التحالف يلقي الكرة في ملعب الإصلاح بشبوة.. “تقرير“..!

3٬956

أبين اليوم – تقارير

على ايقاع تحركات تنذر بمعارك متعددة في المحافظة الأهم، قررت السعودية رسمياً انهاء وجودها العسكري في محافظة شبوة، جنوب شرق اليمن، لتتبع بذلك خطى الإمارات التي سبق لها وأن أخلت ابرز قواعدها في عتق بصورة مفاجئة أيضاً ودون ابلاغ حتى لاتباعهما هناك ..

هذا التطور الدراماتيكي احدث حالة من الارباك في صفوف الفصائل المحلية الموالية للتحالف ودفع بأطراف إقليمية أخرى للدخول على الخط فإلى أين تمضى شبوة؟

حتى الآن لا يزال الاصلاح، جناح الاخوان المسلمين في اليمن، هو القوة المسيطرة على معظم مديريات المحافظة التي تسيطر قوات صنعاء على 4 مديريات فيها وتتقدم بخطى ثابتة وبدون مقاومة حتى.. كما تتحدث الانباء الواردة مؤخراً من مرخة حيث امن “الحوثيين” عقبة الطفيل الاستراتيجية، في وقت عزز الحزب سيطرته أيضا في عمق عتق بعد طرده لفصائل موالية للإمارات من مديرية جردان..

لكن رغم طمأنة الإصلاح بشأن قوات صنعاء، وسط الأنباء التي تتحدث عن اتفاق بين الطرفين، ثمة خطر محدق بالحزب يتضخم يومياً ويبدو بأن التحالف نفسه يغذيه في إطار استراتيجية تفكيك الاصلاح..

هذا الخطر الذي لم يكن موجوداً من قبل ولو في حدوده الدنيا بدأ يتكاثر قبيل إنسحاب التحالف على ايقاع مطالب “الاخوان” بخروج الامارات من بلحاف تنفيذاً لأجندة قطرية تتوقع بإبقاء ابوظبي تحت رحمة إتفاقية بيع الغاز المسال..

وبرزت مظاهره بالاعتصامات المفتوحة أمام المجمعات الحكومية على مستوى المديريات والاستعراض العسكري لقبائل مناهضة للإصلاح وصولاً إلى الهجمات المتصاعدة ضد مواقع وقوات الحزب في هذه المحافظة النفطية..

ما يهم الآن أن الاصلاح لن يواجه طرفاً في شبوة كما عهد خلال الفترة الماضية عندما كان الانتقالي يحاول تحريك ما تبقى له من حاضنة وهي قليلة بالفعل و تدمرها الصراعات المناطقية التي تطال أبناء شبوة دون غيرهم في عدن يومياً..

بل اطراف متعددة انضجها التحالف على نار هادئة واولها مشايخ القبائل الموالين مباشرة للإمارات وثانيها جناح ابوظبي في المؤتمر هناك والذي يقوده نجل عارف الزوكا، عوض، وتربطه علاقات قوية بمشايخ قبائل في المحافظة..

وهذا الحضور قد ترجم خلال الأيام الماضية بالوقفات القبلية في بيحان ونصاب وميفعة ورضوم والروضة وتقدمها مشايخ واعضاء برلمان من حزب المؤتمر ورفضوا رفع اعلام الانتقالي فيها..

عموماً.. انسحاب التحالف القى بالكرة في ملعب الإصلاح بشبوة، وعينه كما يبدو على اضعاف الحزب الذي يتعرض لهزائم في مأرب وتدنوا اهم معاقله هناك من السقوط، ولم يتبقى الكثير أمامه من الخيارات في شبوة فإما يسمح بدخول قوات خصومه في المجلس الانتقالي وطارق صالح ممن تقوم الإمارات حالياً بإرسالهم إلى ابين على تخوم شبوة وتضغط سعودياً للسماح بدخولهم عتق..

أو خوض معركته الأخيرة ضد صنعاء وحيداً، وفي كل الأحوال النتيجة تشير إلى أن الهدف هو التخلص من عبئ الحزب فحتى وأن ابتلع طعم التحالف بالتسيد وحيداً في شبوة فهذا لن يمنع الإمارات من استهدافه من الداخل في ظل مؤشرات الهجمات الأخيرة المنفردة من قبل “المقاومة الجنوبية”..

وأن سمح بمشاركة خصومه فقد يكون الهدف الأول لها، وهو ما يضع الحزب أمام مخرج لا ثاني له يتمثل بمزيد من التقارب مع صنعاء وبما يحمي ظهره.