هادي يكرر سيناريو إسقاط الإصلاح من الداخل.. “تقرير“..!

4٬830

أبين اليوم – تقارير

بلا كلل، يواصل هادي مهمته المتقنة في تفكيك منظومة الإصلاح داخل ما تسمى بـ”الشرعية” وعينه الآن على تقديم عرض لخصومه يبقيه مستقبلاً في منصبه ولو بالتضحية بحلفائه ونائبه، فهل ينجح هادي بتغيير التحالفات أم أنه مجرد إنتقام لا أكثر؟

في أحدث حلقة من الصراع خلف الكواليس مع نائبه، تفيد التقارير القادمة من العاصمة السعودية عن ضغط هادي لإعادة حكومته إلى عدن وبدون ترتيبات حتى ، وهذه الخطوة تعني شرعنة سلطة الإنتقالي، المنادي بالانفصال، ومنحه ورقة رابحة في صراعاته مع “الاخوان”..

حتى الآن رغم مؤشرات إمكانية عودة حكومة معين إلى عدن لا تزال الخلافات محتدمة مع محسن الذي يسعى بكل الطرق لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية أقلها نشر وحدات من قواته كتأمين للمعاشيق وبما يسمح له مستقبلاً بالعودة إلى عدن او ابقاء معين المتهم بالولاء للإمارات وتحركاته تحت نظره.

أياً تكون نتائج هذا الصراع الذي تشير جميع المعطيات إلى إمكانية ترجيح هادي لكفته في ظل دعمه من التحالف، قد تشكل الخطوة شرخاً جديداً بين حلفاء “الشرعية” التقليدية، لا سيما وأنها تأتي في ظل تصاعد كبير للخلافات بينهما منذ إحتدام معركة السفير في امريكا وما تلاها من نشر للفضائح المتعلقة بالنهب والفساد الذي يشرف عليه هادي ومحسن..

وهذا الشرخ بدأ بالفعل مع اجبار هادي سلطة محسن في شبوة على نقل كمية من النفط الخام المنتجة من شبوة إلى عدن بذريعة تشغيل محطة كهرباء هادي التي لم ترى النور حتى الآن رغم تحويله حصة كبيرة من نفط شبوة في اكثر من مرة.

فعلياً.. لم يكن هادي يهدف من نقل شحنات الوقود الخام إلى مصافي عدن لتشغيل كهرباء المدينة التي تكفلت السعودية بتشغيلها عبر منحة وقود، بل لاستقطاع حصته من النفط تلك التي يرفض محسن منحه اياها من عائدات بيع الوقود للخارج ، منذ شن الحرب على نائب مدير مكتبه للشؤون الاقتصادية ورجل اعماله احمد العيسي وسحب بساط ميناء قنا من تحت قدمه وما تلاه من تصعيد ضد الاصلاح برز دور هادي واضحاً فيها بتفجير الوضع في مدينة عتق عبر تفجير المواجهات مع القوات الخاصة..

في الوقت الذي كانت فيه فصائل الاصلاح تركز على معركة بلحاف وهذه الاستراتيجية تشمل ايضا كما يبدو محافظة حضرموت المجاورة حيث يدفع هادي لتقارب مع الانتقالي بترتيب تصعيد للأخير تحت غطاء “الشرعية”وقد نظم لقاء بين محافظي الانتقالي في عدن ومحافظه في حضرموت في العاصمة الرياض في الوقت الذي تواصل فيه الإمارات نقل تعزيزات عسكرية لتفجير الوضع في الهضبة النفطية التي تستحوذ عليها قيادات الإصلاح بوادي وصحراء حضرموت.

هذه التحركات أعادت إلى الاذهان سيناريو سقطرى عندما أسقط هادي سلطة الاخوان سلمياً في يونيو من العام الماضي. كانت خطة هادي ناجحة في ضرب “الاخوان بمقتل، وقد اوعز لابن ابين وقائد اللواء الأول مشاة بحري على الجزيرة بالانضمام إلى قوات الانتقالي رداً على تعيين علي محسن قائد للواء موالي له بدلا للمحسوب على هادي.

عموماً.. خطة هادي لتفكيك “الاخوان” هي مستمرة منذ ما قبل فراره وتحديداً عندما اعلن عودة عمران إلى حضن “الدولة” بعد سيطرة انصار الله عليها قبل سنوات، لكن ما يهم الآن هو قدرة هادي على إدارة المعركة في تلك المناطق وما اذا كانت هذه التحركات ستبقيه في منصبه مستقبلاً ولو رمزياً خصوصاً في ظل الأنباء التي تتحدث عن اتصالات يجريها محسن بالحوثيين لترتيب وضع ما بعد مرحلة السلام وظهور رئيس المجلس السياسي في صنعاء.

 

YNP