عودة القيادات الجنوبية إلى عدن.. الأسباب والدوافع..!

12٬707

بقلم/ سمير المسني

ماذا يحصل فعلاً في المحافظات الجنوبية؟ وما هي المخططات والسيناريوهات الجديدة التي تم إعدادها في مطابخ قوى العدوان والإحتلال (السعودي والإماراتي)؟ وما هو السر في عودة بعض القيادات القديمة إلى عدن؟ ولماذا التعتيم على أخبار عودتهم؟ ولماذا تنفي بعض هذه القيادات الأنباء عن وصولهم الى عدن؟

وهل هناك رابط بين عودة هذه القيادات ووصول عيدروس الزبيدي إلى عدن أيضاً؟
وما هي الرسائل التي أرادت هذه القيادات إيصالها إلى الشارع الجنوبي؟ولماذا هذا التوقيت بالذات؟ وما صحة الأخبار التي تم تسريبها بأن الأمريكان ابلغوا السعودية والإمارات انهم مع يمن موحد بنظام اتحادي؟

أسئلة كثيرة تبادرت إلى ذهني وأنا اتابع هذه الأخبار سواءً عن طريق المواقع الاخبارية أو من خلال تواصلي مع البعض من الشخصيات في المحافظات الجنوبية المحتلة ؛ هذه الأنباء التي اعتبرها البعض مجرد إشاعات بينما يؤكد البعض الآخر مصداقيتها.

باعتقادي أن الموضوع لا يتعلق بالتكهنات والأقاويل بالعكس فقد تأكد عودة تلك القيادات وان المحافظات الجنوبية المحتلة مقبلة على أحداث نوعية وخطيرة وان السيناريوهات الجديدة سوف تكون لها تبعات كارثية وسوف تؤدي إلى تقسيم اليمن أكثر من ذي قبل وذلك لغرض إرباك المشهد السياسي وذلك من خلال التصريحات الجديدة- القديمة حول موضوع الانفصال والعودة إلى ماقبل 22 مايو 1990م

والدليل على ذلك حزمة الإجراءات التي اتخذها المجلس الانتقالي وآخرها رفع علم (اليمن الديمقراطي) في القصر المدور في إشارة واضحة على إصرار ذلك المجلس على الدفع بموضوع الإنفصال وابرازه كوسيلة ضغط لفرض أجندات جديدة على الواقع ؛ وما عودة هذة القيادات القديمة إلا لغرض تعزيز ذلك الطرح والايحاء بوجود اصطفاف جنوبي “من جهة” ومحاولة لتقريب وجهات النظر المتباينة بين القيادات السابقة والجديدة “من جهة أخرى”.

لذلك دفعت الإمارات رموزها للجنوب للتأكيد أنها تملك قوة تقرير المصير وتمثيل الجنوب ؛ لذلك عادت تلك القيادات السياسية السابقة بتوجيهات حتى تستخدم لأي سيناريوهات يتم إعدادها في مطابخ قوى الإحتلال والعدوان وبالتنسيق مع الدول العشر.

والمثير للجدل توهم البعض بصوابية هكذا اصطفاف بين تلك القيادات السابقة – الذين اوصلوا الجنوب في السابق إلى ماهو عليه الآن بسبب مواقفهم الفكرية الكارثية وبسبب المعتقدات الأيديولوجية الخاطئة التي تبنوها وبسببها أصبحنا نعيش في دوامة فكرية مازلنا نتحمل تبعاتها إلى الآن – وبين قيادة جديدة ليس لها رصيد نضالي ولا رؤى سياسية واضحة وكل تحركاتها مرهونة باجندات خارجية..

الأمر الذي تسبب في انهيار وتفكك للنسيج المجتمعي في المحافظات الجنوبية المحتلة والذي أدى بدوره إلى زيادة السخط الشعبي من الأوضاع المتردية في تلك المحافظات.

ففي الوقت الذي كان يفترض من تلك القيادات التاريخية “السابقة” التي عادت بشكل مستتر لغرض تنفيذ سياسة تحالف العدوان مقابل الحصول على وعد بتحقيق مبدأ الإنفصال؛ كان يفترض من تلك القيادات تقديم الرؤى لتوحيد الصف الجنوبي وطرد المحتلين وتدارس الأوضاع التي وصلت إليها المحافظات الجنوبية المحتلة وإيجاد الحلول والبدائل التي تصب في مصلحة الجنوب واليمن بشكل مترابط..

وقد تحدثنا في مقالات سابقة ونبهنا إلى خطورة طرح وتكريس مفهوم الإنفصال بين أوساط المجتمع والذي لن يحقق منافع لمواطني المحافظات الجنوبية المحتلة بل يجسد رؤى المحتلون الجدد وتكريسها بالقوة.

وبتصوري أن كل تلك الأحداث المتسارعة في المحافظات الجنوبية المحتلة فرضها المشهد العسكري والانتصارات الكبيرة لجيشنا ولجاننا الشعبية على أرض الواقع وخصوصاً جبهة مأرب بحيث أصبحت المعارك على أطراف المدينة ؛ وتتداعى يومياً خطوط العدو الدفاعية – النسق الدفاعي الأخير -.

ولكن يظل السؤال المهم قائماً: ماذا بعد مأرب..! وهذا ما يخيف العملاء والمرتزقة هناك ؛ ولكننا نؤكد لهم بأن مأرب هي بوابة للمعركة الفاصلة وان تحرير المحافظات الجنوبية المحتلة من دنس الإحتلال ومرتزقتهم في الداخل واجب وطني وأن الانتصار الحتمي قادم لا محالة.

وفي الأخير أوجه رسالتي إلى كل الأحرار والشرفاء من أبناء المحافظات الجنوبية المحتلة إلى التنبه من مخاطر سيناريوهات الانفصال أو تقسيم اليمن من خلال تفكيكه إلى عدة كانتونات أو أقاليم وبما يتناسب مع اطماعهم في الثروات الطبيعية في اليمن؛

وعلينا جميعاً الاصطفاف حول قيادة وثوابت وطنية ودحر المحتلين الجدد وبناء الدولة اليمنية الحديثة على أسس علمية قائمة على الحرية والاستقلال والمساواة والعدالة الإجتماعية.

سمير المسني
– المعاون لشؤون المحافظات الجنوبية في مكتب مستشار رئيس الجمهورية والمجلس السياسي الأعلى؛
– عضو المكتب التنفيذي لملتقى التصالح والتسامح الجنوبي