صنعاء تمنح التحالف دوافع الإنسحاب بـ “وجع أقل“.. “تقرير“..!

2٬298

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ إبراهيم يحيى:

في يوم واحد، شنت صنعاء هجوماً ثلاثياً على السعودية، براً وبحراً وجواً، بدا استعراضاً لتنامي قدراتها، وتصفيراً لعداد الحرب المتواصلة منذ ست سنوات وشهرين، ورداً على تمسك الرياض بموقفها منذ بداية الحرب، مفاده: “لم ننهك بل ازددنا قوة ومقدرة وإصراراً”.

تزامن الهجمات الجوية بطائرات مسيرة على منشآت عسكرية واقتصادية سعودية، مع هجمات بحرية بزوارق مفخخة على بوارج حربية سعودية، وهجمات برية على ثكنات الجيش السعودي في المنطقة الجنوبية للسعودية، يجاهر بتحدي صنعاء وتوعدها بـ “وجع اكبر” لم تشرع فيه بعد.

يعزز هذا، أن تصاعد الهجمات العسكرية لقوات صنعاء على السعودية يأتي بموازاة إستمرار المعارك في عشرات الجبهات الداخلية والحدودية، مع قوات التحالف وهادي وتصاعد وتيرة إسناد طيران التحالف قوات هادي بالغارات الجوية، دون أن تظهر قوات صنعاء إنهاكاً أو إنكساراً.

المستوى القتالي لصنعاء في إدارة المعركة غير المتوقع من جانب التحالف السعودي الإماراتي؛ يحاصر التحالف في زاوية ضيقة مع مرور الأيام، ويضعه بين فكي كماشة تصاعد خسائر حرب الاستنزاف وتفاقم جرائم الحرب وتداعياتها الإنسانية، وتبعاته القانونية على الصعيد الدولي.

يُضاف إلى هذا، التداعيات المعنوية أيضاً على النظام السعودي و”مكانته” على الصعيدين الداخلي والإقليمي، وانعكاساتها سلباً على سعي الرياض الحثيث لأن تكون مركز قيادة المنطقة العربية برمتها، والاستحواذ على مركز الثقل المحوري لمصر عربياً، خلال المائة عام الماضية.

في هذا، لم تجد الرياض رداً مقنعاً على المشاهد الصادمة و”الفاضحة” بنظر مراقبين، لعملية هجومية واسعة نفذتها قوات صنعاء في جيزان و”استطاعت دحر قوات الجيش السعودي ومجنديه السودانيين واليمنيين من 40 موقعا على مساحة 150 كلم، وقتل وجرح واسر 200 منهم”.

أكد رد متحدث التحالف، العميد تركي المالكي، على مشاهد فيديو معارك جيزان، ما أرادت قوات صنعاء قوله بأنها لم تنهك ولم تفعل كل ما تستطيع القيام به، بإعلانه أن المشاهد “بروباجندا لرفع معنويات عناصرها، والتغطية على خسائرها الكبيرة بمحافظتي مارب والجوف”.

لا تخفي قوات صنعاء عدد قتلاها في جبهات معارك عدة تتجاوز الستين، وعلى العكس تعلن هذا على وسائل إعلامها في تغطية مواكب ومراسم تشييعهم، وهي تردد “الموت لنا عادة والشهادة غاية”، ولا تزال صفوفها تشهد إقبالا لافتا على الالتحاق بها بمعدل يومي وكبير.

تضيق الخيارات أمام الرياض، بوصفها قائدة تحالف الحرب في اليمن. خصوصا مع اتجاه واشنطن، اكبر داعميها سياسيا وعسكريا، نحو إنهاء الحرب في اليمن، كأولوية لإعادة ترميم الوجه الحضاري للولايات المتحدة الأمريكية، أو ما سماه الرئيس جو بايدن “إنقاذ القيم الأمريكية”.

ويبرز جلياً، أن إستمرار حرب التحالف يزيد صلابة صنعاء وعلى قاعدة طرق الحديد، وبقدر ما منحها طول أمد الحرب دافعاً لتعزيز قدراتها العسكرية والاقتصادية على إستمرار المواجهة، بقدر ما باتت تمنح التحالف دوافع عملية لإيقاف الحرب والانسحاب من اليمن بتسوية سياسية.

يتأكد هذا المنحى لصنعاء، سياسياً وعسكرياً، بإعلان زعيم حركة أنصار الله (الحوثيين) لدى لقائه المبعوث الأممي مارتن غريفيث أن لجوء التحالف للامعان في الحصار لا يقوي موقفه كما يتوهم بل يزيد قناعة اليمنيين بأنه معتد لا يريد السلام ولا يسعى إليه، ولا خيار سوى مواجهته.

 

YNP