نظرة حول منهجية التعاطي مع الأوضاع في المحافظات الجنوبية سابقاً.. وما يجب حالياً..!

3٬933

أبين اليوم – مقالات

بقلم/ سمير المسني

منهجية التعاطي مع الأوضاع في المحافظات الجنوبية تحتم علينا ان نستوعب بداية طبيعة الأنماط السلوكية والثورية والثقافية خلال الفترة من بعد استقلال الجنوب اليمني وحتى يوم الوحدة المباركة مروراً بفترة الصراعات الدموية ( 1968م وحتى 1986م) تلك الاحداث التي عصفت بالبلد وعملت على تغيير المفهوم الثوري والوطني واصبحنا نتخبط في مسارات عقيمة واصبحت الاغتيالات والتصفيات السياسية احد أبرز سمات تلك المرحلة (مقتل عدد من الدبلوماسيين في تفجير طائرة في رحلة داخلية في السبعينات خير دليل)..

تبعتها احداث دموية كبيرة كان اخرها في 13 يناير 1986م؛ وهنا سقط الرهان على التوجة السياسي والفكر الثقافي الذي حاولت تلك القيادات فرضه على جماهير شعبنا في الجنوب اليمني وبرزت على السطح حقيقة الفكر والتعصب المناطقي لتدرك الجماهير زيف ما كان يروج له بأن الصراعات الداخلية كانت بسبب حماية العقيدة والايدلوجية الفكرية الاشتراكية والتي لم تتوافق مع معتقدات المجتمع حينها بالإضافة الى عدم توافر ادوات ووسائل الانتاج لتطبيق تلك النظرية.

وهنا نود الاشارة والتأكيد بأن تلك الصراعات في الجنوب لم تكن خلافات بين (الرفاق) حول ايدلوجية الحزب كما صوروها حينها وانما كانت نتاج طبيعي لسلسلة من المؤامرات لاستخبارات الدول الخارجية وأهمها بريطانيا وبتمويل دول إقليمية التي استطاعت بالفعل تفكيك الحزب من الداخل واذكاء الصراعات الداخلية وبالتالي التوجة لاسقاط النظام برمته وقد نجحت في ذلك إلى حد ما؛

وللتأكيد على مصداقية طرحنا هذا تواجد الكثير من تلك القيادات (حالياً) في بلدان قوى تحالف العدوان والبعض الآخر في دول قوى الاستكبار العالمي ومنها بريطانيا؛ وبالتوازي مع ما كان يحصل في المحافظات الجنوبية استمرت حلقات التآمر الدولي والاقليمي على المحافظات الشمالية من قبل نفس تلك القوى التي استطاعت وفي خلال فترة طويلة من استمالة العديد من القيادات واخضاعها لاجندات ومخططات قوى الشر العالمي ووكلائها الاقليميين في المنطقة واهم تلك الاجندات تمثلث في افراغ المفهوم الوطني وتدمير النسيج المجتمعي وضرب اي محاولة بإتجاه تحقيق الوحدة الوطنية اليمنية ولتنفيذ ذلك قامت باغتيال الشهيد الحمدي في الشمال والايعاز بتصفية الشهيد سالمين في الجنوب.

وهنا نصل إلى خاتمة هذا الطرح الموجز للغاية لاستخلاص النتائج واسقاط تلك المرحلة بكل تداعياتها على واقعنا المعاصر ونضع السؤال المهم للخروج من تلك المعضلة التي نواجهها حالياً وحالة البؤس والقمع الفكري والجسدي الذي نعانية حالياً في جنوبنا المحتل بسبب المؤامرات الخارجية وعمالة الداخل؛

باعتقادي ان الحل الأمثل لتجاوز هذة الكارثة تكمن في توحيد الصف الجنوبي واختيار قيادات جديدة وطنية من القيادات من أبناء المحافظات الجنوبية المتواجدة في صنعاء و ما تبقى من قيادات وطنية في الداخل ممن لم تلطخ اياديهم بدماء اليمنيين واشراك تلك القيادات الجنوبية في العملية السياسية وهنا يأتي دور مجلسنا السياسي وحكومة الإنقاذ في اتخاذ الاجراءات لتعزيز مبدأ الشراكة الوطنية واشراك القوى الوطنية الجنوبية في صناعة القرار السياسي وتحمل المسؤولية تجاة الشعب والوطن .

سمير المسني..
قيادي جنوبي/ محلل سياسي