مع تصاعد الصراع بين فصائله في شبوة.. هل يسعى التحالف للتخلص من أسباب هزيمته..“تقرير“..!

4٬122

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ حلمي الكمالي:

على وقع التغييرات العسكرية الأخيرة في ملعب التحالف والتي تندرج تحت بنود التداعيات المباشرة لهزائمه المتواصلة في مختلف الميادين، فإننا أمام مرحلة مصيرية قد تقرر مستقبل الحرب على اليمن، فهل اقترب التحالف من صفارة النهاية، أم أنه لا يزال هناك جولات وأشواط جديدة من الحرب العدوانية على البلاد.

إن إزاحة الإصلاح رسمياً من المشهد في شبوة، بعد الإطاحة بمحافظه وطرد تشكيلاته الأمنية والعسكرية من المحافظة النفطية، كان أمراً متوقعاً وبديهياً في حسابات التحالف السعودي الإماراتي، وتوجهاته المعقدة، القائمة على المصالح المباشرة والمصالح المضادة.

بطبيعة الحال، شكلت معركة مأرب بالنسبة لمخططات التحالف، آخر استحقاق لحزب الإصلاح للحفاظ على بقائه في المشهد السياسي والعسكري، لكن خسارة قوات الشرعية التي يمثل الحزب عمودها الفقري؛ للمعركة في عموم جبهات وسط البلاد، وعلى رأسها محافظتي البيضاء والجوف والتي سقطت كلياً في يد قوات صنعاء، يليها مأرب التي تسيطر الأخيرة على أكثر من 90 % من مساحتها الإستراتيجية؛ دفع التحالف تلقائياً للتخلص من عبئ تلك الخسارة المدوية، بالخلاص من أسبابها، والتي يعتقد التحالف أن الإصلاح على رأس تلك الأسباب.

الأهم من ذلك، فإن محاولات التحالف مؤخراً، الدفع بأدوات جديدة إلى واجهة المشهد، لن يغير شيئاً في واقع المعركة، التي تدنو كلياً لصالح قوات صنعاء، بحكم المعطيات الراهنة في ميادين المواجهة، بغض النظر عن إذا ما وضعنا مجالاً للمقارنة بين جميع أدوات التحالف السابقة واللاحقة، والتي تبدو شائخه ومستنفده إلى حد كبير.

بكل تأكيد، أن التحالف يسعى لتمكين كيان جديد في المحافظات الجنوبية، أو بالأحرى شرعية جديدة بديلة عن هادي والإصلاح، إلا أن هذا الخيار لا يعد قراراً موحداً بين قطبي التحالف السعودي الإماراتي، حيث تسعى كل من الدولتين لفرض أطراف وأدوات موالية لها وتمكينها في تلك المناطق، بهدف كسب ما يمكن أن يؤهلهما للخروج من اليمن بأقل الخسائر، من خلال اي مفاوضات أممية قادمة مع صنعاء.

هذا ما يمكن فهمه من مساعي الإمارات للدفع بفصائلها وعلى رأسها قوات طارق صالح، إلى المحافظات الجنوبية، وهو ما رأيناه من سحب البساط من تحت الإصلاح في محافظة شبوة وتسليمها لألوية العمالقة التي تم إسناد مهمة قيادتها مؤخرا لشقيق طارق ، عمار صالح.

بعيداً عن ذلك، فإن أهم ما يمكن ملاحظته في تلك التحركات، التهميش الإماراتي لأبرز أدواتها جنوباً، المجلس الإنتقالي الذي جرى استبعاده من زعامة التغيرات العسكرية الأخيرة في شبوة وحضرموت، التي كان من المتوقع أن يكون المجلس لاعباً رئيسياً في المحافظات الجنوبية، إلا أن إزاحته تمت عن سبق إصرار، وسبقتها عدة إجراءات قامت بها أبو ظبي بدءا من تشيت الصف القيادي الأول للمجلس، والتحفظ على رئيس المجلس ونائبه في الخارج، منذ أكثر من شهرين، ناهيك عن إقالة قياداته الأمنية والعسكرية في عدن.

هذا التهميش الذي لحق بالمجلس الإنتقالي، فتح شهية السعودية، الخصم التقليدي الجديد للإمارات على المسرح اليمني والعربي، والمتعطشة للبحث عن أي أدوات جديدة جنوبي اليمن ، تعبر من خلالها إلى سطح المشهد، بعد خسارتها مجمل المعركة المفتوحة مع قوات صنعاء، من مأرب والجوف مرورا بعمقها الإستراتيجي، بالأخص عقب توغل صنعاء في مدنها الجنوبية.

ولعل هذا ما يفسر المغازلة السعودية للمجلس الانتقالي، واستدعائها لرئيس المجلس، عيدروس الزبيدي، إلى الرياض، لتوقيع صفقة بين الطرفين تقضي بتمكين الرياض المجلس الإنتقالي من الحفاظ على مواقعه جنوباً، والتي يهددها انتشار قوات قائد الفصائل الإماراتية، طارق صالح.

على كلٍ، فإن هذه التغيرات الحاصلة في محافظتي شبوة وحضرموت، ومحاولات الدفع بالفصائل الإماراتية كبديلة عن هادي والإصلاح، تعد محاولات بائسه، بالأخص عقب تصاعد الصراع بينها، وهو ما رأيناه مؤخراً في شبوة، بعد رفض الإصلاح التسليم لقوات صالح، وسط توقعات ببدء عملية استنزاف واسعة يبدو أنها ستضرب كلا الطرفين.

إذ أن الواضح بحسابات الواقع والمنطق أن الكيانات الجديدة غير قادرة على صنع المتغيرات، بعد فشل الأدوات السابقة بكل ثقلها العسكري والدعم المادي والحربي، طوال السبع السنوات الماضية، في حين تؤول المعادلات والتحولات لصالح صنعاء شرقا وغربا، شمالا وجنوباً.

YNP