منظومة الفساد الإسرائيلية.. نتنياهو لن يكون الفاسد الأخير الذي سيحكم كيان الإحتلال..!

190

أبين اليوم – الأخبار الدولية

لم يكن رئيس الكيان الإسرائيلي رؤفين ريفلن سعيداً وهو يكلف نتنياهو للمرة الرابعة خلال عامين بتشكيل حكومة جديدة يدرك ان فرص نجاح تشكيلها شبه معدومة لكن الرجل لم يخالف القانون وفعل ما يفترض ان يفعله.

الدائرة بدأت تضيق على نتنياهو وباتت فرصته الوحيدة في تشكيل الحكومة أن ينضم اليه نفتالي بينت وان يدعمه منصور عباس من الخارج ودون ذلك فإن الانتخابات الخامسة تكون هي الأقرب من اي شيء ، وكما يبدو فإن اليمين الديني هو المتبقي لنتنياهو بعد ان غادره اليمين القومي وبات يعتبر الارتباط بنتنياهو وصمة عار في جبينه..

وحتى لا نعطي الأمور بعداً آخر فإن قادة اليمين القومي الإسرائيلي خلافهم مع نتنياهو غالباً خلافاً شخصياً ، لكن هؤلاء للأمانة كانوا اوفياء للرجل الى ان خانهم هو وعلى رأسهم افيغدور لييرمان والذي كان يوماً ما مديراً لمكتبه ثم بات حليفاً لا يعرف إلا كلمة (نتنياهو رئيساً للوزراء ) هذا الرجل يرفض اليوم أن يكون في حكومة فيها نتنياهو او فيها الحريديم..

وكذلك الأمر بالنسبة لنفتالي بينت الذي كان آخر المتمردين على نتنياهو بشكل علني ، لكن صوتاً خافتاً جاء من الحريديم يقول انهم لا يريدون إنتخابات خامسة ويأملون من نتنياهو أن يشكل الحكومة وأن لا يضطروا الى الذهاب نحو تحالف آخر قادر على إنهاء أزمة الحكم حتى لو كان فيه عدوهم الأول افيغدور ليبرمان..

ومن هنا يبدأ المنطلق فيما يتعلق بالمقبل للكيان الإسرائيلي وهو أن أحزاب اليمين الديني لن تظل مرهونة لقرار نتنياهو انما قد تذهب الى مفاوضات مستقبلية تضمن لها الامتيازات الدورية وهي التي استطاع نتنياهو ان يضمنها خلال الأعوام الاثنا عشر الماضية ، منظومة الفساد التي تحكم كيان الإحتلال والتي يديرها نتنياهو تأخذ اذناً من التوراة بشكل مباشر كما يقول احد الراباميم ( الحاخامات )..

وهذا الأذن الكاذب ليس مقصوراً على نتنياهو بل يتحرك وفق المصلحة الحريدية وهنا تكمن الخطورة ، ان الفساد أخذ صبغة دينية نتيجة التفاف الحريديم حول نتنياهو ودفاعهم المستميت عنه في وقت يطالب العلمانييون واليسارييون واليمين القومي بضرورة اقالته وابعاده عن مركز الحكم لأنه أصبح يمثل وصمة عار في جبين الاسرائيليين..

وبات شكل الكيان يطغى عليه الفساد بسبب رجل اقنع الحريديم انه المخلص ورشاهم بامتيازات ووصل الامر انه عرٌض الامن القومي للخطر مقابل الحفاظ على ذاته – عندما تغاضى عن الحرديم وكسرهم لقواعد السلامة في كورونا – والخطورة المستقبلية فيما يتعلق بالحاكم المؤيد من التوراة ان حكم الحريديم سيخلق مستقبلاً فاسداً آخر غير نتنياهو يحظى بدعم الحريديم ويظل في سدة الحكم مقابل ان يحافظ لهم على الامتيازات الممنوحة..

بمعنى ان نتنياهو لن يكون الفاسد الأخير الذي سيحكم كيان الإحتلال في ظل سيطرة احزاب الحريديم على المشهد وعليه فإن السعي لاقامة حكومة بعيداً عن المتدينيين الأصوليين قد يكون الخيار الأسلم لكيان الإحتلال للخروج من هذه الحلقة المفرغة والتي تدور فيها السياسة الإسرائيلية..

لكن كما تظهر المؤشرات فإن تهميش الحريديم لم يعد أمراً ممكناً في ظل تزايدهم وسيطرتهم على مفاصل مهمة في الكيان وتواجدهم في بقاع جغرافية هي الأهم تجعلهم يتحركون من نقاط قوة ويفرضون عضلاتهم وأحياناً يعربدون حتى في الشوارع ليثبتوا أنهم أصحاب القرار الأول والأخير.

 

المصدر: العالم