هل قررت السعودية الإنسحاب أم محاولة لتعريف الإمارات بطريق الخروج من اليمن.. “تقرير“..!

4٬642

أبين اليوم – تقارير

على إيقاع التوتر بين الإمارات والاصلاح في شبوة، والحراك الاقتصادي في العاصمة العمانية، اجلت السعودية قواتها من مديريات حدودية في محافظة المهرة اليمنية، فهل قررت المملكة الانسحاب من اليمن على غرر إنسحاب الولايات المتحدة من امريكا في ظل مؤشرات تراجع النفوذ الامريكي في المنطقة والذي تستند عليه السعودية للهيمنة، أم محاولة لإيصال رسالة لحليفتها الصغيرة بشأن طريق الخروج؟

في شبوة، الثرية بالنفط والغاز، تلعب السعودية دور بارز في الصراع بين الفصائل الموالية لها هناك بقيادة الاصلاح ، وكيلها الحصري لعقود في اليمن، والإمارات، حليفتها الصغيرة وليدة الأمس. ومع أن قائد قواتها والحاكم العسكري في شبوة يحاول لعب دور الوسيط للتهدئة، تشير التحركات على الأرض إلى أن الهدف السعودي الأن هو كيفية التخلص من الإمارات في هذه المحافظة التي تشكل أهم عائق امام طموح السعودية في تنفيذ إتفاق الرياض نظراً لتمسك الإمارات بها ضمن خطة لتقاسم المكاسب مع السعودية.

تدرك الإمارات جيداً للدور السعودي، وهي تحاول الرد عليه بطريقة غير مباشرة، وقد دفعت بقادة فصائلها في الساحل الغربي للتصعيد صوب الهضبة النفطية في وادي حضرموت، شرقي اليمن، والتي تعد ابرز موارد السعودية وبعدها الاستراتيجي نظراً لقربها من الحدود السعودية.

قد يكون إرسال وحدات النخبة الحضرمية إلى عقبة عجزر على تخوم وادي عمد مجرد ورقة ضغط على السعودية مقابل ضغط الاصلاح على بلحاف، لكنه يعكس حجم الأزمة المتفاقمة بين الحليفتين خصوصاً في ظل محاولات السعودية لاختراق اتفاق الرياض عبر تغيرات على مستوى السلطات المحلية لـ”الشرعية” وكذا الأمن..

وهذه الخطوة تحاول من خلالها تحقيق العديد من المكاسب على الأرض أولها تبيت سلطات موالية لها في تلك المحافظات الاستراتيجية وبما يبقي يد السعودية التي اقتصت شمالاً قابضة على اهم موارد اليمن من النفط والغاز ومتحكمة بموقعه الاستراتيجي، وهذه الخطوة ترفضها الإمارات التي تعمل منذ العام 2015 على تشكيل قوى موازية للقوى الموالية للسعودية في تلك المناطق وعينها على قطعة كعائد للحرب التي ضخت لها المليارات مع أنه لا ناقة لها فيها ولا جمل.

هذه التطورات في المشهد اليمن هي بالأساس انعكاس للصراع بين الحلفاء الاقليمين في الحرب الممتدة منذ سبع سنوات وهي اصلا ضمن حلقات صراعة قديمة وتجددت ، لكن الجديد فيها هو توقيتها المتوازي مع تحركات دولية وإقليمية للدفع بعملية سلام شاملة في اليمن، وهو ما يشير إلى سباق بين هذه القوى لتحقيق مكاسب تبقي وجودها مستقبلاً في هذه المناطق وبما يسمح لهذه الأطراف إدارة المعركة مستقبلاً بعيداً عن الحرب الحالية التي فشلت فيها فعليا..

وتدرك هذه القوى جيداً بان مستقبلها في هذا البلد يواجه مصير غامض، وهو ما دفع السعودية ، التي كانت استراتيجيتها من الحرب هذه السيطرة على محافظة المهرة المطلة على بحر العرب وتحويلها إلى ممر لتصدير النفط دولياً، لبدء إجلاء قواتها من بعض مديريات المحافظة بالتزامن مع انطلاق مفاوضات جديدة مع سلطنة عمان المحاذية بشأن التجارة البرية وتشكيل تكتل جديد في المنطقة..

مع أن الإنسحاب السعودي من بعض مناطق المهرة وتسليمها لمجندين موالين لها لا يزال بها شكوك إلا ان المؤكد أن السعودية لم تعد تفكر بشق قناة سلمان ولا ساحل المهرة ، لكن هذا لا يعني أنها ستدع المحافظة الأهم في حالها..

فكل المؤشرات تؤكد بأن السعودية تستعد ايضا لخطوات تصعيد موازية للتصعيد الشعبي ضدها وهذا برز باستدعاء قوات أجنبية إلى المحافظة وتجنيد مزيد من المقاتلين بولاءات مختلفة وهدفها الرئيس الآن إغراق المحافظة الهادئة بصراعات أهلية وقبلية انتقاماً لرفضها الانصياع للسعودية.

 

YNP