، فهذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها استهداف هذا المطار وتوقف الملاحة الجوية فيه بالتالي.

هناك عدة نقاط لا بد من التوقف عندها لقراءة تطورات هذا الهجوم، وما يمكن أن يؤشر إليه من أحداث مستقبلية:

الأولى: أن حركة “أنصار الله” التي اتهمتها السلطات السعودية بالوقوف خلف هذا الهجوم الصاروخي نفت نفياً قاطعاً أن تكون أطلقت أي صواريخ بإتجاه الرياض، وأكدت أنها لو كانت مسؤولة عن هذا الهجوم لأعلنت ذلك لأنها تعتبر ضربها للعاصمة السعودية موضع فخر واعتزاز باعتبارها ردا انتقاميا على غارات الطيران السعودي على اليمن التي لم تتوقف، مثلما فعلت في هجمات سابقة مماثلة.

الثانية: البيان الأمريكي الذي أدان هذا الهجوم قال إنه محاولة لإستهداف مدنيين ولا بد أن الإدارة الأمريكية لديها معلومات تتجاوز مع ما جرى إعلانه وحصلت عليها من أجهزة مخابراتها، أو أقمارها الصناعية التي تحوم في أجواء المنطقة.

الثالثة: دخول عنصر جديد على خط الصراع ألا وهو إعلان منظمة مجهولة تطلق على نفسها “ألوية وعد الحق” نشرته على حساب لها على “التلغرام”، وتقول إنها أطلقت طائرات مسيرة من داخل “الجزيرة العربية” لضرب “قصر اليمامة”، ولم يتم التأكد من مصادر مستقلة حول بيان هذه المنظمة.

الرابعة: تزامن هذا الهجوم، وهذا الإعلان عن المسؤولية من هذه المنظمة المجهولة بهجمات انتحارية استهدفت قلب العاصمة العراقية بغداد، واتهام “داعش” بتنفيذها، ووقوف السعودية خلفها، والإيحاء لاحقا بأن الهجوم على الرياض قد يكون ردا انتقاميا.

قبل يوم من هذا الهجوم أعلنت المملكة العربية السعودية رسمياً أنها تصدت لطائرات مسيرة وزورق ملغوم تتبع لحركة “أنصار الله” جنوب البحر الأحمر، وقبلها هاجم زورق انتحاري ناقلة نفط في ميناء جدة، ودمرت صواريخ كروز انصار الله مجنحة مخازن للوقود في الميناء نفسه قبل شهرين بدقة متناهية.

لا نستبعد وجود محاولة لتجنيد خلايا سعودية داخل المملكة للقيام بعمليات إرهابية الطابع كورقة ضغط على النظام السعودي لإنهاء حرب اليمن، والجلوس على مائدة الحوار مع إيران، فهناك سابقة تمثلت في “حزب الله السعودي”..

فاللافت أن هجوماً استهدف مطار عدن قبل بضعة أسابيع في تزامن مع وصول وزراء الحكومة اليمنية الجديدة المنبثقة عن اتفاق الرياض لاستلام مهامها، وحتى هذه اللحظة لم توجه لجنة التحقيق التي تشكلت إلى إدانة أي جهة بالوقوف خلفه بما في ذلك حركة “أنصار الله”.

لا نعرف ما إذا كانت حركة “ألوية الوعد الحق ـ الجزيرة العربية” موجودة على الأرض، وأن بيانها دقيق أم أنها حركة “وهمية”، ولكن ما نعرف أن تقارير استخبارية عن هجمات سابقة على الرياض وجدة وحتى بقيق وخريص عصب الصناعة النفطية السعودية لم تستبعد انطلاقالصواريخ والطائرات المسيرة من الداخل السعودي، أو أنها انطلقت من الأراضي العراقية الجنوبية القريبة من السعودية، ولهذا فإن كل الاحتمالات واردة أو “غير مستبعدة”.

ما يثير القلق أن بيان هذه الجماعة المجهولة، هدد بضربة قادمة إلى دبي وسماها بالاسم، مما يعني أن الجماعة، وأياً كانت الجهة التي تقف خلفها، ربما تكسر محظوراً وتسجل سابقة خطيرة، فمنذ اشتعال فتيل الحرب اليمنية قبل خمس سنوات تقريبا ظلت دولة الإمارات “محصنة” من أي هجمات، رغم أنها العضو الأكبر في التحالف الذي تقوده السعودية.

الأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت السيئة على المنطقة للأسف، وربما تكون أخطر من نظيراتها في زمن إدارة ترامب.. والله أعلم.

“افتتاحية رأي اليوم”