ما مستقبل الأزمة في الكيان الإسرائيلي بعد إزاحة نتنياهو وتوعده لحكومة بينيت..!

1٬043

أبين اليوم – الأخبار الدولية

قبل أيام أصبح الكيان الصهيوني بلا بنيامين نتنياهو في رئاسة الحكومة التي تولاها طيلة 12 سنة، بعد تكليف نفتالي بينيت برئاسة الحكومة بعد حسابات داخلية تعبر عن عمق الخلافات والانقسامات السياسية والحزبية، فيما تنتظر هذه الحكومة ألغام نتنياهو الذي وعد بالاطاحة بها قريباً.

ويرى محللون سياسيون ان نتنياهو لم يبق 12 عاماً في الحكم فقط بذكائه والاعيبه، وانما كان التيار الاميركي الأساسي في السياسة الامريكية للشرق الأوسط معه، خاصة وان نتنياهو أصلا من مواليد أمريكا ويفهم العقلية الأمريكية، كما ان التيار البروتستانتي الخاص الذي يريد اقامة “اسرائيل” كان بشكل كامل معه.

لكن المحللون يؤكدون ان الذي اسقط نتنياهو ليس فقط الصراعات الصغيرة على مصالح الاحزاب، بل ان من اسقطه بشكل رئيسي هزيمته أمام إرادة الفلسطينيين، فنتنياهو نجح باقناع الرئيس الاميركي السابق بخطة ضم القدس على انها أرض إسرائيلية وجعلها عاصمة لـ”اسرائيل” ونقل السفارة الأمريكية لها، وإلغاء الحديث عن حق العودة عبر هجومه على الاونروا وقطع المساعدات عبر إغلاق الدعم لمكتب السلطة الفلسطينية في واشنطن..

وكل ذلك كان سيؤدي إلى إنهاء القضية الفلسطينية من جدول الأعمال العام والإعلامي والتعبوي، لكن صمود الفلسطينيين في القدس المحتلة وفي المسجد الأقصى ودخول المقاومة الفلسطينية المسلحة في غزة على الخط، والنهضة الجماهيرية العامة لدى اللاجئين في هذا الإطار ثم بعد ذلك الامتداد العالمي الذي حصل، هو الذي اسقط نتنياهو.

من جهة أخرى يرى متابعون للشأن الاسرائيلي أن الأزمة في الكيان الإسرائيلي ليست أزمة حكومة وإنما أزمة حكم، وهي الصراع بين تيارين صهيونيين منذ بداية الحركة الصهيونية ولغاية الآن، من هو الذي يحكم وما هو طابع الدولة او المؤسسة التي يحكمها، هل نظام الفرد هو الذي يقرر ام نظام المؤسسة هو الذي يقرر مصير هذا الكيان.

ويشير المتابعون الى أنه في السنوات الاخيرة من حكم نتنياهو تعزز حكم الفرد على حساب المؤسسة، فالحركة الصهيونية في اساسها تعتبر ان المؤسسة هي ضمان بقائها، وبالتالي رفعوا شعاراً انه “يجب إنقاذ اسرائيل من نفسها” او “إنقاذ اسرائيل من نتنياهو”، وهذا الشعار تبناه أيضاً التجمع اليهودي الصهيوني في الولايات المتحدة وخاصة انه تجمع ليبرالي مؤسساتي، ولاحقا تبنته حتى الادارة الاميركية برئاسة بايدن، لان نتنياهو تحول الى فرد حاكم يقمع المؤسسات.

ويؤكد هؤلاء أن إحدى المهمات الصعبة الآن لهذه الحكومة هي ترميم وزارة الخارجية واعادة الهيبة والوظيفة اليها.

مراقبون للأزمة في الكيان الإسرائيلي يؤكدون أن حكومة نفتالي بينيت هي حكومة لإنهاء ازمة وليست حكومة لصنع استراتيجيات، فبينيت الذي حصل فقط على 6 مقاعد في الحكومة ويتوج كرئيس وزراء هي سابقة في تاريخ الكيان الإسرائيلي، هذه الحكومة كان لها هدف واحد هو إبعاد نتنياهو عن كرسي الحكم.

ويشير المراقبون الى ان نفتالي بينيت لديه حكومة مليئة بالمتناقضات السياسية والايديولوجية، كل المتناقضات في الساحة الاسرائيلية حاضرة في حكومته، بدءا من القائمة العربية الموحدة وصولاً الى نفتالي بينيت نفسه الذي يعتبر من خريجي حزب “البيت اليهودي” وهو من الشخصيات الصهيونية الدينية المتطرفة جداً والتي تدعو الى “اسرائيل الكبرى” وتدعو الى طرد العرب وضم الضفة الغربية وقبل عام ونصف كان يزاود على نتنياهو أنه يرفض اعلان ضم الضفة الغربية في اواخر عهد دونالد ترامب، لذلك هذه حكومة شلل لا تستطيع اتخاذ قرارات مصيرية.

ويقول هؤلاء إن نتنياهو لم يترك نفتالي بينيت ليهنأ بتشكيل حكومة جديدة ووضع له لغم كبير واسمه مسيرة الاعلام التي اجلها الى اليوم الثلاثاء، وان نفتالي بينيت على المستوى الشخصي لم يكن يرغب ان يبدأ اليوم الثالث من حكمه بأزمة مع الفلسطينيين قد تصل الى مرحلة الحرب او معركة عسكرية وقد تصل الى حالة جماهيرية غاضبة في كل مناطق التواجد الفلسطيني وتتوحد الجبهات الفلسطينية مرة اخرى كما توحدت في “سيف القدس”.

ويؤكد المحللون ان نفتالي بينيت امام خيارات صعبة، لكنه اختار ان يكون مثل ما اتهمه نتنياهو بالامس عندما قال ان بينيت يقود حكومة يسار خطيرة على “الامن القومي الاسرائيلي”، وهو يريد ان يثبت انه مازال هو ذلك المستوطن الذي يدعو الى “اسرائيل الكبرى”.

فما رأيكم؟

  • ما تداعيات سقوط نتنياهو على الواقع الصهيوني المهتز داخلياً؟
  • أي حسابات داخلية لحكومة بينيت بعد توعد نتنياهو الإطاحة بها؟
  • هل تكون حكومة بينيت أكثر عدوانية على الفلسطينيين؟
  • كيف ستكون سياسة بينيت الخارجية بعد تبنيها من إدارة بايدن؟

 

المصدر: العالم