العودة إلى صنعاء.. جبهة جديدة تواجهها الشرعية والتحالف..!

309

أبين اليوم – خاص:

العائدون إلى صنعاء، ظاهرة باتت تتصاعد وتيرتها يوماً بعد آخر، فخلال السنوات الست الماضية من عمر الحرب، تستقبل صنعاء العائدين بشكل جماعي وفردي ، في مشهد يوحي أو يكاد، بأن الحرب تتخذ مسارات مغايرة، بعد تكشف العديد من الملفات والأجندات التي اتخذت من إعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب قناعاً يخفي وراءه أهدافاً تمس الثوابت الوطنية، التي يجتمع حولها اليمنيون مهما اتسعت خلافاتهم وتبايناتهم.

للعائدين أسبابهم التي دفعتهم إلى تغيير مواقفهم والعودة إلى الصف الذي سبق لهم أن وقفوا على النقيض منه، بناء على مواقف بدت لهم صائبة في حينها، وكل من هؤلاء العائدين يحمل في جعبته الكثير من الحقائق التي بدت له مقنعة بأنه لا بد من العودة.. مهما بدا ذلك مستغرباً لمن أضاع سنوات من عمره في القتال تحت شعارات كان يراها يقينا وطنيا مطلقاً، إلا أن دوافع العودة كما يبدو كانت أكثر يقينية وأوضح مسلكاً.

بصرف النظر عن دعاوى الوطنية التي تظل عارية عن الصحة ما لم يكن هناك ما يثبت حقيقتها، فإنه وبعد سنوات من القتال في صفوف الشرعية والتحالف، بات لهؤلاء العائدين مفهومهم الخاص عن الوطنية والوطن والسيادة والاستقلال، وبات للدم المراق في سبيل الوطن معنى آخر غير الذي أدركوه خلال هذه السنوات من عمر الحرب.

من جبهات الساحل الغربي، إلى جبهات الحدود إلى جبهات مأرب والبيضاء وغيرها، يتقاطر العائدون إلى صنعاء، ولا يكاد يمر شهر دون أن يعلن المركز الوطني للعائدين بصنعاء، عن استقبال العشرات بينهم قادة ميدانيين وضباط برتب رفيعة، مستفيدين من قرار العفو العام الذي أعلنته سلطات صنعاء..

في مسعى منها لاستيعاب أكبر عدد ممكن ممن تبدلت لديهم القناعات وفقاً لما أدركوه من الحقائق والأهداف الخفية من وراء هذه الحرب التي انطلقت تحت شعارات مناقضة لحقيقة ما يُدار على الواقع من مخططات وأجندات خارجية، وما خلفته هذه الحرب من آثار كارثية إراقة للدماء ودماراً للبنى وانتهاكاً للسيادة الوطنية.

أياً تكن الأسباب التي قادت هؤلاء العائدين إلى تغيير مواقفهم والعودة إلى صنعاء، إلا أن ممارسات التحالف التي أقل ما يمكن وصفها به هو أنها إحتلال كامل الأركان، تقع في أعلى قائمة الحجج المقنعة بحسب مراقبين، ناهيك عن المجازر الجماعية والتدمير الممنهج للبنية التحتية والمنشآت والأعيان المدنية بغارات طيران التحالف، يضاف إليها السيطرة للمنافذ والموانئ والمطارات، ونهب الثروات وتغذية الصراعات على طول البلاد وعرضها.

استقبالات رسمية يحظى بها العائدون من صفوف قوات الشرعية والتحالف إلى صنعاء، في مشهد يعكس الروح التي تحرص سلطات صنعاء على التعامل مع هؤلاء الذين طالما وقفوا في صفوف الطرف الآخر، ولم يدخروا جهدا في قتالها، وهو ما تسعى من خلاله على التأكيد بأن لديها متسعاً من التسامح مع من أعادوا حساباتهم، وأبدوا استعدادا لتصحيح ما تعتبرها أخطاء لهم، باعتبارات وقوفهم إلى من تصفه بالمحتل الأجنبي.