الإمارات.. من الصعب الجمع بين الفكر والدعارة..!

1٬016

أبين اليوم – الأخبار الدولية

خبران مهمان، مصدرهما الإمارات، إلا أنهما متناقضان الأول إستضافة دبي، في يومي 6 و 7 من مايو آيار الحالي ، المصادف ليومي 24 و 25 من شهر رمضان المبارك الجاري..! والخبر الثاني، رفض الفيلسوف الألماني البارز يورغن هابرماس، استلام جائزة الشيخ زايد للكتاب، بعد فوزه بها نهاية نيسان/ أبريل الماضي.

الخبران المتناقضان، يعكسان تناقض الحياة والمجتمع والسياسة والفكر في دولة الامارات تحت ظل حكم محمد بن زايد. فالمعروف عن المجتمع الإماراتي أنه مجتمع محافظ، كباقي المجتمعات العربية الأخرى، في منطقة الخليج الفارسي..

لذلك من الصعب أن يقنع النظام القائم هناك الرأي العام الإماراتي، بضرورة إقامة أطول بار في العالم ، وإقامة أكبر مهرجان دولي لاحتساء الخمور والبيرة على مدى 6 أشهر، وفتح مواخير بالآلاف، و”توريد” الالاف من المومسات والداعرات، تحت غطاء عاملات نظافة، والترويج لسياسة الإتجار بالبشر، وأخيراً، إقامة مؤتمر دولي للشاذين جنسياً وفي شهر رمضان المبارك، وقبل كل هذا وذاك، التطبيع الشاذ مع الكيان الإسرائيلي.

تمادي النظام الإماراتي في الاستهانة بالقيم والتقاليد والأعراف العربية والاسلامية، يتطلب بالضرورة ممارسة سياسة قمعية ضد النخب الفكرية والثقافية والدينية، التي تعتبر نفسها من حراس هذه القيم والتقاليد والأعراف الأصيلة، حيث تم تكميم أفواهها، عبر مطاردتها وسجنها ومنعها من التعبير عن رأيها، مما جعل النظام الإماراتي، يلجأ إلى الخارج لتبييض صفحته عبر منح جائزة الشيخ زايد لمفكرين وفلاسفة غريين وغير غربيين معروفين، من اجل التغطية على تشوهات النظام.

آخر من حاولت الإمارات أن تشتريهم بربع مليون يورو هو الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس، الذي قبل في البداية الجائزة، إلا أنه عدل عن ذلك ورفض الجائزة، بعد أن هاجمته صحيفة ديرشبيغل، أبرز الصحف الألمانية ، لقبوله الجائزة معتبرة أن ذلك يضعه في خانة المرتزقة الذين تجندهم الإمارات لتلميع صورتها عالمياً.

وأكد الفيلسوف هابرماس، البالغ من العمر 91 عاماً، إن القرار الذي اتخذه سابقاً بقبول الجائزة كان خاطئاً، وأنه صحّحه اليوم برفض الجائزة.، وأضاف لم أوضح لنفسي بشكل كاف الصلة الوثيقة جداً بين المؤسسة التي تمنح هذه الجوائز في أبو ظبي، بالنظام السياسي القائم هناك.

رفض هابرماس الجائزة، يؤكد على أن سياسة تبييض وتلميع صورة النظام الإماراتي عبر جائزة الشيخ زايد، قد فشلت، وكشف أن الإمارات ليس بمقدورها شراء ذمم الأحرار في العالم بالمال. وهذا الرفض يؤكد أيضاً، أن الإمارات لم تستطع حتى أن تؤثر في رؤية هؤلاء الفلاسفة والمفكرين الغربيين إلى الامارات، عبر نشر الرذيلة والفساد الأخلاقي والانحراف والشذوذ والتطبيع مع إسرائيل..

لذلك لن تحصل الإمارات من سياستها هذه، إلا على الشاذين والمثليين والمومسات والداعرات والدواعر والمواخير والحانات والبارات والنوادي الليلية و..، أما الفلاسفة والمفكرين فلا مكان لهم في ظل نظام يقمع الفكر وحرية التعبير.

المصدر: العالم