الإمارات تُنجز ما عجزت عنه إسرائيل في “باب المندب“.. “تقرير“..!

1٬600

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ إبراهيم القانص:

إعلان الإمارات سحب قواتها من اليمن بداية عام 2020م، لم يكن سوى إجراء تكتيكي ظاهري وبداية لمرحلة جديدة من الأهداف والأطماع التوسعية في أكثر المواقع الإستراتيجية اليمنية أهميةً على المستويين الإقليمي والدولي.

وبإعلان الانسحاب استطاعت الإمارات صرف الأنظار نسبياً عن التأسيس لوجود عسكري دائم تتجاوز أهدافه حرب التحالف على اليمن إلى فرض سيطرة عسكرية على مضيق باب المندب، الذي يُعدّ أهم موقع بحري سيادي تملكه اليمن، والأكثر أهمية على المستوى العالمي.

وسعياً للسيطرة على تلك النقطة البحرية المهمة تنشر الإمارات قواتها في عدد من الجزر اليمنية، وفي مُقدّمِها جزيرة ميون، الواقعة في مضيق باب المندب، ومنذ عام 2016م نقلت السفن الإماراتية عتاداً حربياً ومعدات عسكرية وقوات إلى جزيرة ميون اليمنية، وبدأت ببناء قاعدة جوية تحتوي مدرجاً ضخماً للطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع والنقل، ومن شأن تلك القاعدة أن توفر للإمارات قوةً سيطرة كبيرة على المضيق، ونقطةً لانطلاق أي عمليات عسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن وشرق إفريقيا.

وحسب مراقبين، يُعدُّ مضيق باب المندب أكبر مطامع ومؤرِّقات كيان الإحتلال الإسرائيلي منذ زمن طويل، إذ يتوقعون أنه أخطر نقطة لاستهدافهم، ولم تتوقف مساعي الكيان الباحثة عن موطئ قدم لهم في المناطق والمواقع القريبة من باب المندب لضمان عدم استخدامه نقطة انطلاق لمهاجمتهم مستقبلاً، خصوصاً بعد إعلان صنعاء موقف العداء المبدئي الظاهر لإسرائيل..

ويرى المراقبون أن تحركات الإمارات في سواحل وجزر اليمن وإنشاء القواعد العسكرية هناك؛ يرتبط بشكل مباشر مع أهداف وتوجهات الإسرائيليين، ويظهر أن كيان العدو أوكل تلك المهمة لأبوظبي، بعد إعلان التطبيع الشامل بينهما، وبذريعة الحرب في اليمن ومشاركة الإمارات فيها بشكل رئيس، وبمعرفة وتواطؤ حكومة الشرعية، يبدو أنها ستنجز ما لم يستطع الكيان الإسرائيلي إنجازه منذ عقود طويلة، إثباتاً لصدق نواياها من تطبيع العلاقات لتحصل على الرضا الكامل الذي تنشده.

في السياق نفسه تفرض الإمارات سيطرة كاملة على أرخبيل سقطرى، وتبني قواعد عسكرية واستخباراتية مشتركة مع الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية في عدد من جزر الأرخبيل، وتواصل عبثاً غير مسبوق بثروات الأرخبيل الأكثر تنوعاً بيئياً على مستوى العالم، وموطن أكثر النباتات والكائنات البرية والبحرية ندرةً وجمالاً..

وكل ذلك تم إنجازه بعدما أعلنت الإمارات سحب قواتها من اليمن، ويبدو أنها لن تتوقف عن ذلك ما دامت محاطة بتواطؤ دولي وإقليمي، وقبله تواطؤ من يُفترض أنهم أصحاب الشأن والمعنيون بصون السيادة اليمنية على كل شبر من جغرافيا الوطن وهي حكومة هادي التي فرطت في كل شيء عدا تمسكها بصفة “الشرعية”.

 

YNP