عن موضوع فتح الطرقات.. الحقيقة والمزايدات..!

5٬453

أبين اليوم – مقالات وتحليلات 

بقلم/ زكريا الشرعبي:

تشبيه وجود طرق مغلقة في اليمن بالحصار الذي تتعرض له غزة هو تشبيه ظالم ووقح يخدم العدو الإسرائيلي بالدرجة الأولى لأنه يقلل من مأساة وخطورة الحصار الذي يفرضه العدو على قطاع غزة والذي يهدد حياة 2.4 مليون مواطن حيث لا ماء ولا غذاء ولا دواء.

غزة تتعرض لحصار مطبق وكامل، أبناء غزة يموتون من الجوع، حتى أعلاف الحيوانات نفدت ولم يعد لهم شيء يأكلونه.

في اليمن هناك طرق مغلقة نتيجة لوقوعها على خطوط التماس وليست مغلقة من طرف واحد فقط، وليست الممرات الوحيدة إلى المحافظات.. أليس الناس يذهبون من مأرب إلى صنعاء والعكس.. صحيح أن المعاناة زادت بسبب طول المسافة في الطرق الأخرى لكن دعونا نبحث من المتسبب بها وما هي الخطوات العملية لرفعها عن المواطنين..

كانت جميع طرق اليمن مفتوحة حتى جاء تحالف العدوان ودفع بمرتزقته للحرب على وطنهم وأهاليهم، واتجهت الحرب نحو مناطق مختلفة، كان من بينها مناطق تمر منها الخطوط الرئيسية، وفي هذه الحالة أٌغلقت الطرقات تلقائياً لأنها أصبحت خطوط مواجهات ونقاط اشتباك، وكان من الطبيعي أن تغلق، بل إن تحالف العدوان كان يستهدف بغاراته حتى المسافرين في هذه الطرق وغيرها واستهدف الجسور الرابطة بين الطرق واستهدف كل ما له صلة بالحياة.

على سبيل المثال، إذا كانت صنعاء هي التي تغلق طريق مأرب-نهم -صنعاء، فلماذا ظهر العرادة يوم أمس وأعلن فتحها من طرف واحد، أليس هذا إعتراف أن الطريق كانت أيضاً مغلقة من إتجاه مأرب أيضاً، نحن طبعاً ننظر إلى هذا الأمر باعتباره جانب عسكري بعيداً عن القيم وكون الطرف الآخر جلب الحرب لخدمة السعودية والإمارات والولايات المتحدة.

الآن مع خفض التصعيد هناك فرصة لإعادة فتح هذه الطرق الرئيسية، لكن الأمر يتطلب تنسيق ولقاءات على إعادة تطبيع هذه الطرقات بحيث لا يشكل العبور فيها خطر، فهناك طرق لا يفصل بين المترس والمترس المعادي سوى مئات الأمتار، وفتحها يتطلب إغلاق الجبهة فيها بشكل كامل، وهذا أمر عسكري يدخل ضمن الاتفاقات العسكرية، وبدون ذلك لا أمن حتى للمسافرين فيها، قد يتم إستهداف أي سيارة وحينها تبدأ الإتهامات وإلقاء اللوم على طرف بأنه هو الذي قصف هذه السيارة أو تلك، لأن المنطقة أصلاً تماس بين طرفين.. كما قد تستغل عسكرياً لتغيير الوضع القائم في الجبهات، لأن الحرب لم تنته.

إذاً.. مثل هذه الطرقات ينبغي أن يكون هناك لجان عسكرية مشتركة لبحث الجوانب العسكرية فيها من أجل فتحها، وهذا ما تم طرحه في بعض الطرقات في تعز، مثل طريق الحوبان -جولة القصر والذي هو في منطقة تماس مباشرة، وقد طرح الوفد الوطني أن يتم حل وضع الجبهة في هذه المنطقة، بل وقدم الرئيس المشاط مبادرة تتضمن: توقف جميع الجبهات العسكرية، وتحييد المحافظة، وإدارتها من قبل إدارة مشتركة من الجميع، لكن الطرف الآخر تجاهل المبادرة، وقبل ذلك كان هناك نحو 12 مبادرة تتعلق بطرق تعز المغلقة، وكان هناك مبادرة من الشهيد الصماد، بل إن هناك اعتراف لحمود المخلافي أن أنصار الله قدموا عرضا للانسحاب من تعز، لكن الجواب كان أن القرار بيد التحالف.

هناك طرق لم تعد خطوط تماس وهي طرق تختصر المسافة أيضاً، وهذه الطرق يجب أن تفتح، وقدمت صنعاء فيها عدداً من المبادرات، وقامت بفتحها من طرفها، مثل طريق صرواح -مأرب، وفي تعز طريق الخمسين-الستين في محافظة تعز، لكن الطرف الآخر رفض، وفي تعز تم إطلاق النار على المعدات التي كانت تقوم بفتح الطريق رغم أنها تختصر المسافة إلى المحافظة من 8 ساعات إلى 20 دقيقة.

دعونا نتفق على حلول تخفف عن المواطنين بدلاً من المزايدات واللعب على عواطف البسطاء.

المصدر: من حائط الكاتب على حسابه بمنصة إكس