هل سدت صنعاء كل طرق التحالف لتهريب النفط اليمني.. “تقرير“..!

5٬760

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ حلمي الكمالي:

في أعقاب العملية العسكرية الأخيرة لقوات صنعاء، والتي أحبطت عملية تهريب جديدة للنفط اليمني من ميناء الضبة بمحافظة حضرموت، شرقي اليمن، فإننا أمام مرحلة واسعة ومختلفة من مراحل الردع الإستراتيجية التي تفرضها صنعاء، ضمن معادلة تأميم الثروات السيادية للجمهورية اليمنية، فأي صدمة تلقتها قوى التحالف السعودي الإماراتي والقوى الغربية المساندة لها، بعد العملية الأخيرة؟ وكيف أغلقت قوات صنعاء كل طرق وأساليب التحالف لتهريب النفط؟!.

قبل الخوض في نتائج العملية العسكرية، فإنه يجب علينا الوقوف عند الكثير من المعطيات الهامة التي رافقت العملية، وعلى رأسها التوقيت الإستراتيجي، والذي رافق زيارة السفير الأمريكي لدى المجلس الرئاسي إلى مدينة عدن، جنوبي اليمن، ضمن حراك أوروبي واسع النطاق لتفادي إنهيار المصالح الأمريكية الغربية في اليمن، تزامناً مع فرض صنعاء المعادلات العسكرية الجديدة التي أصابت خزينة قوى التحالف السعودي الإماراتي ووكلائها في الداخل والخارج في مقتل.

فكانت الضربة في ميناء الضبة، أكبر رد شافي توجهه صنعاء، على التحركات الأمريكية، مفاده “أننا لكم بالمرصاد”. ووفق وسائل إعلام موالية للتحالف، فإن الأخير حاول، تزويد “سفينة التهريب” الجديدة التي تم إيقافها عبر مسيرات قوات صنعاء، قبل أن ترسو في الميناء اليمني، بالكثير من وسائل التأمين، فإلى جانب إبحارها مع اثنين “لنشات”، وزوارق وقطع عسكرية بحرية، فقد تم تزويد السفينة بأجهزة تشويش حديثة، وأبحرت في عرض البحر بعد أن أطفات جهاز التتبع الملاحي..

وهو ما يعكس نجاح قوات صنعاء في تجاوز واختراق كل هذه الوسائل، ورصد حركة السفينة بدقة قبل توجيه الضربة في المكان والزمان المناسبين.

إذن، نحن أمام تصاعد في عمليات الردع، إلى جانب تصاعد في نوعية وكيفية الرد، وتلك إستراتيجية تمكنت صنعاء من فرضها بما يتناسب مع حجم المستجدات والمتغيرات السياسية والعسكرية للمواجهة المفتوحة مع قوى التحالف، والتي سيكون لها نتائج وتداعيات واسعة وعميقة على مخططات وأطماع هذه القوى في اليمن، في المستقبل القريب والبعيد أيضاً..

والتي قد بدأت بالظهور جلياً من خلال “بيانات الإدانة” التي عقبت العملية العسكرية، والتي لا تشير إلا لخيبة هذا التحالف وعجزه عن مواجهة أي خيارات عسكرية لصنعاء في الداخل والخارج.

والخيبة هذه المرة لن تتوقف عند فشل قوى التحالف في مواجهة خيارات صنعاء في مسألة تأميمها للثروات النفطية والغازية، بل في تحول هذا الخيار كنتيجة طبيعية لأي معادلات ردع عسكرية؛ لخيارات أوسع وأشمل لتأميم وتأمين كافة الثروات اليمنية الواقعة تحت سطوة آلة القتل والنهب السعودية الإماراتية والأمريكية، إلى خيارات أكثر شمولية بطرد جميع القوات الأجنبية المتمركزة في السواحل الحيوية والجزر الإستراتيجية اليمنية، وتلك خيارات لطالما أكدتها صنعاء أكثر من مرة، ومع نجاحها في فرض المعادلات السابقة، فهي قادرة على فرض أي معادلات جديدة.

ولعل هذا ما يفسر، المخاوف الأمريكية المتصاعدة منذ إعلان صنعاء معادلة تأميم الثروات السيادية، وتدشينها العملية العسكرية التحذيرية الأولى في ميناء الضبة أواخر أكتوبر الماضي، واندفاع اللص الأمريكي الذي فقد غنيمته إلى تعزيز حضوره في المناطق الإستراتيجية لليمن، ومحاولته إيجاد أي صيغة أو غطاء لتبرير الحفاظ على ما تبقى من مصالح له في البلد.

هذه المخاوف عكسها إعلان القوات الأمريكية رسمياً على لسان المتحدث الرسمي للأسطول الأمريكي الخامس، استعدادها لإرسال ونشر سفن وطائرات حربية على إمتداد البحر الأحمر إلى المحيط الهندي والبحر العربي في المناطق الشرقية لليمن.

على كل حال، فإن مساعي قوى التحالف لإيجاد أساليب وطرق جديدة لإستئناف عمليات تهريب النفط اليمني، تبدو مستحيلة للتحالف الذي استنفد كل خياراته منذ وقت مبكر لحربه التي تدخل عامها الثامن، في ظل هذه المعادلات التي تفرضها صنعاء، وانعكاساتها المباشرة على تعطيل كل طرق وأساليب التهريب، وهو ما بدا واضحاً تماماً من خلال فرار جميع الشركات الأجنبية الناهبة للنفط بعد أول تحذير لها، وإيقاف التصدير في معظم الحقول النفطية والغازية، خصوصاً بعد فشل مختلف الدفاعات الجوية في التصدي للطائرات وصواريخ صنعاء التي وصلت إلى عملاق النفط الغربي في ميناء رأس التنورة قبل أن تستهدف سفن التهريب في ميناء الضبة.

إلى ذلك، يمكن القول، بأن أي محاولة أو تدابير جديدة لقوى التحالف للتصعيد في اليمن، ستلقى رد قوي وصارم من قبل قوات صنعاء، وهو ما صرح به مسؤولين رفيعين في صنعاء خلال الأيام الماضية، أبرزهم رئيس الحكومة عبدالعزيز بن حبتور الذي أكد أن العمليات العسكرية الجديدة، ستضرب سفن التهريب بشكل مباشر في عرض البحر، مبيناً أنه” إذا لم يتم التفاهم مع صنعاء لتحويل عائدات الثروات اليمنية إلى البنك المركزي، فإنه سيتم التعامل مع بالحديد والنار “، وهو تهديد تدرك قوى التحالف السعودي الإماراتي ومن معها من القوى الغربية أنه سيحدث لا محالة.

YNP