سقوط الإمبراطورية الأمريكية..!

3٬180

أبين اليوم – الأخبار الدولية

هذا العنوان “سقوط الإمبراطورية الامريكية” ، ليس من عندياتنا، حتى لا يقول البعض، ان كاتب هذه السطور من الكارهين لامريكا، ومن الجاعلين من “حبة” أخطاء امريكا “كُبة”، ومن الباحثين عن “هفواتها” ليبنوا عليها توقعاتهم التي تشير دائما الى انهيار امريكا، فهذا العنوان هو عنوان مقال للصحفي الامريكي المعروف “رود دريير”، كتبه لـ”صحيفة أمريكان كونسيرفاتيف”.

رود دريير، إتخذ من الانسحاب الامريكي من افغانستان، والذي وصفه بالكارثي، أساساً بنى عليه توقعه من انهيار” الامبراطورية الامريكية”، حيث اعتبر الانسحاب دليلاً دامغاً يشهد على الفشل الفكري والأخلاقي للنخبة الأمريكية، وسقوط “الإمبراطورية الأمريكية ” نتيجة لذلك.

واشار الى الفوضى التي تسببت بها السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في العراق وسوريا وافغانستان، منذ عقدين من الزمن، وقال: ان “هذا ما نجم عن الحملة الصليبية لجورج بوش الابن. هذا ما تبقى من القيادة الأمريكية في شخص أوباما و ترامب وبايدن. والأكثر أهمية، في الكارثة الأفغانية، يقع اللوم على القيادة العليا للبنتاغون ووزارة الخارجية وكذلك نخبة السياسة الخارجية والأمن القومي”.

وحول فقدان امريكا لاعتبارها ومكانتها في العالم، بعد سياستها الكارثية في المنطقة وخاصة في افغانستان، كتب دريير متسائلاً: “من يستطيع أن يثق في قيادة الجيش الأمريكي؟ وفي أعلى قيادة الدولة؟ بالتأكيد ليس أناس من دول العالم الثالث الذين عرض عليهم التعاون مع المحتلين الأمريكيين، ووعدوا بأن أمريكا ستعتني بهم. وبالتأكيد ليس بعد مثل هذه الأحداث”.

وفي انتقاد لاذع غير مسبوق للنخب السياسية الامريكية التي اوصلت امريكا الى الهاوية، كتب الصحفي الأمريكي يقول :” إن النخبة الأمريكية الحالية مهتمة أكثر بشن حروب ثقافية. وعلى سبيل المثال، أعلنت السفارة الأمريكية في كابول في يونيو/ حزيران، في خضم استعدادات طالبان لهجومهم، “شهر فخر المثليين””!!. الامر الذي يكشف عن انفصال تام بين هذه النخب وما يجري حولها في العالم.

وفي استنتاج صادم، يكشف حجم الاحباط والفشل والعجز الامريكي، يتوصل دريير إلى خلاصة تقول: “لا يمكننا محو ما يحدث في أفغانستان من ذاكرتنا. لا يسعنا إلا أن نعرف مدى الفشل الفكري والأخلاقي للنخبة الأمريكية.

لا يمكننا التظاهر بأننا نؤمن بأحكام هذه النخب ببساطة، لأننا لا نرى بديلاً مقبولاً. هذه النخب تمزق بلدنا إرباً، دافعة بمفهوم العنصرية الجديدة ونظريات الجنس الجامح.. هؤلاء الأشخاص غير قادرين على توفير مستقبل لائق لمعظم الأمريكيين، لكنهم بلا شك اعتنوا بأطفالهم”.!

من الحِكمة ان تطلع “نخبنا” المتيمة بأمريكا ونموذجها السياسي، على مثل هذه الاعترافات الصادمة، والمبنية على حقائق دامغة، من امريكيين اعرف من غيرهم بسياسة بلادهم ونموذحها السياسي، مثل الصحفي دريير، ليتعظوا بها، من اجل الا تتكرر مشاهد سايغون عام 1975 ومشاهد كابول عام 2021، في بلداننا، والا تترك امريكا هذه النخب وهي متدلية بإطارات الطائرات الأمريكية، بينما كلاب امريكا تفترش مقاعدها.

 

المصدر: العالم