روسيا تتجه لإسقاط الدولار من أصول صندوقها السيادي

1٬096

أبين اليوم _ مقالات

بقلم / اشواق محمد

أعلن وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف، في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، عن تغيير في استراتيجية صندوق الرفاه الوطني، وتحديدا فيما يتعلق بالدولار. وقال سنستغي عن الدولار في احتياطيات صندوق الرفاه الوطني  واضاف خلال مشاركته في إحدى جلسات الحوار في المنتدى المنعقد هذا الأسبوع، إن وزارة المالية الروسية ستقوم بتغيير احتياطيات صندوق الرفاه الوطني في غضون شهر، إذ ستقوم بالاستغناء عن الدولار، أي ايصال احتياطيات العملة الأمريكية إلى الصفر.

ووفقا للوزير الروسي فإنه سيتم استبدال احتياطيات الدولار بعملات أخرى إلى جانب ذلك سيتم إضافة احتياطيات من الذهب إلى الصندوق، الذي يعد وسادة أمان لروسيا.

وأشار إلى أن احتياطيات الجنيه البريطاني سيتم رفعها لتبلغ حصتها 5%، وحصة اليورو إلى 40%، أما اليوان فستتم زيادة حصته إلى 30%، كما أن حصة الذهب ستكون عند 20%.
وأسست موسكو صندوق الرفاه الوطني منذ أكثر من 10 سنوات وكدست فيه جزءا من إيرادات النفط خلال فترة ازدهار أسعاره، ليكون وسادة أمان للبلاد خلال الأزمات وانخفاض أسعار النفط الخام، التي تعد سلعة تقليدية في الصادرات الروسية.

والنقطة المهمة أن الأموال المتراكمة في صندوق الرفاه الوطني هي غير احتياطيات روسيا الدولية، والتي تجاوزت مستوى 605 مليارات دولار في مايو الماضي.

 كما أعلنت روسيا نيتها التخلي الكلي عن الأموال المستثمرة بالدولار الأمريكي في هيكل صندوقها السيادي، وخفض حصة الجنيه الاسترليني، خلال شهر، مقابل ارتفاع في اليورو والذهب.

جاء ذلك خلال تصريحات لوزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف، الخميس، على هامش منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، المنعقد في الفترة بين 2 – 5 يونيو/حزيران الجاري.

وقال سيلوانوف: “قررنا و(البنك) المركزي الروسي، خفض الأموال ذات الأصول الدولارية من صندوق الثروة الوطني (الصندوق السيادي) والتي تمثل حوالي 35 بالمئة .

وأضاف أنه سيتم الانسحاب بالكامل من أصول الدولار، لتحل محلها زيادة في اليورو والذهب، مشيرًا أنه “من المتوقع التحول إلى هيكل جديد للصندوق خلال شهر .

وفي حال إتمام عملية الانسحاب، سيبلغ إجمالي الاستثمارات الدولارية في الصندوق صفر بالمئة، بينما باليورو 40 بالمئة، واليوان بـ 30 بالمئة، والجنيه الاسترليني 5 بالمئة، بحسب الوزير .

وحاليا، تبلغ حصة الدولار وعملة الاتحاد الأوروبي في الصندوق السيادي نحو 35 بالمئة، بينما حصة اليوان عند 15 بالمئة، والجنيه الإسترليني عند 10 بالمئة، والين نحو 5 بالمئة، بحسب ما أوردته وكالة “تاس” الروسية ..

وفي يناير/كانون الثاني، تجاوز الذهب لأول مرة في تشكيلة احتياطيات روسيا الدولية، قيمة الدولار، على خلفية تشديد العقوبات الأمريكية ضد أشخاص روس.

ويعد هذا التحول، جزءا من استراتيجية روسية تهدف “لتقليص” اعتماد الاقتصاد المحلي على الدولار، وجعله أكثر مرونة في مواجهة التهديد بفرض عقوبات أمريكية جديدة .

وفي هذا السياق اوضح أندريه كوستين الرئيس التنفيذي لمجموعة “في.تي.بي” المصرفية الروسية إن روسيا مضطرة “للأسف” لتقليل استخدام الدولار الأمريكي في اقتصادها بسبب العقوبات الأمريكية.

وأضاف كوستين في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج أن روسيا “ليست ضد الدولار ولا ضد أمريكا” لكنها تخضع لعقوبات أمريكية، مشيرا إلى أن “الولايات المتحدة تستخدم الدولار كسلاح ضد القطاع المالي الروسي وضد القطاع الصناعي الروسي”.

وقال كوستين إن الدولار يلعب دورا مهما على الصعيد العالمي ومن المستحيل “الحياة بدون دولار”.