كيف تُقرَأْ التطورات الميدانية في مأرب وما تفسير تصريحات بن سلمان..!

165

أبين اليوم – إستطلاع

تواصل قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية تقدمها المتسارع في مأرب، حيث يواجه تحالف العدوان على اليمن ورعاته مأزقاً كبيراً هناك، نتيجة الفشل في محاولات وقف تقدم قوات الجيش واللجان.. وكشفت مصادر يمنية ميدانية عن مقتل 20 من كبار القادة العسكريين في جيش الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي خلال اسابيع في مأرب.

محللون سياسيون اعتبروا ما يحدث في مأرب بأنه تحول عسكري مهم وانعطافة أساسية فيما يتعلق بمعركة مأرب، مشيرين الى وجود مساع أمريكية في مسألة فرملة تقدم الجيش اليمني واللجان، لكن التسارع الكبير والانجازات الكبيرة التي تتحقق على أيدي الجيش واللجان تقطع الطريق أمام هذه المساعي.

ويؤكد الخبراء العسكريون أن سيطرة الجيش اليمني على منطقة الطلعة الحمراء هي أمر مهم من حيث الجغرافيا العسكرية والتضاريس، وأن ما بعد السيطرة على تلك المنطقة لن يكون كما قبلها، مشيرين الى ان للسيطرة على هذه المنطقة أكثر من أهمية، أبرزها السيطرة على طرق الإمداد الاستراتيجية، فمن يسيطر على هذه النقطة يسيطر على أهم طرق الإمداد الإستراتيجية وفي صدارتها خط صرواح-مأرب وهو خط مهم بالنسبة لهذه المدينة.

ويعتبر المراقبون أن موجات التخوين بين المرتزقة في مأرب تشير إلى قرب إنتهاء المعركة هناك، علماً أن التقارير توضح أن من يقاتل في مأرب ليسوا أبناءها بل هم خليط من العديد من الجنسيات وداعش والقاعدة، بالإضافة الى نشوب صراع بين بعض القبائل، كقبيلة عبيدة وهي من أشهر قبائل مأرب، مع قوى تحالف العدوان نتيجة الخيانات والصراعات البينية الداخلية.

وتؤكد مصادر مسؤولة أن هناك حرصاً كبيراً بدءا من القيادة اليمنية، لحقن الدماء بشكل كبير جداً، وهناك دعوات وعفو عام وتم تشكيل لجنة مصالحة وطنية، وهناك فتح للابواب لكل من يرغب في العودة إلى حضن الوطن والدفاع عنه، لكن التجاوب هو بنسبة ضئيلة جداً، لأن مأرب هي من المحافظات التي تم شراء الذمم فيها بشكل كبير، كما أن هذه المحافظة شكلت وكراً للقاعدة منذ وقت مبكر.

فيما يرى مراقبون أن الجيش اليمني استطاع ان ينفذ إرادته نظراً لعدالة قضيته ونظراً للابداع والابتكار والتخطيط الاستراتيجي للمعركة، فاليوم لا الطيران الجوي قادر على ان يسيطر على المعركة ولا اندفاع العديد من تنظيم القاعدة إلى الخطوط الأمامية من اجل ان يوفروا إنسحاباً آمناً لقوات الاخوان وقوات هادي.

ويؤكد الخبراء العسكريون أن مقتل مدير شؤون الضباط وكذلك مدير دائرة القضاء العسكري في قوات هادي بالإضافة إلى مقتل مدراء آخرين في القيادة وهم المسؤولين المباشرين للقوات المسلحة بالنسبة لهم وللتحالف، تفسيره بالمعنى العسكري والاستراتيجي أن العدوان ومرتزقته بدأوا تقديم القيادات إلى الخطوط الأمامية وهذا يعني نضوب الضباط من الصف الثاني والثالث للتواجد واجبرهم تحالف العدوان على الخطوط الأمامية بإعتبارهم مسؤولين عن هذه المعركة.

وفيما يخص تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأن السيد الحوثي يمني وعربي وتمنيه الوصول إلى مفاوضات سياسية على الطاولة، فإن المحللون السياسيون يرون أن هذا التمني يعتبر رسالة واضحة بأن بن سلمان انهزم هو وقوات التحالف بالكامل ومرتزقتها بالكامل وانهم يحضرون لانسحاب آمن وبأنهم سلموا الأمر نظراً لتقدم الجيش اليمني دون حسم المعركة جويا أو برياً.

فيما يرى مراقبون للشأن اليمني ان تصريحات محمد بن سلمان عن وقف النار والتفاوض وحديثه عن عروبية السيد الحوثي، يعني أن الجيش السعودي في حالة انهزام وفي حالة تمزق وتشرذم بسبب الخسائر الكبيرة في مأرب بالارواح والمعدات وكذلك عجز الجيش السعودي حتى عن الدفاع عن الحدود السعودية اليمنية، كما يعكس تخلي الحلفاء الغربيين للسعودية، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا التي تشارك في حصار ميناء الحديدة، وان هذه القوى بدأت شيئا فشيئا بالتخلي عن هذا الملف الذي أصبح نوعاً من المستنقع لهذه القوى الغربية.

ويعتقد الخبراء أن معركة مأرب ستأتي بعدها معارك أخرى لأن الحل لا يوجد في اليمن بل انه في الرياض.. فبقاء النظام السعودي كما هو يعني أن الاعتداءات على جيرانه اليمنيين ستتجدد، مؤكدين أن الخطابات المنمقة بالحديث عن العروبة والإسلام وما الى ذلك.. فهي تأتي من المستشارين الإعلاميين لمحمد بن سلمان الذين اثبتوا فشلهم سواء في تسويق هذه الحرب او حتى في محاولة إنهائها.

وحول حديث بن سلمان على ان ما يجري مع اليمن هو ليس لأول مرة وان ازمات كثيرة مرت في السابق بين البلدين، يؤكد المراقبون أن الأزمة لا يمكن ان تدوم لهذه الفترة الطويلة والأزمة لا يمكن ان تستمر على شكل حرب وتجويع شعب وقتل ابنائه، وان ما يحصل هو حرب شاملة من نظام آل سعود ضد ابناء اليمن.

فما رأيكم؟

  • كيف تُقرَأْ تطورات الوضع الميداني في مأرب وتسارع سيطرة الجيش واللجان؟
  • هل تراجع قوات التحالف عن خطوط الدفاع يعني إقتراب المعارك من المدينة؟
  • ما تفسير طلب بن سلمان لطاولة التفاوض والتطلع لعلاقات طيبة مع ايران؟
  • أين يرى الجنرال ماكنزي فرصة للحل مع تعثر الوساطتين الأمريكية والدولية؟

 

المصدر: العالم