محاولة إصلاحية لخلط حسابات الإنتقالي بجره إلى معركة الضالع.. “تقرير“..!

213

أبين اليوم – تقارير

بالتزامن مع بدء الإنتقالي، المدعوم إماراتياً جنوب اليمن، مفاوضات جديدة مع حكومة هادي في عدن، فجر الإصلاح معركة الضالع على حين غرة وهدفه ابعد من تخفيف الضغط على مأرب ، فما هي دوافع جر الانتقالي إلى مواجهة مع الحوثيين في عقر داره؟

المفاوضات الجديدة والتي ترعاها السعودية، وفق ما كشفه علي الكثيري، المتحدث الرسمي للانتقالي، حيث أشار في تصريح صحفي إلى أن ثمة العديد من نقاط الخلاف مع خصوم المجلس في “الشرعية”..

مشيراً إلى أن تلك النقاط محل نقاش حالياً مع رئيس الحكومة معين عبدالملك برعاية سعودية، وهو بذلك يشير إلى مستقبل الشق الثاني من إتفاق الرياض والذي يرفض الإصلاح تنفيذه  كونه يتعلق بتعيين مدراء للأمن ومحافظين للمحافظات في مناطق سيطرة الاصلاح ناهيك عن سحب قوات الاصلاح من ابين وشبوة ووادي حضرموت.

حتى الآن يبدو بأن الإنتقالي حقق جزء من هدفه بإبعاد أبرز قادة الإصلاح من شقرة ، بن معيلي، والذي تتحدث أنباء عن مغادرته إلى مأرب بمعية قواته، وكان بن معيلي الذي يمثل الذراع الأيمن لعلي محسن في الجنوب يطمح بقوة ويدفع  نحو الإنتشار في مدينة عدن، ابرز معاقل الإنتقالي، لكن المشكلة لن تنتهي بخروج بن معيلي في ظل احتفاظ الإصلاح وحليفه هادي بقوة كبيرة في شقرة ومحيطها بما فيها الضالع  وقدرة الحزب على المناورة على حساب الإنتقالي وسلبه قراره في لمح البصر..

وكل المؤشرات تؤكد بأن الإصلاح لا يزال مهيمن على القرار في حكومة هادي وقادر على جر  خصومه في “الشرعية ” إلى مستنقع الحرب التي يغرق فيها حالياً.

يبرز ذلك جلياً في التطورات الأخيرة في الضالع، ابرز معاقل الإنتقالي، وقد دفع الحزب فصائله هناك لتفجير الوضع عسكرياً على تخوم المدينة  وهدفه ليس تخفيف الضغط على مدينة مأرب، كما يدعي قاداته، بل لتحقيق مكاسب عدة بدعم سعودي، أولها بأن تفجير الوضع عند تخوم مدينة الضالع ،سيدفع الحوثيين الذي يحتفظون بقوات كبيرة هناك، وصلت في وقت سابق إلى أطراف مدينة الضالع، للتخلي عن الهدن السابقة أو حالة  ضبط النفس التي اعتادت من خلالها منح  خصومها فرصة لمراجعة انفسهم، قبل الدخول بعملية واسعة سيدفع الانتقالي ثمنها وهو الآن بأمس الحاجة لعدم الانخراط فيها.

في حال قرر الحوثيين فتح الجبهة رسمياً، لن يتراجعوا حتى السيطرة على مدينة الضالع، وهذه الخطوة في حال تمت سيحقق الاصلاح من خلالها مكاسب عدة أولها أن قواته التي انسحبت في مرات سابقة ستخلي الطريق لمقاتلي الحركة للتقدم نكاية بالانتقالي هذه من ناحية..

أما من ناحية أخرى فسقوط المعقل الروحي لقادة الإنتقالي سيضعف وضعهم الدفاعي في جبهات أخرى قد تجر ايضا إلى المواجهة وتحديد يافع وابين حيث تتمركز قوات صنعاء ، ودخول فصائل الانتقالي في قتال واسع  بخبرتها الضئيلة سيجعلها فريسة سهلة للإصلاح الذي تحتشد قواته بكميات كبيرة في لحج وأبين  وهو ما قد يضع الانتقالي بين كماشة قد تدفع في نهاية المطاف الإصلاح والحوثيين إلى تحالف جديد  سبق وأن المح اليه القيادي في الحركة محمد البخيتي وكشف عن مضامينه واهدافه بتحرير ما وصفها بـ “المحافظات الجنوبية”.

لم يكن الإنتقالي الآن مجبراً للانخراط في القتال دفاعاً عن الإصلاح، وربما عليه الاستفادة من طارق صالح الذي سارع لعقد اتفاقيات مع الحوثيين في الوقت الذي ينشغلون فيه بمأرب، فهو يدرك بأن الحركة في حال وضعت قرار  تحرير  مدينة لن تتراجع عنه حتى يتحقق، وكل هدفه النأئ بنفسه عن أي مصير مشابه لحال الإصلاح الذي يتجرع الهزيمة ومراراته في مأرب..

لكن في حال ساقه الاصلاح أو السعودية إلى مستنقع الحرب فذلك سيكون اقرب الطرق لسقوطه، وسيدفع بعدها الثمن غالياً ليس على يد قوات صنعاء بل ايضا على ايد خصومه داخل “الشرعية” نفسها، لذا حتى لا يصحى على واقع لا يتمناه فعليه الآن ضبط إيقاع تحركات خصومه من الداخل حتى لا يجد نفسه يرقص  على إيقاع زفتهم الأخيرة له.

البوابة الإخبارية اليمنية