استبدال الضالع بالبيضاء في خارطة بريطانية لتقسيم الحدود بين شطري اليمن ..“تقرير“..!

4٬050

أبين اليوم – تقارير

مع تغيير التحالف لاستراتيجيته في الحرب على اليمن، بتحويل دفتها جنوباً، أعاد ناشطين نشر خارطة تقسيم بريطانية تعود إلى حقبة الإستعمار لجنوب البلد، فهل تدفع بريطانيا التي تتوق لاستعادة مستعمراتها القديمة في ظل خروجها من الإتحاد الأوروبي، نحو تحقيق هذا المخطط الذي اجهض في تسعينيات العام الماضي؟

بعد اعترافه رسمياً باستحالة تحقيق تقدم في المناطق الشمالية لليمن، حيث الكتلة السكانية الاكبر والتي عرفت خلال القرون الماضية بمناهضة الاحتلال بكافة أشكاله عربياً وإقليمياً ودولياً، وفشل محاولات اختراق الكتلة الصلبة هذه على مدى 7 سنوات من الحرب والحصار التي تقودها السعودية بمشاركة نحو 17 دولة وجندت لها كافة قوات وتقنيات واحدث أسلحة العالم..

بدأ التحالف تغيير استراتيجيته في الحرب ، عبر الدفع بها جنوباً حيث يحاول تأمين المناطق الجنوبية التي ظلت تتعاقب عليها قوى الاحتلال خلال القرون الغابرة بدء بالاحتلال البرتغالي ومرور بالبريطاني والعثماني وصولاً إلى السعودي- الاماراتي، مستعيناً بذلك بالدعوات الانفصالية والمناطقية التي يغذي بها التحالف وجوده هناك مستغلاً حالة الانقسام المجتمعي الذي احدثه فساد السلطة في حقبة ما بعد الوحدة مع أن اغلب من شارك في هذا النظام جنوبيين.

وبغض النظر على الدوافع الاستراتيجية التي يستغلها التحالف لتأليب الجنوب على الشمال وهي خطة محكمة استحضرها الانجليز في ثلاثينيات القرن الماضي عندما استخدموا سلاطين الجنوب لتعزيز السعودية في حربها ضد الإمام في شمال اليمن والتي وصلت طلائع قواته إلى الطائف..

يبدو أن الكثير من السياسيين والناشطين مقتنعين الآن اكثر بأن التحالف الذي هزم شمالاً، يستعد للخطة “ب” عل ذلك يحفظ ماء وجهه، وهم بذلك يستندون إلى مراجع تاريخية تؤكد بأن التحالف يسير الآن وفق منهجها وهذه الوثائق عبارة عن خارطة التقسيم التي حاولت بريطانيا ارسائها بين شمال وجنوب اليمن..

تشير الوثيقة إلى أن بريطانيا حاولت استبدال البيضاء بالضالع، حيث ضمت الضالع إلى الشمال مع بقاء البيضاء مع الجنوب باعتبارها حامية للهلال النفطي في مأرب وشبوة وصولاً إلى حضرموت، وهذا المخطط هو ما بدا التحالف خلال الأيام الماضية تنفيذه بإلقاء كل ثقله باتجاه حدود شبوة والبيضاء.

عموماً.. مخطط تقسيم اليمن دولياً لم يعد جديد بالنسبة لليمنيين وقد سبق محاولة طرحه على طاولة الحوار الوطني في العام 2013، وحتى أطراف إقليمية ابرزها ايران كشفت مؤخراً عن هذا المخطط وألمح له وزير خارجيتها في تصريح جديد أعلن فيه رفض بلاده مخطط تقسيم اي بلد اسلامي..

وهو بذلك يشير إلى الخطة التي بدأت الامارات تنفيذها وتهدف من خلالها ايجاد شطرين في اليمن بمسميات أقاليم، لكن يبقى السؤال حول مصير الضالع، التي يشكل قادتها ابرز رموز الانتقالي المنادي بـ”الانفصال” هل ستظل ضمن خارطة الجنوب أم الشمال مع أن كل المؤشرات تؤكد بأن التحالف لا يأبه بها سواء كانت هنا أو هناك وكل اهتمامه هو تحصين الهلال النفطي وبما يبقيه محل تقاسم بين أطراف إقليمية واستنزاف الكتلة السكانية في الجنوب بمعارك تشبه إلى حد ما استنزاف قبائل مأرب.

 

 

YNP