الحوثيون يقلِّصون الشهيات المفتوحة على “كعكة مأرب“.. “تقرير“..!

399

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ إبراهيم القانص:

وضع صعب يعيشه التحالف في محافظة مأرب، وسط الانهيارات المتلاحقة لقواته في غالبية جبهات المحافظة رغم تجهيزها بأحدث الأسلحة وكميات كبيرة من العتاد الحربي وإسنادها بغطاء جوي كثيف، فطائرات التحالف لا تتوقف عن شن غاراتها على كل شبر تطأه أقدام مقاتلي قوات صنعاء.

وفي كل مرة تفشل الطائرات في منعهم من التقدم، وتصاب بخيبة أمل متواصلة في رفع معنويات من جاءت لإسنادهم من مقاتلي التحالف الذين ينهارون سريعاً وينتهي بهم المطاف جثثاً هامدة أو أسرى أو فارين إلى أبعد مدى يعتقدونه ملاذاً آمناً.

أعداد كبيرة من قيادات وأفراد ألوية تابعة للتحالف والشرعية انسحبوا من مواقعهم بإتجاه صنعاء معلنين انشقاقهم عن التحالف وانضمامهم إلى صفوف الحوثيين، ومنهم من فَرَّ مع عتاد لوائه وأفراده باتجاه محافظة شبوة، التي أصبحت وجهة قيادات حزب الإصلاح منذ أصبحت مأرب في مرمى قوات صنعاء، ومغادرة مأرب بالنسبة لقيادات الإصلاح تعتبر أقسى فراق يكابدون آلامه، كونها مصدر تدفق الأموال إلى جيوبهم وحساباتهم البنكية لاستحواذهم على عائدات حقولها النفطية والغازية..

لكن محافظة شبوة تقوم بالدور نفسه في احتضانهم وتأمين نفقاتهم، وإنشاء أكبر مشروع سكني في تاريخ اليمن لتوطينهم مع عائلاتهم، وكل ذلك على نفقة حقول شبوة النفطية التي تسيطر عليها القوى نفسها، حتى أن عناصر وقيادات الإصلاح تبدو كما لو كانت كائنات تتغذى على النفط، فتكتلها لا يكون سوى بجانب الحقول النفطية سواء في مارب أو شبوة أو حضرموت.

وكما هي عادتها عقب كل خسارة أو انهيار ناتج عن تقدم قوات صنعاء؛ تتبادل قيادات القوات الموالية للتحالف اتهامات الخيانة فيما بينها، وبدوره يوجه التحالف تهمة الخيانة لجميع أدواته بل ويتهمهم بسرقة العتاد العسكري الذي يوفره لهم، وربما يكون معذوراً في ذلك، فالأموال التي ينفقها على القادة العسكريين وقادة المجاميع القبلية المكلفة بالتصدي للحوثيين ووقف تقدماتهم ليست بالقليلة..

كان آخرها 250 مليوناً سلمها التحالف لاثنين من القادة الموالين له هما ذياب القبلي ومفرح بحيبح، مقابل إستعادة جبل القريضة الذي استولت عليه قوات صنعاء في منطقة مراد، وكانت النتيجة أن القائدين دفعا بأبناء القبائل إلى محرقة بشعة خسروا فيها أعداداً كبيرة من المقاتلين بين قتلى وأسرى ومحاصرين ومفقودين..

ولم تتمكن زحوفاتهم المتكررة من إستعادة شبر واحد، وكانت آخر التهم المتبادلة بالخيانة بين الموالين للتحالف من نصيب صغير بن عزيز، رئيس هيئة الأركان التابعة لدفاع هادي، وهو رجل الإمارات الأول في مارب، وفي آخر اجتماع له مع القيادات لتقييم الوضع العسكري المنهار لوّح بتقديم استقالته نتيجة اتهامه بالخيانة.

لكن أكثر ما يلفت الإنتباه مع كل تقدم تحرزه قوات صنعاء في جبهات مأرب، هو تعالي الأصوات الإقليمية والدولية المنادية بالحل السياسي وضرورة وقف إطلاق النار، خصوصاً في محافظة مأرب، وصعّد البعض خطابه الاستنكاري للعمليات العسكرية في مارب مديناً الحوثيين بأقسى العبارات، منهم السفير البريطاني مايكل آرون، في وقت أن كل أولئك لم يتخذوا موقفاً مشابهاً من استهداف طائرات التحالف وبشكل يومي المدنيين والمنشآت الحيوية في عدد من المحافظات اليمنية..

ولم يستنكروا أيضاً الحصار الاقتصادي الذي يفرضه التحالف على اليمن، الأمر الذي يعني أن كل تلك القوى قلقة جداً على أجنداتها وأطماعها في المحافظة النفطية الاستراتيجية اليمنية، حيث يستنزف الجميع ثرواتها وخيراتها، واليمنيون فقط بعيدون عن أي فائدة من كعكة مارب التي انفتحت عليها شهيات الطامعين الإقليميين والدوليين.

البوابة الإخبارية اليمنية